"بي بي سي": قصف موسكو شرق حلب "نقطة تحول" في الحرب
دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد كان ورقة رابح بالنسبة لموسكو على عدة أصعدة
في سبتمبر 2015، شكل قرار روسيا المفاجئ بالتدخل عسكريا في سوريا تغييرا جذريا في مسار الحرب الوحشية الدائرة هناك، وهجومها الجوي الهائل الجديد على معاقل المعارضة المسلحة في شرق حلب، ربما يكون "نقطة تحول" في المعركة المستمرة للسيطرة على هذه المدينة الاستراتيجية، حسب ما ذكرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وفي تقرير بعنوان "هل مناورة روسيا في سوريا تؤتي بثمارها؟"، قالت "بي بي سي"، طالما كان لموسكو علاقات قديمة مع سوريا، حيث تلقى كثير من ضباط الجيش السوري التدريب والإمداد من أصدقائهم الروس، لكن قرارها بتعزيز دعمها العسكري والسياسي والأخلاقي لدمشق لم يفعل شئ سوى إنقاذ القوات السورية المستهلكة من الانهيار بسبب الضغط الطاحن من مجموعة من القوات المعارضة.
وأوضحت أن التهديد الذي يشكله المتطرفون في سوريا حقيقي للغاية، لكن دعم رئيس النظام السوري بشار الأسد كان ورقة رابح بالنسبة لموسكو على عدة أصعدة، حيث حول روسيا من طرف فرعي في القضية السورية إلى طرف رئيسي تسمع أصداءه عبر المنطقة.
وأشارت إلى تحذير مسؤولين أمريكيين منذ عام من أن مناورة روسيا ربما تنتهي بمستنقع آخر كما حدث في أفغانستان التي انتهت الحرب فيها بهزيمة مذلة ومكلفة.
كما قالت إن روسيا وحليفها السوري يلقون بتحالفهما كفريق رابح في المعركة ضد "داعش"، واستعادة مدينة "تدمر" الآثرية مارس/أذار الماضي دليل على ذلك؛ لكن بالتزامن مع ذلك، اتهمت الجيوش والدبلوماسيين الغربيين موسكو مرارا باستهداف جماعات المعارضة المدعومة من الغرب، بالإضافة إلى مهاجمة المدارس والمستشفيات.
اقرأ أيضا:
وبالنسبة لروسيا، وفقا لـ"بي بي سي"، فإن هذا الاستعراض للقوة العسكرية لا يتعلق فقط بسوريا التي تعتبر محور واحد فقط ضمن معركة جيوسياسية أوسع نطاقا للاستحواذ على ما تراه روسيا مكانها الصحيح على أكبر موائد العالم على قدم المساواة بهيبة وسلطة الولايات المتحدة.
والمحادثات التي لا تنتهي مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول التوصل إلى طريقة متفاوض عليها بخصوص سوريا، حجبت السعي وراء جائزة أخرى؛ تعاون الجيشين بما في ذلك المشاركة الاستخباراتية التي حجم عنها "بنتاجون".
وعلى الرغم من أن روسيا وإيران في نفس الجانب من الحرب، بالإضافة إلى قوات "حزب الله" اللبناني، ومجموعات مختلفة من المقاتلين تتضمن عراقيين وأفغان، تختلف مصالح إيران عن روسيا لكنها ليست أقل أهمية، وفقا لـ"بي بي سي"، التي لفتت إلى أن إيران وروسيا يستمتعان بدعم الأسد لكن ليس برضوخه التام، واصفة الرئيس السوري بـ"الداهية" عندما يتعلق الأمر باللعب مع أصدقائه الأجانب.
وشككت في تكهنات مكثفة حول ما إذا كان حلفاء الأسد الرئيسيين سيحاولون إقصائه واستبداله برجل قوي أقل إثارة للجدل، لافتة إلى أنهم يستمرون في الإصرار على أن الزعيم السوري لا يزال يحظى بدعم شعبي، وبالتالي يناسبهم الآن بقاءه في السلطة.
ختاما، رجحت "بي بي سي" أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب سينضم إلى هذا المحور، على الأقل في المعركة ضد "داعش"، مشيرة إلى وصف الأسد لترامب بأنه "حليف طبيعي".
aXA6IDMuMTMzLjEzOS4yOCA= جزيرة ام اند امز