سوق السلاح العالمية.. ساحة قديمة جديدة لمناوشات موسكو وواشنطن
الأرقام والإحصائيات تكشف عن سيطرة أمريكية روسية على سوق السلاح العالمية، مع محاولات أوروبية وصينية لإثبات الوجود في هذا المجال
عقوبات أمريكية جديدة طالت مؤسسات روسية للصناعات العسكرية، وأخرى صينية؛ لاستيرادها أسلحة من روسيا؛ تنبئ عن ساحة جديدة للمناوشات بين موسكو وواشنطن، هي سوق السلاح العالمية.
موسكو من جانبها اتهمت الإدارة الأمريكية بالسعي لإزاحتها عن السوق العالمية للأسلحة، محذرة واشنطن من "عواقب".
ووصف الناطق باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف؛ العقوبات الأمريكية بأنها "عدوانية وغير ودية؛ وتواصل الإضرار بالعلاقات الثنائية القابعة أصلا في حالة مزرية".
- الصين تستدعي السفير الأمريكي احتجاجا على العقوبات العسكرية
- عقوبات أمريكية على 33 مسؤولا روسيّا وهيئة عسكرية صينية
وقال بيسكوف، إن فرض الولايات المتحدة عقوبات على مستوردي الأسلحة الروسية والأشخاص المرتبطين بالجيش الروسي محاولة لإبعاد منافسيها عن تجارة السلاح العالمية؛ فيما حذرت الخارجية الروسية الولايات المتحدة من "اللعب بالنار".
عكست هذه العبارات الحادة درجة الاستياء الروسي بسبب حزمة العقوبات الجديدة، التي طالت 33 شخصا ومؤسسة روسية لها صلة بالصناعات العسكرية والأمن، بالإضافة إلى إدراج مؤسسة دفاعية صناعية صينية على "اللائحة السوداء"؛ بسبب قيامها بشراء أسلحة ومعدات عسكرية روسية؛ بينها صفقة لشراء مقاتلات حديثة من طراز "سوخوي 25"، وأنظمة صاروخية متطورة من طراز "إس 400".
الصين وفي تطور جديد للأزمة استدعت عبر خارجيتها السفير الأمريكي في بكين وسلمته "احتجاجا رسميا" على العقوبات الأمريكية المفروضة على الصين لشرائها أسلحة روسية، بحسب ما نقلت صحيفة الشعب، الناطقة باسم الحزب الشيوعي الحاكم.
في حين رأت مصادر دبلوماسية روسية أن حزمة العقوبات الجديدة تختلف عن سابقتها، كونها تدرج شركاء روسيا التجاريين في لائحة عقوبات موحدة، واعتبرت العقوبات "موجهة لإضعاف روسيا وتقليص مساحة التعاون العسكري لها مع البلدان الأخرى".
عمالقة السلاح في العالم
تكشف الأرقام والإحصائيات عن سيطرة أمريكية روسية على سوق السلاح العالمية، مع محاولات أوروبية وصينية لإثبات الوجود في هذا المجال.
معهد استكهولم الدولي لبحوث السلام أصدر تقريرا عن أكبر شركات السلاح في العالم، وفقا لمبيعاتها خلال عام 2012، وشملت القائمة أكبر مائة شركة، بلغت مبيعاتها جميعا 395 مليار دولار.
ومن بين أكبر 100 شركة، هناك 44 شركة أمريكية، و10 شركات بريطانية، و9 شركات فرنسية، و8 شركات إيطالية، و7 شركات روسية، و4 ألمانية، و5 كورية جنوبية، و3 إسرائيلية، إلى جانب شركات كندية وبرازيلية وأوروبية أخرى.
ووفقا لتقرير معهد استكهولم، فإن روسيا تعد المورد الرئيسي لعدد من أكبر وأهم الدول في العالم.
وتعد آسيا هي الوجهة الأساسية للأسلحة الروسية.. فروسيا هي مورد السلاح الأكبر للهند التي تعد أكبر مستورد للسلاح في العالم من حيث الكم، وذلك منذ عام 2008 إلى عام 2012.
كما أن الصين وفنزويلا من الوجهات الرئيسية للأسلحة الروسية، وتعد روسيا مورد السلاح الرئيسي لسوريا التي تشهد حربا أهلية منذ أكثر من 7 سنوات.
وتقع 6 شركات روسية كبرى في مجال إنتاج السلاح ضمن أكبر مائة شركة عالمية تعد الأضخم إنتاجا على مستوى العالم، وباستثناء مؤسسة الصناعة الجوية الدفاعية الروسية استطاعت هذه الشركات الست تحقيق ارتفاع نسبته 20% في إيراداتها الإجمالية خلال عام 2012 مقارنة بعام 2011.
واستطاعت إحدى هذه الشركات الروسية، وهي "Almaz Antei"، رفع مبيعاتها بنسبة 41% فيما بين العامين ذاتهما، متصدرة الترتيب رقم 14 على مستوى شركات العالم المائة الكبرى في مجال الإنتاج الدفاعي والتسلح.
سوق السلاح العالمية
ذكر تقرير حديث نشره موقع أمريكي معني بالشؤون العسكرية والدفاعية أن حجم الإنفاق العسكري في العالم أجمع ارتفع بنسبة تساوي 150%، مقارنة بحجم الإنفاق العسكري قبل 16 عاما، مشيرا إلى أن العالم كان ينفق أكثر من 1.1 تريليون دولار عام 2001، بينما وصل حجم الإنفاق العسكري العالمي عام 2016 إلى نحو 1.69 تريليون دولار.
ووصل حجم ما أنفقه العالم على شراء الأسلحة في الفترة بين عامي 2001 و2016 إلى أكثر من 24.5 تريليون دولار.
ووفقا لموقع "ستاتيستا" الأمريكي فإن حجم الإنفاق الدفاعي العالمي ظل يتزايد تدريجيا منذ عام 2001 بنسبة 1% تقريبا كل عام، حتى وصل إلى ذروته عام 2011، مشيرا إلى أن حجم الإنفاق العسكري العالمي في ذلك العام وصل إلى 1.7 تريليون دولار.
وفي عام 2012 بدأ الإنفاق العسكري العالمي يتراجع بنسب صغيرة، ووصل إلى 1.69 تريليون دولار، وفقا للموقع الذي أشار إلى أن الفترة بين عامي 2013 و2016 شهدت تذبذبا في حجم الإنفاق العسكري العالمي إلى أن وصل إلى 1.68 تريليون دولار عام 2016.
وذكر الموقع أن 10 دول تقود سوق تصدير السلاح في العالم، في مقدمتها أمريكا التي تصدر نسبة 33% من نسبة بيع الأسلحة عالميا خلال الفترة بين عامي 2012 و2016، تليها روسيا بنسبة 23%، ثم الصين بنسبة بنسبة 6.2%، وتأتي فرنسا في المرتبة الرابعة بنسبة 6%، ثم ألمانيا التي تصدر 5.6%من مبيعات السلاح العالمية.
وتأتي بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وأوكرانيا وإسرائيل في الترتيب من السادس إلى العاشر.
aXA6IDE4LjExOS4xNDMuNDUg
جزيرة ام اند امز