صراع الديوك والسوبر الأفريقي.. 6 حكايات كروية مثيرة من المسرح الفرنسي (خاص)
يحظى عدد من الصحفيين العاملين بالمجال الرياضي بفرص معرفة الكثير من الكواليس والخبايا عن بعض الحكايات والقضايا الرياضية المثيرة التي تشغل بال الجماهير في العديد من الدول.
من بين هؤلاء الصحفي الفرنسي الشاب رومان مولينا، الذي يعد واحدا من أبرز الصحفيين في العالم، وقام بعدة تحقيقات صادمة أثارت ضجة كبيرة لدى متابعي كرة القدم.
ويبلغ رومان مولينا من العمر 31 عاما، لكنه مع ذلك أصبح حديث الجميع بعد سلسلة من التحقيقات الاستقصائية التي هزت العالم، ويتعامل مع عدة وسائل عالمية من بينها صحيفة "الجارديان" البريطانية، و"نيويورك تايمز" الأمريكية، بجانب شبكة "سي إن إن" وهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
ومن أبرز التحقيقات التي قام بها مولينا تلك التي نشرتها صحيفة "الجارديان"، والمتعلقة بإيف جون بارت، رئيس اتحاد هايتي لكرة القدم والعضو السابق في اللجنة الدائمة للفيفا، الذي تم إيقافه مدى الحياة، بعد ثبوت تورطه في وقائع تحرش بلاعبات قاصرات داخل الاتحاد.
كما كشف مولينا مؤخرا عن كواليس صادمة بخصوص واقعة استبعاد كريم بنزيما من منتخب فرنسا خلال كأس العالم 2022، بالإضافة إلى أنه يملك عدة مؤلفات لاقت رواجا كبيرا، من بينها "أوناي إيمري المايسترو" و"إدينسون كافاني الماتادور".
"العين الرياضية" تواصلت مع مولينا للحديث عن العديد من الأمور المهمة، منها خطر المراهنات الذي ضرب الدوري التونسي خلال السنوات الأخيرة، وكواليس استبعاد كريم بنزيما من منتخب فرنسا خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة.
كما تحدث مولينا عن كواليس العديد من القضايا المثيرة التي شغلت الساحة الكروية العالمية خلال الفترة الأخيرة، من بينها تصريحات نويل لوجريت رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم الموقوف، تجاه الأسطورة زين الدين زيدان، وهيمنة الاتحاد الدولي لكرة القدم على نظيره الأفريقي، وكذلك مشروع دوري السوبر الأفريقي الذي وصفه بأنه "وُلد ميتا".
المراهنات تداهم الدوري التونسي
في البداية، قال مولينا إن المراهنات غير المشروعة عبثت بالدوري التونسي خلال السنوات الأخيرة وتواصل العبث به حاليا، في ظل غياب أي إرادة لمقاومة هذه الظاهرة التي نالت بشكل كبير من مصداقية المسابقة.
وقال مولينا في هذا الصدد: "سيناريو المباريات المشبوهة أصبح يتكرر بشكل لافت في الدوري التونسي، والأمر طال بشكل خاص مباريات نادي اتحاد بن قردان الذي لا تخفى على أحد علاقته الوطيدة برئيسه السابق وديع الجريء الذي يتكفل حاليا بإدارة كرة القدم التونسية".
وتابع: "يوجد سببان وراء كثرة المباريات المشبوهة في المسابقة الأبرز في تونس، الأول رياضي ويتمثل في بعض حالات التفويت لصالح بعض الفرق، والثاني مالي في ظل الأزمة المادية الكبرى التي تعاني منها معظم أندية دوريي الدرجة الأولى والثانية".
وأضاف: "التحقيقات التي قامت بها الشرطة الفرنسية أثبتت تورط بعض الأطراف المقربة من رئيس لجنة الحكام الأسبق بجانب أطراف مقربة من المشرفين على الكرة التونسية".
وأتم: "ما يثير الاستغراب هو غياب أي رد فعل من قبل الاتحاد التونسي لكرة القدم من أجل محاربة هذه الظاهرة، بل بالعكس هناك شعور عام بوجود تواطؤ من أجل التغطية على بعض الأطراف المتورطة".
بنزيما غير مرحب به في منتخب فرنسا
وفي سياق آخر، تعرض الصحفي الاستقصائي المميز لقضية استبعاد كريم بنزيما من قائمة منتخب فرنسا التي شاركت في نهائيات كأس العالم 2022 في قطر، رغم تعافيه من الإصابة قبل خوض الأدوار النهائية.
وقال مولينا بخصوص هذه المسألة: "الحديث عن مؤامرة تعرض لها كريم بنزيما في منتخب فرنسا يبدو بالنسبة لي أمرا مبالغا فيه، لكن يجب الاعتراف بأن عودته لحمل قميص الديوك لم تكن مرحبا بها، خاصة من قبل الثلاثي هوجو لوريس وأنطوان جريزمان وبول بوجبا".
وأردف: "منتخب فرنسا عانى لسنوات طويلة من "حرب الأنا" بين نجومه، حيث إن معظم النجوم يسعون للعب دور القيادة، وهو ما تسبب في صراعات عديدة في صفوفه".
وواصل: "للأسف ديدييه ديشامب مدرب منتخب فرنسا لم يتحمل مسؤولياته في قضية كريم بنزيما، وترك الأمر بين يدي الجهاز الطبي، ولم يُبد رغبة قوية في الاستفادة من خدماته، رغم أنه كان قادرا على مساعدة فرنسا خلال المونديال الأخير".
