الجالية المصرية عن أحداث رومانيا: قل احتجاجات ولا تقل ثورة
نائب رئيس الجالية المصرية برومانيا يوضح لـ"العين" تفاصيل المظاهرات ضد الحكومة
رفض نائب رئيس الجالية المصرية في رومانيا، وصف الأحداث الدائرة هناك بـ"الثورة الشعبية"، مؤكدا أنها لا تعدو أن تكون احتجاجات شعبية، اضطرت الحكومة إلى الإذعان لمطالبها.
وكانت حكومة رئيس الوزراء سورين غرينديانو قد وافقت في منتصف ليل الأربعاء الماضي على مرسوم يخفف قوانين مكافحة فساد دون عرضه على البرلمان، واضطرت إلى إلغائه بعد الاحتجاجات.
وقال عبدالله مباشر، نائب رئيس الجالية، في تصريحات خاصة لـ"العين"، إن البعض أراد وصف هذه الاحتجاجات بأكثر مما تحتمل، مروجا لكونها ثورة شعبية، وهذا غير صحيح.
وأضاف أن الشعب الذي أعطي الحزب الحاكم أفضلية في الانتخابات بنسبة 52%، ليقوم بتشكيل الحكومة، هو من خرج يحتج على قرار لهذه الحكومة، بأسلوب سلمي تضمن قيام المتظاهرين بتوزيع الورود وترديد السلام الوطني الروماني.
ولفت مباشر إلى أن من يعرفون تاريخ رومانيا مع الثورات، سيضعون ما شهده الشارع الروماني في حجمه الطبيعي، حيث لم تخرج المظاهرات عن النص إلا في حالة واحدة، حينما قام أولتراس نادي دينامو بوخارست بالاشتابك مع الشرطة الرومانية وقصفهم بالحجارة والألعاب النارية، ما أدى إلى إصابة 5 مواطنين، وتم حبس حوالي 200 من الأولتراس الذين سعوا لإفساد المظاهرات.
وبدأت الأحداث مع إعلان الحكومة الرومانية قرار "المصالحة" أو ما أطلق عليه الرومانيون "قرار المسامحة والغفران"، الذي وضع حداً أدنى للملاحقة بتهمة الاختلاس عند 200 ألف لاو (48 ألف دولار)، واحتسابها جنحة وليست جناية، كما تضمنت القرارات بنودا بشأن النساء المسجونات والمسجونين الذين تعدوا سن الـ60 عاما.
ويقول مباشر: "الشعب الروماني رأى أن هذه القرارات أعلنت لصالح رئيس الحزب الحاكم الذي لديه مخالفات مالية، ما يجعل ذلك أحد الأسباب التي تطيحه من منصبه، فقاموا بالاعتراض عليها"، مشيرا إلى أن 48% من الشعب الروماني يرى أن القوانين التي خرجت بها الحكومة على الشعب في منتصف الليل تخدم الفساد.
وأكد أن رئيس رومانيا شارك في المظاهرات المناهضة لقرارات الحكومة، حيث إن الدستور الروماني ينص على أن الرئيس لا يتبع أي حزب من الأحزاب، وهذا ما ساعد على تأجيج المظاهرات حينما رأى المتظاهرون رئيسهم كلاوس يوهانيس، الذي كان ينتمي في فترة من الفترات إلى الحزب الشيوعي.
وأشار مباشر إلى أن القانون الذي أصدرته الحكومة الرومانية في الأول من فبراير الجاري، الذي نص على أن المواصلات العامة بجميع أنواعها مجانا لتلاميذ المدارس وطلاب الجامعات، أسهم في انضمام طلاب الجامعات من المحافظات المختلفة إلى المظاهرات والقدوم إلى بوخارست، حيث شارك 330 ألف مواطن روماني في المظاهرات بجميع مدن رومانيا، أما بوخارست فشارك بها 200 ألف متظاهر، على الرغم من أن درجة الحرارة وصلت إلى 8 تحت الصفر.