بالشائعات والفتن.."الإخوان" تثير القلاقل في السودان
تنظيم الإخوان الإرهابي في السودان يحاول الوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع ضمن مخطط لجر البلاد إلى مستنقع الحرب.
بالشائعات والدعوات المفخخة، يحاول تنظيم الإخوان الإرهابي في السودان، الوقيعة بين الجيش وقوات الدعم السريع، وإثارة القلاقل وذلك ضمن مخطط لجر البلاد إلى مستنقع الحرب.
- محادثات أديس أبابا.. مساعٍ للتسوية الشاملة بالسودان
- أسبوع السودان.. اتفاق سياسي وتأجيل محادثات "الدستوري"
لكن هذا المخطط الخبيث واجه مصير الفشل الحتمي من أول وهلة، لتخيب معه آمال الحركة الإسلامية السياسية (إحدى أذرع التنظيم) الساعية لزرع نار الفتنة في البلاد، بعد أن عزلها الشعب بانتفاضة عارمة أيدتها القوات المسلحة.
وتأتي محاولات الإخوان للوقيعة بين الأجهزة النظامية، بعد فشل مساعيهم في تعطيل عملية الوفاق السياسي في السودان، والتي مضت بخلاف مخططاتهم الخبيثة؛ حيث وقّع المجلس العسكري وقوى الحرية والتغيير اتفاقاً سياسياً يمهد لتشكيل هياكل السلطة الانتقالية في البلاد.
ويرى محللون سياسيون أن الحركة الإسلامية السياسية التي يتزعمها الرئيس المعزول عمر البشير، تسعى لإشعال الحرب حتى يتسنى عدم محاسبة رموزها على الجرائم التي ارتكبوها بحق السودانيين طوال 3 عقود قضوها في سدة الحكم.
كما يرغب التنظيم الإخواني بالسودان وحلفه الدولي، وفق المحللين، في تعطيل التسوية السياسية بين المكونات السودانية، لأنها ستقصيه من المشهد السياسي تماماً في ظل حالة الكراهية الشعبية للحركة الإسلامية السياسية.
ومنذ توقيع الاتفاق السياسي، نشط التنظيم الإرهابي في الترويج للشائعات بمنصات وسائط التواصل الاجتماعي عبر عناصرهم المعروفين محلياً بـ"الجداد الإلكتروني" في محاولة يائسة لضرب علاقة المكونات الأمنية في البلاد.
وروج الإخوان ملاسنات بين نائب رئيس المجلس الانتقالي محمد حمدان حميدتي، وقائد مدرعات الجيش اللواء نصر الدين عبدالفتاح، وإلى اشتباكات بين الجيش والدعم السريع، وأطلقوا دعوة مفخخة لمظاهرة مليونية لإخراج الدعم السريع من الخرطوم، منتحلين صفة الحرية والتغيير، وهذه المحاولات البائسة تم دحضها في حينه.
الانقضاض على الثورة
وقال المحلل السياسي محمد وداعة إن تنظيم الإخوان يحاول زرع الفتنة بين الجيش والدعم السريع من جهة، وخلق حالة عداء بين الشعب والقوات النظامية من جهة أخرى، حتى يسهل لها الانقضاض على الثورة الشعبية والعودة إلى المشهد السياسي مجدداً.
وقال وداعة خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" "عناصر التنظيم سيحاولون بكل جهدهم من أجل الحفاظ على مصالحهم التي بنوها خلال 3 عقود ماضية، فمن الطبيعي أن يعملوا على زرع الفتنة واللعب على التناقضات".
وبحسب محمد وداعة، فإن تنظيم الإخوان صار يعمل في الظلام لإجهاض الثورة وتشكيل خطر على المجلس العسكري نفسه قبل قوى الحرية والتغيير.
وأضاف "لا تزال أغلبية قيادات الحركة الإسلامية مطلقي السراح ويديرون استثماراتهم ومتحكمين في الشركات الكبرى ومفاصل الحكم في الوزارات والولايات الإقليمية، فهذا وضع مريح ومثالي ما كان يجب أن يجدوه بعد عزلهم من الحكم".
ويشير وداعة إلى ضرورة أن يعمل شركاء الثورة السودانية في الخليج العربي على القضاء على الإخوان، كهدف مشترك مع الأطراف بالداخل السوداني، لأن ترك الحركة الإسلامية بهذه الوضعية المريحة يؤهلها إلى العودة للمشهد".
كما شدد محمد وداعة على ضرورة تشكيل حكومة بشكل عاجل لإدارة شؤون البلاد، حتى يتسنى إجهاض مخططات الإخوان الهدامة.
