"الشتاء قادم".. أوروبا تكثف تحركاتها نحو غاز الجزائر
يأمل الاتحاد الأوروبي في شتاء دافئ عبر عقد شراكة استراتيجية طويلة الأمد مع الجزائر كمورد موثوق به للغاز لتعويض نقص الإمداد الروسي.
وأكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للطاقة كادري سيمسون، الثلاثاء، على أن الجزائر مورد مهم وموثوق به للغاز نحو أوروبا، ونظرًا لأن العلاقة مع روسيا، أكبر مورد للغاز للاتحاد الأوروبي حتى الآن، قد انقطعت بشكل لا رجعة فيه، فإننا نتجه إلى موردي الاتحاد الأوروبي الموثوق بهم لسد الفجوة".
واختتمت في الجزائر اليوم أعمال منتدى أعمال الطاقة بين الجزائر والاتحاد الأوروبي وافتتحها رئيس الوزراء الجزائري أيمن بن عبد الرحمان الذي أكد على أن بلاده هي المورد الثالث للغاز الطبيعي لقارة أوروبا.
- انقسام أوروبي حول تدابير عاجلة لخفض أسعار الطاقة
- أين يختبئ الغاز الروسي؟.. سؤال يشغل أوروبا بعد توقف الإمداد
ووفق أرقام، تعد الجزائر أول مصدّر للغاز في أفريقيا وتمد أوروبا بنحو 11 بالمئة من احتياجاتها.
وفي الإطار، وضعت سوناطراك عملاق الطاقة الجزائري في السوق الحرة كميات إضافية من الغاز "بلغت 3,2 مليار متر مكعب منها تقريبا 2,6 مليار متر مكعب موجهة للسوق الإيطالية"، أول زبون للجزائر.
وحذر المدير التنفيذي للوكالة الدولية للطاقة، فاتح بيرول، من مشاكل محتملة لإعادة ملء المنشآت الخاصة بتخزين الغاز في أوروبا قبل أشهر الشتاء بين عامي 2023 و 2024.
وتابع" السؤال المهم الذي ستواجهه أوروبا، هو كيفية استعادة المخزون مرة أخرى إلى مستويات 80 إلى 90٪ في عام 2023"
وقبل أيام،فشل اجتماع وزراء مالية الاتحاد الأوروبي عقد في لوكسمبورج ، في التوافق على تدابير للتعامل مع ارتفاع أسعار الطاقة.
وتسعى بعض دول الاتحاد الأوروبي إلى وضع حد أقصى لسعر الغاز من أجل خفض الأسعار، وهو إجراء تشكك فيه الحكومة الألمانية.
وقال توم مارتيش مانسر رئيس إدارة تحليلات أسواق الغاز في شركة آي.سي.آي.إس بلندن إن الهجمات الروسية يمكن أن تلعب دورا في ارتفاع قيمة علاوة المخاطر التي يتم إضافتها إلى الأسعار، في حالة تضرر خطوط أنابيب الغاز".
وخلال زيارته إلى الجزائر في أغسطس آب الماضي، ثمن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساهمة الجزائر في "تنويع" مصادر إمدادات الغاز لأوروبا من خلال زيادة صادراتها إلى إيطاليا.
ووقعت مجموعات سوناطراك الجزائرية وإيني الإيطالية وأوكسيدنتال الأمريكية وتوتال الفرنسية منتصف تموز/يوليو الماضي عقدا ضخما بقيمة أربعة مليارات دولار ينص على "تقاسم" إنتاج النفط والغاز في حقل بجنوب شرق الجزائر يمتد لـ25 عاما.
وتوقع المدير التنفيذي لمجموعة (إيني) الإيطالية للطاقة كلاوديو ديسكالزي، أن تواجه بلاده بعض المصاعب في تجاوز شتاء 2023-2024، بسبب نقص إمدادات الغاز الطبيعي لاستخدامها في التدفئة وانتاج الكهرباء.
وأشار ديسكالزي إلى أن إمدادات الغاز من الجزائر ستعوض تقريبا إمدادات الغاز من روسيا، التي كانت تشكل قبل عامين أكثر من 40% من احتياجات البلاد.
aXA6IDE4LjIyNi4xODcuMjEwIA== جزيرة ام اند امز