رشدي زيم.. "مغربي متواضع جدا" يكافأ على أعماله "يوم الجمعة فقط"
رشدي زيم يجسد في "روبيكس" دوراً جذابا وحساسا، مفعماً بالإنسانية، على خلاف الشخصيات الكلاسيكية لضباط الشرطة
فرنسي - مغربي، صاحب سيرة ذاتية حافلة بالإصرار والتحدي، نموذج لتألق المغاربة في السينما الفرنسية، استطاع أن يحصد جائزة سيزار الفرنسية، الجمعة، لأفضل ممثل عن فيلم "روبيكس"، بعد ترشحه 3 مرات لها، إذ تضم مسيرته أكثر من 80 فيلماً ممزوجة بين سينما المؤلف والسينما الشعبية.
رشدي زيم، ممثل خام، ذو شخصية منطوية، ولكنه بات أساسياً وركنا من أركان الفن السابع الفرنسي، تم ترشيحه من قبل 3 مرات لجائزة سيزار عن الأكاديمية الفرنسية للفنون والسينما ضمن فئة أفضل دور مساعد عن أفلام (Ma petite entreprise ، Le Petit Lieutenant et La Fille de Monaco).
وترشح أيضاً مرة واحدة لجائزة أفضل فيلم عن "Mauvaise foi" ومرة واحدة لأفضل معالجة درامية عن "Omar m'a tuer"، وهو ما جعله يقول إنه "لم يحصل على مكافأة أبدا على مسيرته إلا يوم الجمعة فقط"، في إشارة إلى يوم فوزه بالجائزة.
وفي "روبيكس" جسد رشدي زيم الممثل الفرنسي المغربي (54 عاما)، دورا جذابا وحساسا، مفعماً بالإنسانية، على خلاف الشخصيات الكلاسيكية لضباط الشرطة، وهو الدور الذي أهله بالفعل بالفوز في يناير/كانون الثاني بجائزة "لوميير" لأفضل ممثل.
بدوره، وصف الفنان الفرنسي أرنو ديسبليشين، زميله بأن "دوره في هذا الفيلم كان مثاليا بالنسبة له"، معتبراً أن موهبته تتنامى من فيلم إلى فيلم، لكنه ورغم ذلك "رجل متواضع جداً".
وتميز زيم العام الماضي من خلال دوره رئيسا للجمهورية بتجسيد دور الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في سلسلة "Les Sauvages".
رشدي زيم مولود في 28 سبتمبر/أيلول 1965 من أبوين من أصل مغربي يعيش في أحد الأحياء الفقيرة، ثم احتضنته أسرة بلجيكية حتى 5 سنوات قبل أن يستقر في مدينة درانسي، ثم عمل بائعاً للأحذية.
واكتشف رشدي زيم موهبته الفنية في الـ20 من عمره، إذ كان يذهب للمسرح بصحبة صديق، ثم اكتشفه المخرج خوسيان بالاسكو في فيلم "Les Keufs".
وكان عام 2006 نقطة تحول، بفضل دوره في فيلم "Indigènes" للمخرج رشيد بوشارب، الذي كان يدور حول الصراع في منطقة شمال أفريقيا خلال الحرب العالمية الثانية، ما أهل الفيلم للترشح في مهرجان كان السينمائي مع ممثلين آخرين عن الفيلم نفسه.