حكومة بدون نساء.. روحاني اختار نقض وعده إرضاءً للمرشد
ترشيحات الرئيس الإيراني حسن روحاني رجالا لقيادة كل وزارات حكومته تثير غضبا بعد وعده الانتخابي بتعيين نساء في الحكومة.
أثارت ترشيحات الرئيس الإيراني حسن روحاني لوزراء حكومته التي قدمها للبرلمان، غضباً وانتقادات واسعة، حيث تشكلت بأكملها من الرجال، ما يشير إلى نقضه لوعده الانتخابي بالمساواة بين الجنسين في السياسة، تجنباً لإزعاج ملالي طهران في منعطف حاسم بولايته الثانية.
ورشح روحاني رجالاً في 17 من أصل 18 وزارة بدون ترشيح أحد بعد لوزارة العلوم، ما يجعله أخفق في الوفاء بتعهده الانتخابي عندما وعد بمعالجة عدم التوازن بين الجنسين في السياسة الإيرانية.
ونقلت وكالة "بلومبرج" الأمريكية عن عضوة البرلمان الإيراني طيبة سياوشي قولها: "حالياً العديد من الأعضاء يعربون عن معارضتهم لترشيحات روحاني للوزارات"، مشيرة إلى وجود تساؤل كبير بالنسبة للنساء "لماذا بعد كل جهودنا وعملنا الجاد ليس لدينا أي نساء (في الحكومة)؟".
ويبدو أن روحاني يحاول تجنب رد فعل عنيف من المتشددين الذين يعارضون أهدافه في بناء الاقتصاد الإيراني عن طريق الاستثمار من دول الغرب في البلاد، إضافة إلى تخفيفه القيود المجتمعية، والذين أيضاً نما صوتهم بشكل كبير منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في يناير/كانون الثاني الماضي.
وتشير اختيارات روحاني لفريقه بالكامل بداية من الرئاسة وحتى الحكومة إلى أنه غير مستعد لمحاولة تغيير القيود السياسية والثقافية بإيران في الوقت الذي يواجه فيه ضغطاً شديداً من المرشد علي خامنئي في الجانب الاقتصادي ومواجهة التهديدات الأمريكية حول إلغاء الاتفاق النووي الإيراني.
ورأى مراقبون أن التفسير الوحيد المعقول لنقض روحاني بوعده تجاه وضع النساء في الساحة السياسية أنه اختار أن يواجه الضغط القادم من الناشطات السيدات بدلاً من غضب ملالي طهران والمرشد.
وأكد خبراء أنه حتى اللحظة الأخيرة قبل إعادة انتخاب روحاني في مايو/آيار، كانت هناك جهود حقيقية جارية لضمان وضع أسماء سيدات في الحكومة، لكن بعد ترشيحات روحاني لوزراء حكومته يبدو أنها ستكون حكومة محافظة تماماً مثل الرئيس الإيراني.
وحذرت النائبة الإيرانية سياوشي من أن فشل روحاني في الوفاء بوعده الانتخابي يمكن أن يدمر في النهاية الثقة في العملية السياسية الخاصة به، مؤكدة أن عدم تعيين نساء في الحكومة لا يمكن أن يكون بسبب قلة خبرتهن، مبدية استنكارها بأن يكون روحاني أطلق تلك التعهدات فقط لحمل النساء على انتخابه.