وختم: "أعتقد أن قرار كريم بنزيما باعتزال اللعب دوليا هو بمثابة الرسالة المشفرة التي بعثها لجميع الأطراف من لاعبين ومدربين وإداريين، والذين سعوا لعرقلته بهدف إبعاده عن منتخب فرنسا".
كواليس قضية زيدان ولوجريت
وانتقل رومان مولينا، في حديثه مع "العين الرياضية"، للحديث عن كواليس قضية أخرى وهي التصريحات المهينة التي أدلى بها نويل لوجريت، رئيس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم "الموقوف"، تجاه أسطورة الكرة الفرنسية زين الدين زيدان.
وكان نويل لوجريت سخر من زيدان، بعد ضياع حلمه بتدريب منتخب فرنسا، على خلفية تجديد عقد المدرب ديدييه ديشامب ليبقى مع "الديوك" حتى عام 2026.
وقال مولينا في هذا الصدد: "القضية مرتبطة بصراع النفوذ بين جون بيير بيرنيز وكيل ديدييه ديشامب، وآلان ميلياتشيو وكيل زين الدين زيدان".
وتابع: "كل ما في الأمر أن بيرنيز مقرب من لوجريت، وبالتالي أراد أن يؤكد نفوذه القوي، في حين أن ميلياتشيو أراد فرض نفسه، وهو ما فشل فيه في نهاية المطاف".
وأتم: "الجميع يعلم في فرنسا أن ديشامب لم يكن محبوبا من قبل باقي لاعبي جيل 1998 الذي أهدى فرنسا أول لقب لها في كأس العالم، مما يفسر حرب الكواليس بينه وبين زيدان".
العنصرية في الكرة الفرنسية
المعاملة السيئة التي تعرض لها النجمان كريم بنزيما وزين الدين زيدان، المنحدران من أصول جزائرية، من قبل الاتحاد الفرنسي، دفعت البعض لإعادة فتح موضوع العنصرية في الكرة الفرنسية، وهو ما أكده مولينا.
وقال مولينا في هذا الصدد: "لا يمكن لأي شخص أن ينكر وجود العنصرية تجاه اللاعبين العرب بشكل خاص في كرة القدم الفرنسية".
وأوضح: "هناك بعض الأندية الفرنسية التي ترفض التعاقد مع لاعبين عرب لأسباب مبدئية، وهناك أيضا مدربون يرفضون فكرة صيام شهر رمضان، وبالتالي يرفضون فكرة التعامل مع اللاعبين العرب".
وأضاف: "في المقابل، هناك بعض اللاعبين العرب والأفارقة يقومون بتكتلات في مدارس شباب بعض الفرق، وهو ما يتسيب في مشاكل كبيرة مع اللاعبين الآخرين".
وأتم: "بعض الأطراف استثمرت بعض الأمثلة السيئة لبعض اللاعبين العرب من أجل اعتماد سياسة الإقصاء الممنهج للاعبين أصحاب الأصول العربية من قبل بعض الأندية، وأيضا من صفوف مختلف منتخبات فرنسا للفئات السنية".
"الكاف" تحت وصاية إنفانتينو
على جانب آخر، هاجم رومان مولينا الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف)، معتبرا أنه بات يخضع لهيمنة الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) طوال السنوات الأخيرة، وتحديدا منذ رحيل الكاميروني عيسى حياتو عن "الكاف" عام 2017
وقال الصحفي الفرنسي: "الكاف هو الهيكل الوحيد من بين جميع الاتحادات القارية الذي لا يملك استقلالية قراره، حيث يتحكم فيه رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بشكل سافر في بعض الأحيان".
واستطرد: "سيطرة فيفا على الكاف بدت جلية في السنوات الأخيرة، ولعل أبرز مثال على ذلك الدور الخفي الذي لعبه ماريو جالافوتي، مستشار إنفانتينو، في قرار الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بفسخ العقد الذي كان يربطه بشركة لاجاردير الفرنسية لحقوق البث التلفزيونى لبطولات الاتحاد".
دوري السوبر الأفريقي ولد ميتا
ووصل هجوم مولينا إلى مشروع دوري السوبر الأفريقي، مفجرا مفاجأة كبرى، حيث اعتبر الصحفي الفرنسي أنه وُلد ميتا، رغم دعم الاتحاد الدولي له.
وقال مولينا: "ماريو جالافوتي، مستشار جياني إنفانتينو، هو مهندس مشروع دوري السوبر الأفريقي، ولهذا السبب تشاهدون العدد الكبير من الإيطاليين ضمن الهيكل المكلف بالإشراف على هذه المسابقة الجديدة".
وتابع: "للأسف القارة الأفريقية هي بمثابة معمل تجارب للاتحاد الدولي لكرة القدم، بالنسبة لهذه المسابقة التي سيتم تعميمها على باقي القارات خلال السنوات القليلة المقبلة".
وأتم: "قبل الحديث عن دوري السوبر الأفريقي، فيفا كان عليه حماية اللاعبين النشء في عدد من البلدان الأفريقية الذين يتعرضون لانتهاكات صارخة، على غرار ما يحدث في الجابون والكونغو الديمقراطية والكاميرون".
aXA6IDE4LjIyMy4yMDYuODQg جزيرة ام اند امز