روايات الرعب والتجسس.. قصص أول صحن طائر يسقط في أمريكا
في سجلات تاريخ الأطباق الطائرة الأمريكية.. هناك حوادث قليلة أثارت قدرا كبيرا من الانبهار والتكهنات كحادثة "روزويل" بولاية نيو مكسيكو.
ورغم مرور أكثر من 70 عاما لا يزال الحادث لغزا محيرا ومثار جدل محتد بين مختلف الأوساط، إذ اعتبر أنصار فكرة وجود حياة عاقلة خارج الأرض حادثة "الجسم الغريب" الذي سقط بالقرب من مدينة روزويل بالولايات المتحدة، دليلا قويا لصالحهم، وفقا لموقع "هيستوري" المعني بالتاريخ.
فيما يرى رافضو نظرية الحياة خارج الأرض أن خلف كل هوس الأجسام الطائرة المجهولة تكمن حقيقة مزعجة، وأن الأحداث التي وقعت في روزويل نتاج محاولة الجيش الأمريكي التستر على الاستيلاء على مركبة تجسس سوفياتية.
فما القصة؟
في أوائل يوليو/تموز 1947 عثر ويليام برازيل في مزرعته الواقعة في ولاية نيو مكسيكو التي تبعد 120 كيلومترا شمال مدينة روزويل، على "شظايا غير عادية لمادة مجهولة تشبه الرقائق، وقضبانا من مادة خفيفة للغاية لم تحترق، رغم الانفجار الضخم الذي صاحب سقوطها على الأرض، وكرات زجاجية، وقطعا مجهولة يصعب وصفها متناثرة على مساحة واسعة".
كما شاهد خندقا قليل العمق يمتد مئات الأقدام.
اصطحب ويليام برازيل كل هذه الشظايا إلى مكتب مأمور المدينة، الذي قرر بدوره إبلاغ الكولونيل العقيد ويليام بلانشارد، قائد مطار روزويل العسكري.
وفي اليوم التالي خرجت الصحف الأمريكية بعناوين مثيرة تتحدث عن "السيطرة على صحن طائر في مزرعة بالقرب من روزويل".
لاحقا، صدر بيان عن مطار روزويل العسكري بأمر من الكولونيل ويليام بلانشارد، قائد الوحدة الجوية المختلطة رقم 509، قال فيه "الكثير من الشائعات المتعلقة بالأطباق الطائرة باتت حقيقة بالأمس، عندما تمكنت إدارة الاستخبارات في فوج القاذفات رقم 509 التابع للقوات الجوية الثامنة، بمساعدة مزارع محلي وعمدة المقاطعة من الحصول على أحد هذه الأطباق".
وأضاف: "عقب اكتشاف صحن طائر بالقرب من مزرعة في روزويل الأسبوع الماضي. تم اتخاذ الإجراءات على الفور، وتم نقل الصحن من المزرعة إلى قاعدة روزويل الجوية، حيث خضع لفحص أولي، وبعد ذلك قام الرائد جيسي مارسيل بتسليمه إلى المقر الرئيسي".
الحكومة الأمريكية تبدل قصة "طبق روزويل الطائر" عدة مرات
في اليوم التالي، نشرت صحيفة روزويل ديلي ريكورد قصة عن الحادث. لكن مسؤولي الجيش الأمريكي سرعان ما بدلوا مواقفهم بشأن العثور على "الطبق الطائر"، مشيرين إلى أن الحطام الذي تم العثور عليه كان في الواقع منطادا للطقس، ونشروا صورا للرائد مارسيل وهو يحمل قطعا من حطام بالون الطقس المفترض كدليل.
لعقود من الزمن، أبدى العديد من الباحثين في مجال الأجسام الطائرة المجهولة شكوكا في رواية الحكومة الثانية، وفي عام 1994 أصدرت القوات الجوية الأمريكية تقريرا اعترفوا فيه بأن قصة "بالون الطقس" كانت زائفة.
