نظام الأسد المعدل.. مسعى روسي بـ "جنيف 4"
الإبقاء على بشار الأسد ضمن نظام معدل يسمح باسناد حقائب وزارية للمعارضة، هو مسعى روسى تسعى لتحقيقه عبر "جنيف 4"
فشلت مفاوضات "جنيف 4" بين النظام السوري والمعارضة على مدار نحو أسبوع في تحقيق أي تقدم، ولكن مساء أمس الأربعاء وبعد ساعات من فيتو روسي حمى النظام السوري من عقوبات تتعلق باستخدامه الأسلحة الكيماوية في سوريا، خرج رئيس الهيئة العليا للمفاوضات نصر الحريري بتصريح قال فيه أن قضية الانتقال السياسي باتت الموضوع الرئيسي على طاولة المفاوضات في جنيف.
وأضاف في التصريحات التي نقلتها صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، أنهم سمعوا من المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، أنه بسبب ضغطا مارسته روسيا على النظام السوري، وافق وفد النظام على مناقشة القضايا المطروحة في القرار الأممي 2254، ويهمنا منها تحقيق الانتقال السياسي.
فما الذي يربط إذن بين استخدام روسيا لحق النقض "الفيتو" في مجلس الأمن مساء الثلاثاء لحماية بشار الأسد، وبين سعيها بعد ساعات لتحريك مفاوضات (جنيف 4)، باقناع وفد النظام السوري بمناقشة قضية "الإنتقال السياسي"؟
ليس من تفسير لهذه التحركات الروسية، التي تعطي للوهلة الأولى انطباعا بأنها سياسة مرتبكة، سوى أن روسيا لم تتخذ بعد قرار التخلي عن بشار الأسد، لذلك سعت إلى حمايته في مجلس الأمن، وتسعى من جنيف إلى تأمين وجوده في السلطة ضمن عملية انتقال سياسي، تبقيه في المشهد، مع بعض التحسينات التي تحفظ ماء وجه المعارضة، كاسناد حقائب وزارية لهم ضمن حكومة وحدة وطنية.
وعملت روسيا لتحقيق هذا الهدف قبل "جنيف 4" من خلال دعم جماعات أخرى من المعارضة تتخذ موقفا أقل تشددا من بشار الأسد، وتمت دعوتها للمؤتمر، للوصول في النهاية إلى نتيجة أن الموقف المتشدد من الأسد، الذي تتخذه الهيئة العليا للمفاوضات، لا يعبر عن كل أطياف الشعب السوري، بدليل وجود من يقبل به في المشهد مع بعض التحسينات.
وعبر الفنان والمعارض السوري جمال سليمان، ممثل ما يطلق عليه ( منصة القاهرة) في مفاوضات جنيف، عن هذا الموقف صراحة قبل بدء المفاوضات، وقال في تصريحات مع شبكة (إرم نيوز) : " إذا اقتضت المصلحة الوطنية، رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، فليرحل، وإذا اقتضت العكس، فليكن، دون النظر إلى ما تريده المعارضة أو غيرها ".
وأثناء المفاوضات ظهر سليمان في مداخلة مع قناة "دويتش فيله الألمانية، أعتبر فيه أن النقاش حول بقاء بشار الأسد أو رحيله هدرا للوقت، تسبب في مزيد من الصراع.
وعلى ذلك، فإن المشهد المتوقع لمناقشات الانتقال السياسي، تمسك وفد النظام السوري بوجود بشار الأسد، وفي المقابل سترفض الهيئة العليا للمفاوضات ذلك، ليكون الرد من قبل النظام وروسيا أنكم لستم وحدكم ممثلين للمعارضة.