وزير خارجية ترامب والمهمة الدبلوماسية الأصعب
في حال تأكيد مجلس الشيوخ لتعيينه وزيرا للخارجية لن تكون المهمة الأصعب للسيناتور ماركو روبيو في الخارج بل في الداخل.
وسيتعين على روبيو التنقل بين شبكة من المبعوثين الذين رشحهم الرئيس المنتخب دونالد ترامب لإدارة قضايا السياسة الخارجية الرئيسية مباشرة من البيت الأبيض.
ويتمتع روبيو بخبرة واسعة في السياسة الخارجية والأمن القومي في ضوء سنواته الطويلة في مجلس الشيوخ الأمريكي، لكنه ليس عضوًا في الدائرة الداخلية لترامب، وفقا لما ذكره موقع "أكسيوس" الأمريكي.
وقال الموقع إن روبيو سيتعين عليه القتال من أجل التمتع بالنفوذ ومن أجل الحصول على فرصة كي يستمع إليه ترامب، في الوقت الذي تقرر فيه الولايات المتحدة كيفية التعامل مع مجموعة من الصراعات والتحالفات في جميع أنحاء العالم.
وفي أغلب الإدارات الأمريكية، هناك بعض القضايا المتعلقة بالسياسة الخارجية التي يتولى إدارتها البيت الأبيض، لكنّ ترامب قام بتعيين العديد من المبعوثين الرئاسيين وأعطاهم العديد من مسؤوليات وزارة الخارجية.
وبالفعل، بدأ مبعوثو ترامب في الاجتماع مع الدبلوماسيين الأجانب والسفر إلى المناطق التي تم تكليفهم بالعمل فيها.
من جهة أخرى، رفض روبيو جميع الطلبات المقدمة من الدبلوماسيين والوزراء الأجانب لمقابلته، قائلاً إنه يركز حاليا على عملية تأكيد تعيينه وعلى اختيار موظفي وزارة الخارجية، وفقًا لما ذكره ثلاثة مصادر مطلعة لموقع أكسيوس.
ولقد اختار ترامب أقرب أصدقائه رجل الأعمال ستيف ويتكوف ليكون مبعوث البيت الأبيض للشرق الأوسط حيث سينصب تركيزه على إنهاء الحرب في غزة، والدفع نحو "صفقة ضخمة" تاريخية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والسعودية، وإحراز تقدم في إنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
كما اختار الرئيس المنتخب صهره رجل الأعمال مسعد بولس مستشارًا له في العالم العربي. ومن المتوقع أن يعمل مع ويتكوف كنقطة اتصال للفلسطينيين والعديد من الدول العربية الأخرى.
وسيكون الشخص المسؤول عن مهمة التعامل مع روسيا وأوكرانيا هو الفريق أول المتقاعد كيث كيلوج، الذي عمل في إدارة ترامب الأولى.
وفي الوقت نفسه قام ترامب بتعيين آدم بوهلر ليكون المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن ليعمل من البيت الأبيض مع التركيز في البداية على غزة، رغم أن مبعوثي شؤون الرهائن السابقين عملوا من وزارة الخارجية.
من جانب آخر، عين ترامب السفير الأمريكي السابق في ألمانيا ريك جرينيل مبعوثًا رئاسيًا للمهام الخاصة للتركيز على "أكثر المناطق سخونة في جميع أنحاء العالم"، بما في ذلك فنزويلا وكوريا الشمالية.
وكان قد تردد أن جرينيل كان مرشحًا رئيسيًا لمنصب وزير الخارجية ويمكن أن يسمح له وصف وظيفته الواسع بالانخراط في العديد من ملفات السياسة الخارجية الأخرى والتدخل في شؤون وزارة الخارجية.
وقال مصدر مطلع: جرينيل سيكون في أفضل وضع لخلافة روبيو إذا ترك الإدارة في غضون عام أو عامين، كما يتوقع العديد من المطلعين على إدارة ترامب.
ومع ذلك، قال مصدر تحدث إلى روبيو مؤخرًا إن وزير الخارجية الجديد ليس قلقًا بشأن المبعوثين الرئاسيين ويعتقد أنه يتمتع بالعديد من المزايا.
وأضاف أن روبيو يتمتع بعلاقة شخصية جيدة مع ويتكوف، الذي يعرفه منذ عدة سنوات، وأن وزير الخارجية الجديد يريد أن تكون له علاقة جيدة مع جرينيل أيضًا، على الرغم من تنافسهما على نفس المنصب.
وعلى النقيض من مبعوثي البيت الأبيض، سيتعين على روبيو الحصول على تأكيد من مجلس الشيوخ لقيادة الوزارة التي تضم عشرات الآلاف من الأشخاص في مئات الأماكن حول العالم، الأمر الذي قد يمنحه القوة والنفوذ.
وقال مصدران مطلعان على خطط روبيو، إنه يريد التركيز على الصين وأمريكا اللاتينية وهما القضيتان اللتان يعرفهما جيدًا ولهما آثار ضخمة على السياسات المحلية التي ستشكل الاقتصاد والهجرة.
وحتى الآن، لم يعين ترامب مبعوثًا رئاسيًا لإيران، والتي من المتوقع أن تكون قضية رئيسية في السياسة الخارجية في العام المقبل، ومن المرجح أن يرغب روبيو المعروف بكونه من صقور إيران ان يلعب دورا رئيسيا في ذلك الملف.