روني ضد الحكومة في أزمة رواتب البريمييرليج
الإنجليزي واين روني لاعب ديربي كاونتي ينتقد الحكومة البريطانية ورابطة الدوري الإنجليزي بسبب أزمة تخفيض أجور اللاعبين.. اقرأ التفاصيل
شن واين روني، لاعب فريق ديربي كاونتي الإنجليزي والمدرب المساعد ضمن الجهاز الفني للفريق، هجوما حادا على الحكومة البريطانية ورابطة الدوري الإنجليزي (البريمييرليج)، بسبب أزمة تخفيض أجور اللاعبين والتي اشتعلت خلال الأيام الأخيرة في ظل الخسائر التي ضربت الأندية والرابطة بسبب أزمة كورونا.
وتعاني أغلب روابط الدوريات والأندية في شتى أنحاء العالم من أزمات مالية كبيرة، في ظل توقف المسابقات الرياضية خوفا من زيادة انتشار فيروس كورونا الذي ضرب أغلب دول العالم، مما أدى إلى خسائر مالية فادحة لكل الأطراف.
ونشرت صحيفة "صنداي تايمز" تصريحات لروني في هذا الصدد هاجم فيها اتجاه الحكومة ورابطة البريمييرليج للخصم من رواتب اللاعبين في هذا التوقيت الحرج، مما سيضع الكثيرين منهم في أزمات مالية.
وقال روني في تصريحاته: "إذا اتصلت بي الحكومة للمساعدة في دعم القطاع الصحي مالياً أو من أجل شراء الأجهزة، فسأكون فخوراً بذلك طالما علمت إلى أين تذهب الأموال".
وأضاف: "أنا شخصيا في وضع يمكنني من التخلي عن شيء ما، لكن ليس جميع اللاعبين في نفس الموقف، فلماذا أصبح لاعبو كرة القدم فجأة كبش فداء لعلاج الأزمات؟".
وواصل نجم منتخب إنجلترا السابق: "مات هانكوك وزير الصحة البريطاني قال إن على لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز تخفيض أجورهم، فلماذا كان راتب لاعبي كرة القدم أول ما جاء في رأسه خلال خطابه؟ هل كان ذلك من أجل صرف الانتباه عن تعامل حكومته مع هذا الوباء؟".
وأكمل حديثه قائلاً: "لماذا تم تناول هذا الأمر بشكل علني؟ أي قرار آخر كان يتم إبقاؤه أو اتخاذه خلف أبواب مغلقة، لكن الأمر يبدو وكأنه إجبار للاعبين على القيام بذلك، فقد أصبحنا أهدافا سهلة الآن".
شرارة الأزمة
كانت شرارة أزمة رواتب لاعبي البريمييرليج انطلقت الخميس الماضي، بتصريح وزير الصحة البريطاني، الذي دعا فيه لاعبي المسابقة إلى ضرورة القيام بدورهم وتحمل مسؤولياتهم المجتمعية والموافقة على خفض رواتبهم.
وتبعه جوليان نايت، رئيس لجنة الرياضة والثقافة والإعلام بالبرلمان البريطاني، الذي شدد على ضرورة فرض ضريبة على الدخل الاستثنائي للأندية إذا لم تعالج ما وصفه بـ"الوضع المقيت" للاعبين الذين يحصلون على أموال طائلة بينما يتم خفض رواتب موظفين آخرين.
وخرجت رابطة البريمييرليج خلال اجتماعها يوم الجمعة لتصدر توصية لأنديتها بضرورة مطالبة لاعبيها بالتنازل عن 30% من رواتبهم خلال فترة الأزمة المتعلقة بفيروس كورونا.
جبهة دفاعية
وفي ظل اشتعال الأزمة سريعا بدأت بعض الأصوات تتصدى للدفاع عن اللاعبين ورواتبهم في ظل الهجمة الشرسة التي انهالت عليهم من كل حدب وصوب.
ورغم البداية الهادئة لرابطة اللاعبين المحترفين، التي أكدت في بيان مبدئي عدم ممانعتها خفض رواتب لاعبي الدوري الممتاز، شريطة أن يكون ذلك وفق اتفاق واضح، مع مراعاة حالة كل نادٍ على حدة، فإن موقفها سرعان ما ازداد شراسة مع سخونة الأحداث.
