اتفاق «تواصل».. مكالمة استخباراتية نادرة بين روسيا وأمريكا

أعلن مدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين أنه أجرى اتصالًا هاتفيًا مع نظيره الأمريكي، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، جون راتكليف.

وصرح ناريشكين عبر التلفزيون الرسمي الروسي: «أجريت محادثة هاتفية مع نظيري الأمريكي. لقد اتفقنا على إمكانية الاتصال في أي وقت لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك».

إلا أن المسؤول الروسي لم يفصح عن تفاصيل مضمون الاتصال أو توقيته الدقيق، ما فتح الباب لتكهنات بشأن طبيعة القضايا التي تم التطرق إليها.

وكان ناريشكين وهو مقرّب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تحدّث مع راتكليف في 11 مارس/آذار الماضي، في أول اتصال بينهما منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في بداية العام.

وجاء هذان الاتصالان الرسميان بين مدير الاستخبارات الخارجية الروسية ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، في وقت بدأت واشنطن وموسكو بتحسين علاقاتهما الدبلوماسية، في ظل استمرار الحرب في أوكرانيا.

ومع ذلك، لا تزال الخلافات كثيرة بين موسكو وواشنطن، بعد سنوات من التوترات.

وعلى سبيل المثال، يواصل الأميركيون تزويد كييف بمعلومات استخبارية أساسية لقواتها بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الهجوم الروسي واسع النطاق على أوكرانيا.

وفي مارس/آذار، اتفق سيرغي ناريشكين وجون راتكليف على الحفاظ على "اتصالات منتظمة"، وفقا لبيان صادر عن الجانب الروسي نقلته وكالة تاس.

قنوات خلفية

ويُنظر إلى مثل هذا التواصل بين قادة الأجهزة الاستخباراتية الكبرى على أنه جزء من «القنوات الخلفية» للحفاظ على حد أدنى من الاستقرار في العلاقات، وتجنب الانزلاق إلى مواجهات مباشرة أو حسابات خاطئة في ساحات الصراع المتعددة، سواء في أوروبا أو الشرق الأوسط.

وسيرغي ناريشكين، أحد أبرز المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين، ويشغل منصب مدير جهاز الاستخبارات الخارجية منذ عام 2016.

ومعروف بمواقفه المتشددة من الغرب، وقد وُضع على قائمة العقوبات الغربية بعد العملية العسكرية الروسية بأوكرانيا عام 2022.