إثارة الفتن والقلاقل
ومن جهته أكد المحلل السياسي عبدالواحد إبراهيم أن "الهم الأول للإخوان، الوجود في السلطة، بغض النظر عن مآلات ذلك على السودان، فمن الطبيعي أن يثيروا القلاقل والفتن بين مؤسسات الدولة الأمنية المختلفة، سواء الجيش أو الدعم السريع أو الشرطة، فهم لا يمكن أن يعيشوا إلا بالسيطرة على مفاصل الدولة والفساد".
وأضاف عبدالواحد خلال حديثه لـ"العين الإخبارية" "هشاشة الأوضاع في هذه المرحلة أغرت الإخوان، وعادوا للترويج للشائعات وضرب الخصوم على الحزام والنيل من القوى الثورية الصاعدة، ومن أجل إجهاض الاستقرار خلال الفترة الانتقالية وما بعدها".
وتابع "هذه الممارسات جربها الإخوان خلال حقبة الديمقراطية الثالثة عقب ثورة؛ حيث كانت أجهزتهم الإعلامية تدير الفتن بين مكونات السودان السياسية والعسكرية والاجتماعية كالقبائل، إلى أن انقضوا عليها بانقلاب عسكري عام 1989".
ويشير إلى أن "استراتيجية تنظيم الإخوان تقوم على الوجود بالحكم من أجل التمكين، بما تتيحه لهم الدولة السودانية من تدريب وتأهيل واستغلال المسائل اللوجستية، ولجمع المعلومات عن المكونات السياسية الأخرى لهدمها".
وقال "هؤلاء لا يعيشون إلا في الأجواء العكرة فإن لم تكن هنالك معركة افتعلوها، فهم لا يملكون سيطرة على قوات الدعم السريع، وحاولوا اختراقها وفشلوا لذلك يحاولون استهداف الجيش عبر إثارة الفتن".
وأضاف "ما يقوم به الإخوان حالياً، محاولة لقطع الطريق أمام تحركات تقودها السلطة لمحاسبة رموز الإخوان في قضايا فساد كبرى، ومنع الوفاق السياسي الذي سيقود إلى رحاب الديمقراطية والعدل والمساواة".
ضرب الاستقرار بالشائعات
وبدأ "الجداد الإلكتروني" الإخواني حملته المسعورة بترويج شائعة مردها أن قوات المدفعية التابعة للجيش بمدينة عطبرة شمال السودان، قررت التحرك إلى الخرطوم لمنازلة "الدعم السريع"، لكن سرعان ما انكشف هذا الزيف وأصبح محل سخرية وتهكم وسط نشطاء الإنترنت في السودان.
وتمتد الحملة الإخوانية لتطلق شائعة أخرى بحدوث اشتباكات بين الجيش والدعم السريع في مدن السوكي وسط السودان، والضعين بولاية شرق دارفور غربي البلاد، والعاصمة الخرطوم، الأمر الذي لم يكن لوجود في الواقع قبل أن تدحضه السلطات الحكومية في حينه.
وفي منتصف الأسبوع الماضي، أطلق الإخوان دعوة مفخخة منتحلين لافتة تجمع المهنيين السودانيين، للخروج في مظاهرات مليونية لإبعاد قوات الدعم السريع عن الخرطوم، لكن قوى الحرية والتغيير سارعت بإصدار بيان تبرأت فيه من هذه الدعوات، وطالبت الجماهير السودانية بعدم الالتفات لها.
ورغم فشل كل هذه المحاولات، مضى الإخوان لأبعد من ذلك في سبيل إنفاذ مخططهم التخريبي، فأطلقوا، أمس الجمعة، شائعة فحواها أن مشادة كلامية حدثت بين نائب رئيس المجلس العسكري القائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان حميدتي وقائد سلاح المدرعات بالجيش اللواء ركن الدكتور نصر الدين عبدالفتاح، خلال اجتماع بالقيادة العامة.
كذب وافتراءات العناصر الإخوانية التي لم يعرها الشارع السوداني أي اهتمام لهشاشتها، دحضها قائد سلاح المدرعات بالجيش اللواء ركن الدكتور نصر الدين عبدالفتاح، في حينها.
وقال في بيان صحفي، أمس، إن "ما يروج له بعض أعداء الوطن، والذين يودون إشعال فتنة بين المؤسسات العسكرية، يعتبر فتنة والفتنة أشدة من القتل".
وأضاف "نؤكد لجميع الشعب السودانى أن كل الأجهزة النظامية الآن في أقوى مراحلها من ناحية التماسك والقيادة وإدارة هذه المرحلة التي قاربت على الانتهاء".
aXA6IDE4LjExNi4yNC4xMTEg
جزيرة ام اند امز