الدرهم والروبل.. عملتان في مهمة تنموية
تسير دولة الإمارات وروسيا، في طريقين متوازيين لتحويل عملتيهما كأداة مدفوعات معتمدة عابرة للحدود، ضمن جهود تخفيف مدفوعات الدولار.
وتدويل العملة المحلية، يحمل فرصا لتعزيز ميزان الحساب الجاري، ويقلص من الاعتماد على النقد الأجنبي وحصته من إجمالي النقد المتداول والمدفوعات الخارجية.
منذ سنوات، بدأت دولة الإمارات العربية المتحدة، تنفيذ مدفوعات جزء من تجارتها بالعملة المحلية (الدرهم)، خاصة في منصة "بُنى" للمدفوعات العربية، وهي أول منصة إقليمية بتوجهات عالمية لتسوية المدفوعات عبر 6 عملات حالية منها 4 عملات عربية هي الدرهم الإماراتي والريال السعودي والجنية المصري والدينار الأردني إضافة إلى الدولار واليورو.
والدرهم الإماراتي والريال السعودي يستحوذان على 25% من إجمالي المدفوعات العربية البينية، ما يظهر بداية قوية للعملتين في مدفوعات التجارة، فيما يشكل الجنية المصري والدينار الأردني 10% منها لتصل حصة منصة "بُنى" من المدفوعات العربية البينية نحو 35% لأربع عملات عربية.
وأصبح الدرهم عملة رئيسة كبديل عن الدولار في مساعي عديد دول العالم، لتنفيذ المدفوعات، ففي يوليو/تموز الماضي، ذكرت مصادر أن روسيا تسعى للحصول على مدفوعات بالدرهم الإماراتي مقابل صادرات نفطية لبعض العملاء الهنود.
والعام الماضي، قال خالد محمد سالم بالعمى التميمي محافظ مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، إن المصرف سيعمل على أن يصبح الدرهم الإماراتي عملة دولية تستخدم على نطاق دولي واسع لإنجاز المدفوعات العالمية والمعاملات التجارية عبر الحدود.
هذا يأتي ضمن خطة دولة الإمارات بأن يصبح مصرف الإمارات المركزي ضمن البنوك المركزية الأفضل على مستوى العالم؛ إذ قامت الإمارات بوضع رؤية بعيدة المدى تقوم على عشرة مبادئ استراتيجية وترتكز أهم توجهاتها الاقتصادية والتنموية على بناء الاقتصاد الأفضل في العالم.
الروبل.. عابر للحدود
وبينما كانت روسيا تبذل جهودا بطيئة للانفكاك التدريجي عن الدولار في مدفوعات التجارة، فإن الأزمة الأوكرانية والعقوبات الغربية على موسكو، سرّعت من خطوات البنك المركزي الروسي لتجاوز الدولار كعملة مدفوعات.
روسيا هي ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العامل، وتستحوذ على 11 بالمئة من الإنتاج العالمي للنفط، وأكبر منتج للغاز الطبيعي وتستحوذ على 17 بالمئة من الإنتاج العالمي، وتتم معظم تجارتها بالدولار.
والشهر الماضي، قالت شركة جازبروم الروسية، إنها وقعت اتفاقا لبدء تحويل مدفوعات إمدادات الغاز إلى الصين إلى اليوان والروبل بدلا من الدولار.
ويعد هذا التحول جزءًا من مسعى من جانب روسيا لتقليل اعتمادها على الدولار الأمريكي واليورو والعملات الصعبة الأخرى في نظامها المصرفي وفي التجارة - وهو دافع سرعته موسكو منذ أن تعرضت لعقوبات غربية ردًا على حربها في أوكرانيا، وفقا للوكالة.
وقال أليكسي ميللر، الرئيس التنفيذي لشركة جازبروم، إن السماح بالدفع بالروبل الروسي واليوان الصيني كان "مفيدا للطرفين" لكل من جازبروم وشركة البترول الوطنية الصينية المملوكة للدولة في بكين، وفقا للوكالة.
سبق ذلك، قرار للرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجبر فيه العملاء الأوروبيين على فتح حسابات بنكية بالروبل لدى Gazprombank والدفع بالعملة الروسية إذا أرادوا الاستمرار في تلقي الغاز الروسي.
كذلك اتفقت روسيا وتركيا على تنفيذ مدفوعات التجارة بما فيها الغاز الطبيعي بعملتي البلدين، للحفاظ على تجارة مستقرة بعيدا عن البحث عن الدولار كعملة مدفوعات رئيسية بين البلدين.
وفي يوليو/تموز الماضي، أعلن البنك المركزي الروسي، عن انضمام 70 مصرفاً أجنبياً من 12 دولة إلى نظام التعاملات الروسي البديل لشبكة "سويفت" العالمية وهو نظام "مير".
وقالت رئيسة البنك، إلفيرا نابيولينا، إن البنك المركزي الروسي لن يكشف عن قائمة هذه المصارف بسبب تخوف هذه البنوك من أن تطالها العقوبات الغربية، لتعاملها بالنظام المالي الروسي في ظل استمرار دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأميركية بفرض المزيد من العقوبات.
aXA6IDE4LjIyMS45MC4xODQg
جزيرة ام اند امز