ووفقا لرواية عام 1994، كان الحطام بقايا جهاز تجسس تم إنشاؤه لمشروع سري في ذلك الحين يسمى مشروع موغول.
تم تصميم الجهاز، عبارة عن سلسلة متصلة من البالونات على ارتفاعات عالية ومجهزة بميكروفونات، ليطفو بشكل خفي فوق الاتحاد السوفياتي، ويكشف الموجات الصوتية على مسافة خفية.
كان من المفترض أن تراقب هذه البالونات محاولات الحكومة السوفياتية اختبار قنبلتها الذرية، وزعم التقرير أن مشروع موغول كان عملية سرية، وكان من الضروري تقديم تفسير كاذب للحادث لمنع الكشف عن تفاصيل العمل.
هل كان "الجسم الغريب" سلاحا سوفياتيا؟
إحدى النظريات التي أثارت الشكوك -قدمها كتاب "المنطقة 51: تاريخ غير خاضع للرقابة القاعدة العسكرية الأمريكية السرية للغاية"- تشير إلى أن المركبة الطائرة المحطمة لم تكن من خارج الأرض ولا من عمل وكالات التجسس الأمريكية. بل كانت بالأحرى خطة سوفياتية غير تقليدية لإثارة الذعر الأمريكي.
وقال مصدر كان يعمل مهندسا في المنطقة 51 لدى شركة EG&G، لمؤلفة الكتاب آني جاكوبسن، صحفية مخضرمة في مجال الأمن القومي ومرشحة سابقة لجائزة بوليتزر، إن البرنامج صممه طبيب معسكر الاعتقال النازي جوزيف منجيل.
وبحسب المصدر، قام السوفيايت بتشويه الأطفال المراهقين ليشبهوا الكائنات الفضائية ثم وضعوهم في طائرة للتحليق فوق نيو مكسيكو.
ووفقا لهذا الكتاب، كانت خطة الزعيم السوفياتي جوزيف ستالين هي أن يخرج الأطفال من الطائرة ليظن الأمريكيون أنهم كائنات من المريخ، وهو ما سيثير حالة من الذعر، [و] سيكون نظام رادار الإنذار المبكر الأمريكي غارقا في رؤية أجسام غريبة أخرى".
إصرار على وجود كائنات عاقلة خارج الأرض
ورغم ذلك، واصل أنصار "الصحون الطائر" على مدى عقود اتهام السلطات الأمريكية بالتعتيم على حادثة سقوط طبق طائر بالقرب من مدينة روزويل.
عادت القضية مجددا بقوة في عام 1978، حين التقى الفيزيائي والمتخصص في الأجسام الطائرة المجهولة ستانتون فريدمان بالرائد ذاته جيسي مارسيل وأجرى مقابلة معه.
في تلك المقابلة، اعترف هذا الضابط بأن الرواية الأمريكية الرسمية القائلة بأن البقايا هي لمنطاد للطقس كانت مزيفة، وتم وضعها لإخفاء أن الولايات المتحدة وضعت يدها على مركبة فضائية غريبة.
منذ عام 1980، أُلفت المئات من الكتب وأعد الكثير من الأفلام الوثائقية والتقارير، كما أجريت مقابلات مع أكثر من 100 شخص، جرى التأكيد فيها على أن البقايا التي عثر عليها في روزويل ليست من كوكب الأرض.
ولم تتوقف الشكوك في العقود اللاحقة، وظهر في عام 1995 مقطع فيديو لعملية تشريح تجرى لكائن غريب، وقيل إن الجثة عثر عليها في مكان الحادثة الغامضة.
ولم تفلح مناشدات وطلبات الآلاف من المهتمين في دفع السلطات الأمريكية إلى الكشف عن وثائقها بخصوص هذه الحادثة، وبقيت واشنطن مصرة على أن البقايا كانت لمنطاد سري في إطار مشروع للاستخبارات الأمريكية، يستهدف اكتشاف التقلبات الجوية الناجمة عن التجارب النووية السوفياتية.
aXA6IDMuMTQ3LjM2LjEwNiA=
جزيرة ام اند امز