الروبل الروسي يدخل الحرب.. انتصار مؤقت في معركة أوكرانيا
حقق الروبل الروسي انتصارا مؤقتا في أجواء الحرب المشتعلة بين روسيا وأوكرانيا، بعد أن تلقى ضربات قوية خلال الأيام الماضية.
وفي ظل حالة التقلبات التي تشهدها الأزمة في شرق أوروبا، تأثر الروبل الروسي صعودا وهبوطا في ظل حالة الشد والجذب الدائرة بين روسيا والغرب.
واقترب الروبل الروسي اليوم الثلاثاء من استرداد خسائره التي مني بها خلال الأيام الماضي مع عودة الهدوء للأزمة الأوكرانية الروسية.
قفز الروبل الروسي 2% مقابل الدولار الأمريكي، اليوم، عقب إعلان روسيا أن بعض قواتها قرب أوكرانيا تعود إلى قواعدها بعد تدريبات عسكرية، ما يخفف القلق حيال غزو محتمل غذى موجة مبيعات في الأصول الروسية الأسبوع الماضي.
وصعد الروبل 2.1% مقابل الدولار إلى 75.15 ليقترب من استعادة كل خسائره التي مني بها في أكبر هبوط لجلسة واحدة في عامين يوم الجمعة.
وأمام اليورو، ارتفع الروبل 1.7% إلى 85.28 .
وصعدت مؤشرات الأسهم الروسية متعافية من موجة مبيعات في الجلستين السابقتين.
الروبل وتحذيرات أمريكا
وخلال الأيام الماضية، وبعد تحذير الولايات المتحدة من غزو روسي محتمل لأوكرانيا انخفض الروبل الروسي بأكبر وتيرة له منذ تفشي جائحة كورونا في مارس 2020،
وانخفضت العملة الروسية بنسبة 2.9% في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، إلى 77.2 روبل مقابل الدولار الواحد، مسجلة أسوأ يوم لها منذ ما يقرب من عامين.
وتراجعت الأصول الروسية بشكل عام، حيث انخفض صندوق "أر اس اكس"، أكبر صندوق متداول في بورصة نيويورك، والذي يتعقب الأسهم الروسية، بأكبر نسبة في ثلاثة أسابيع، وقفزت مؤشرات مخاطر الائتمان للديون الروسية والأوكرانية.
وقال وين ثين، الرئيس العالمي لاستراتيجية العملة في شركة "براون براذرز هاريمان آند كو" في نيويورك لوكالة "بلومبيرج" الأمريكية: "الأمر ثنائي أو مزدوج للغاية، ومن المستحيل توقعه بشكل أساسي. إذا غزت روسيا، فإن الروبل الروسي سيضعف، إذا توقف أو تخلى بوتين عن الغزو، فإن الروبل الروسي سيقوى".
زيادة المخاطر
وزادت مخاطر الأصول على نطاق واسع من الخسائر، بعد أن نصحت كل من بريطانيا والولايات المتحدة مواطنيها بمغادرة أوكرانيا بسبب التوترات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، السبت الماضي، إن احتمال قيام روسيا بعمل عسكري في أوكرانيا بات وشيكاً وكبيراً بما يكفي لتبرير مغادرة الكثير من موظفي السفارة الأمريكية في العاصمة الأوكرانية.
ووفق واشنطن، فإن حشد روسيا لأكثر من 100 ألف جندي على الحدود مع أوكرانيا ينذر بغزو وشيك، وزادت من تحذيراتها في الأيام الأخيرة، لكن موسكو تنفي وجود أي خطط لغزو أوكرانيا، ووصفت تحذيرات واشنطن بأنها "هستيريا".
وعلى مدار أشهر، تحذر الولايات المتحدة من أن روسيا ربما كانت تستعد لغزو أوكرانيا، وهددت بفرض عقوبات اقتصادية في حال الهجوم. وفي هذه الأثناء تتعرض المؤشرات الاقتصادية الروسية والأوكرانية على السواء للارتباك.
وارتفعت مخاطر الائتمان للديون الروسية والأوكرانية، في ختام تعاملات الأسبوع الماضي، لكن لم تصل بعد إلى مستوى الذروة المسجل في 24 يناير/كانون الثاني 2022، عندما تصاعدت التوترات بين موسكو وكييف.
وقال مالكولم دورسون، مدير الاستثمار في مؤسسة "ميراي آسيت جلوبال انفستمنتس" في نيويورك، إن التطورات سلبية بشكل متزايد، ما يرفع علاوات مخاطر السوق، ويؤدي إلى عمليات البيع المكثفة التي شهدناها يوم الجمعة الماضي.
وأضاف: مع ذلك، لا يزال السيناريو الأساسي لدى دورسون يتجه نحو خفض التصعيد، الذي من منظور الاستثمار "يشير إلى وجود فرصة في السوق".
ومحليا، أغلقت سوق الأسهم الروسية، الجمعة الماضي، على تراجع، لتفقد نحو 6% منذ بداية 2022، بتقييم العملة المحلية، وفقاً لبيانات بلومبرج.
aXA6IDE4LjIxOS40Ny4yMzkg جزيرة ام اند امز