وكان البيان الأول أشار إلى أن هناك أندية تستطيع تحمل أجور اللاعبين والموظفين في ظل توقف النشاط وعدم وجود إيرادات، مما يعني أن ملاكها سيكونون هم فقط المستفيدين من قرار تخفيض الرواتب، بينما هناك أندية لا يستطيع لاعبوها كذلك تحمل التخفيضات بسبب ضعف رواتبهم.
لكن البيان الثاني لرابطة المحترفين جاء قويا، وفي صالح اللاعبين، حيث استنكرت فيه اتهامهم بالتخاذل وعدم المشاركة المجتمعية في إجراءات مواجهة وباء كورونا، من خلال خفض رواتبهم ومنح هذه الأموال إلى المستشفيات والمنظمات الخيرية التي تعمل على مكافحة كورونا.
وشددت الرابطة على أن خفض الرواتب، سيعني قلة الضرائب التي تحصلها الحكومة من أجور اللاعبين، موضحة: "خصم 30٪ من رواتب اللاعبين على مدى 12 شهرًا يعادل مبلغا يتخطى أكثر من 500 مليون إسترليني، وهو ما سيسهم في خسارة نحو 200 مليون جنيه من الضرائب التي توجه لدعم القطاعات الحكومية ومنها الصحة".
ودخل الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين على خط الأزمة، مؤكدا أن الكثير من اللاعبين حول العالم يتقاضون ما يزيد بقليل على متوسط الدخل، ولا يمكنهم تحمل تخفيض الرواتب لتعويض الخسائر التي ضربت الأندية.
ردود فعل متباينة
وفي الإطار ذاته، قال جاري لينيكر هداف منتخب إنجلترا السابق بأنه من غير العادل مطالبة لاعبي كرة القدم بتخفيض أجورهم بشكل منفرد من قبل المسؤولين وكأنهم هم فقط من يتحصلون على رواتب عالية في البلاد.
وأضاف: "لماذا لا ندعو جميع الأثرياء من أجل تقديم المساعدة بدلاً من تسليط الأضواء على لاعبي الكرة فقط؟ لماذا لا يتحدث أحد عن العاملين في البنوك والرؤساء التنفيذيين وأصحاب الملايين، هل يقدم كل هؤلاء مساعدات لحل الأزمة؟".
وأكمل حديثه مدافعاً عن اللاعبين قائلاً: "إن لاعبي كرة القدم يقدمون المساعدة بشكل متواصل، وسيقدم الكثير منهم الخير في الخفاء دون تسليط الأضواء على ما يقدمونه".
وأنهى حديثه قائلاً: "كل اللاعبين الذين تحدثت معهم كانوا حريصين بشدة على تقديم المساعدة في وقت يتخاذل فيه البعض عن ذلك".
على الجانب الآخر، ووفقا لما ذكرته شبكة "سكاي سبورتس" الإنجليزية، فإن جاريث ساوثجيت مدرب منتخب إنجلترا وافق على تخفيض 30% من راتبه، في ظل الأزمة التي يعاني منها القطاع الرياضي الإنجليزي.
وقال المتحدث باسم الاتحاد الإنجليزي في تصريحات نشرتها صحيفة "ميرور" الإنجليزية: "الآثار المالية لفيروس كورونا غير معروفة بعد، سنعلن المزيد عن خطواتنا المقبلة في الوقت المناسب".
وعلى درب ساوثجيت سار إيدي هاو، المدير الفني لفريق بورنموث، الذي وافق على تخفيض راتبه السنوي هو الآخر والذي يبلغ 4 ملايين جنيه إسترليني، وذلك بالاتفاق مع نيل بليك الرئيس التنفيذي للنادي.
كما ظهرت مبادرات فردية من عدد من قادة فرق البريمييرليج، حيث ذكرت صحيفة "ديلي ميل" أن هاري ماجواير، قائد مانشستر يونايتد، طلب من لاعبي الفريق تخفيض 30% من راتبهم للتبرع بها لصالح المستشفيات في مدينة "مانشستر"، وهو الأمر الذي لاقى ترحيبا من زملائه.
كما دشن جوردان هندرسون قائد ليفربول مبادرة أخرى بالتواصل مع قادة أندية البريمييرليج لإنشاء صندوق تبرعات لصالح وزارة الصحة البريطانية لمواجهة كورونا.