المدينة الملكية.. "غضب النيل" يهدد أقدم المواقع الأثرية بالسودان
أهمية المدينة الملكية بجزيرة مروي السودانية تكمن في كونها مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2003
لم تتوقف فيضانات النيل في السودان عند حد تدمير وإغراق قرى ومناطق واسعة، لكنها امتدت أبعد من ذلك محاولة طمس أعظم الشواهد التاريخية عندما تسللت إلى داخل المدينة الملكية بجزيرة مروي شمالي البلاد.
وزادت الأنباء المتواترة بغرق المدينة الملكية من مستوى الفاجعة التي خلفها الفيضان بالسودان هذا العام، ولكن مسؤولين بثوا تطمينات بتراجع مستوى التهديد بعد تدخل جهات مختصة وسيطرتها على المياه عن طريق عمل حواجز ترابية.
وتكمن أهمية المدينة الملكية بجزيرة مروي السودانية، في كونها مدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي منذ عام 2003.
وسارع وزير الثقافة والإعلام السوداني، فصيل محمد صالح، بتنفيذ زيارة ميدانية للموقع الأثري الواقع في منطقة البجراوية بجزيرة مروي شمالي البلاد.
وكشفت المسؤولة بهيئة الآثار والمتاحف السودانية، أميمة حسب الرسول، عن تسلل المياه إلى داخل منطقة الحمام الملكي بالمدينة الملكية المروية بعمق نحو 30 سنتيمترا في إحدى الجنبات.
وقالت: "الحمام الملكي يتكون من مبنيين صغيرين وبداخلهما بناية على هيئة حمام سباحة، ونقوش تعكس الحضارات المصرية والرومانية والإغريقية، وهو نادر وليس له مثيل آخر في السودان".
وأضافت: "تتضمن منطقة الحمام جلسة مطلة على النيل ومعالم تعكس انفتاح السودانيين في العصر المروي على العالم واهتمامهم بثقافة البحر الأبيض المتوسط".
وتابعت: "لقد تراجع مستوى التهديد للحمام الملكي بعد تدخل عدد من الجهات المختصة بينها جامعات الخرطوم وشندي، بجانب هيئة الآثار بولاية نهر النيل، إذ وفرت أكياسا لعمل حواجز ترابية للمياه".
وأعلن مدير المركز الإقليمي للآثار في ولاية نهر النيل السودانية، الدكتور محمود سليمان، عن اتصالات تجري مع اليونسكو لإيجاد حلول دائمة لمهددات الفيضان للمدينة الملكية المدرجة ضمن التراث العالمي، لا سيما في ظل ما يتردد بشأن التغيير المناخي.
وقال في تصريحات صحفية، إن هذا الموقع يكتسب أهميته من أنه مدرج ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي، ويحتوي على شواهد مهمة عن تاريخ المملكة المروية السودانية.
وقال وزير الثقافة والإعلام، فيصل محمد صالح، إن المدينة الملكية تعد أهم الشواهد على مدينة مروي بتاريخها وآثارها والتي تحوي معبد الإله آمون والحمام الملكي مما يجعلها موقعا مميزا.
وأشار، خلال تفقده موقع الحمام الملكي بالبجراوية، الاثنين، إلى أهمية الموقع بعد أن تكتمل فيه بعض الترميمات وفتحه للزوار، مبينا أن الناس يكتشفون جمال وروعة الآثار فى هذه المنطقة، لافتا إلى أن سرعة وصول الجهات ذات الصلة للموقع الأثري والاطمئنان على سلامته تعكس أهمية الموقع.
وأكد تأثر الحائط الخارجي للمدينة الملكية والذي مازال جزء منه مغمورا بالمياه، لافتا إلى أن المنطقة الأثرية بالداخل لم تتضرر وذلك بفضل تداركها في الوقت المناسب بوضع مصدات المياه.
aXA6IDMuMTM4LjEzNC4yMjEg
جزيرة ام اند امز