روتانا تستعيد شبابها ببث أغانيها عبر "Deezer"
روتانا تعيد بث أغانيها على تطبيق Deezer، حيث تشكل منصات البث على الإنترنت اليوم مستقبل الإنتاج الغنائي والسينمائي.
دخل تطبيق " Deezer" المتخصص في بث الموسيقى عبر الإنترنت السوق الفني في العالم العربي، من بوابة شركة "روتانا للصوتيات والمرئيات" بعد توقيعه اتفاقية توزيع رقمي حصري لإنتاجات هذه الأخيرة الغنائية، لينافس بذلك تطبيق "أنغامي" الذي يتسيد مشهد البث الرقمي الغنائي في المنطقة، ويستقطب نجومها من أهل المغنى كمنصة لإطلاق أغانيهم، مسموعة أو مصورة.
المنصة الجديدة ستتيح لمشتركيها رصيد شركة لطالما عرفت بأنها المظلة التي يعمل في ظلها عدد من كبار نجوم الغناء في العالم العربي ، إضافة إلى رصيد غنائي عالمي تمتلك المنصة الفرنسية حقوق توزيعه.
وبمقدار ما يبدو هذا المحتوى الغنائي الكبير لـ" Deezer" في خدمة الجمهور العربي الذي سيمكنه الحصول عليه بسهولة، فضلاً عما يوفره التطبيق للمحتوى الفني العربي من تحقيق انتشار أوسع، ستبدو شركة روتانا هي الأشد حاجة لخدمات هذا التطبيق والاكثر الاستفادة منه.. فهو ببساطة أداتها لاستعادة شباب حضورها في العالم العربي.
تقتضي الواقعية الاعتراف بذلك، فقد بتنا في عصر سوق المنتجات الرقمية، والطفرة الكبيرة التي أحدثتها التكنولوجيات الجديدة، جعلت عملية توزيع المنتجات عبر الانترنيت طوق خلاص، ليس بسبب تراجع إيرادات الوسائل التقليدية في توزيع المنتجات الفنية لصالح ارتفاع يفوق بأضعاف للعائدات الرقمية وحسب، وإنما أيضاً قياساً بحجم النجاحات الكبيرة التي يحققها سوق المنتجات الرقمية والانتشار الواسع له الذي سيجعل رصيد "روتانا" يتجاوز مع " Deezer" حدود منطقتنا العربية، أو هكذا يفترض.
هنا الأرقام تفرض نفسها بلا أوهام، ولأن الهاجس الأول لمنصات الـ"Streaming" مثل تطبيق "Deezer" هو أعداد المشتركين، لا عدد المتابعين لمنتج بعينه كما هو على موقع التواصل الاجتماعي "يوتيوب"، تبدو جودة المحتوى الإجمالية وسهولة الوصول إليه وإغراءات الحصول عليه هي الأساس، الأمر الذي يعني أن المنتجات نفسها تروج لبعضها البعض، ومن هنا تنبع أهمية الأمر بالنسبة لروتانا، إذ يضاف أرشيفها الغنائي إلى 53 مليون أغنية عالمية، وبطبيعة الحال سيكون هذا الأرشيف متاحاً لاستعمال عشاق تلك الأغاني.
تلك المعادلة يمكن فهمها على نحو أكثر وضوحاً في السينما التي انتشرت على نطاق واسع عبر المنصات الرقمية، لنتأمل على سبيل المثال في حجم الأعمال السينمائية المنتجة عالمياً، والتي تتجاوز الآلاف، كم فيلم منها يصل إلى العالم؟
لماذا تهيمن الإنتاجات الأمريكية على قائمة المشاهدات السينمائية، رغم أن هوليوود تقع في المرتبة الثالثة في صناعة السينما والأفلام بعد بوليوود (الهند) التي تحتل المرتبة الأولى عالمياً، و"نوليوود" (نيجيريا)؟ وكم واحد منا ، أصلاً، يعلم أن السينما النيجيرية تحتل المرتبة الثانية عالمياً في الإنتاج السينمائي؟
باختصار كل هذا الفارق الكبير في حجم الإنتاج ومفارقة حجم توزيعه وانتشاره جغرافياً، بات اليوم في طريقه إلى الاندثار مع انطلاق المنصات الرقمية وبدء توزيع الأفلام والمسلسلات عبر المنصات الرقمية، ورغم أن حضور المنتج العربي في المنصات الرقمية ما زال متواضعاً، إلا أنه هو الآخر سيصل يوماً إلى الحد الذي يثبت حضوره العالمي عبر تلك المنصات.
هل ننعي هنا وسائل المشاهدة التقليدية، على اعتبار أن توزيع المنتج الفني بطريقة رقميّة عبر الإنترنت، سيطيح بتقاليد المشاهدة والاستماع التقليدية التي أرستها خشبات المسارح وطبيعة شاشات السينما التلفزيون؟
ببساطة حجم الانتشار الواسع الذي تحققه عملية التوزيع بالإنترنت، سيجعل مسألة الحفاظ على تلك التقاليد تحديا، على المنصات الفنية التقليدية مواجهته، فهي من يواجه اليوم حرب الإلغاء والاندثار، لا المنتج نفسه ولا جمهوره بطبيعة الحال.