روسيا والصين.. علاقات أوثق في مواجهة "الأحادية" الأمريكية
في الوقت الذي تواجه فيه موسكو عزلة دولية، وتُصبح فيه الصين متورطة في خلاف حول التجارة مع أمريكا، يسعى كلا الجانبين إلى تعميق العلاقات.
في الوقت الذي تواجه فيه موسكو عزلة دولية بسبب تسميم جاسوس سابق وابنته في بريطانيا، وتُصبح فيه الصين متورطة في خلاف حول التجارة مع الولايات المتحدة، يسعى كلا الجانبين إلى تعميق علاقاتهما السياسية والعسكرية بشكل أكبر لمواجهة ما وصفوه بـ"الأحادية" الأمريكية.
وحسب ما ذكرته صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست"، كان قد زار مستشار الدولة الصيني ووزير الخارجية وانغ يى، موسكو هذا الأسبوع لإجراء محادثات مع نظيره الروسي، حيث استغل كلا الجانبين هذه الفرصة لبعث رسالة غضب وتحذير إلى الولايات المتحدة، جراء التدابير الحمائية التي تتخذها مؤخراً على المنتجات الصينية، مع التأكيد على توثيق تعاونهما العسكري والسياسي.
وانتقد وانغ بشدة خلال لقائه مع نظيره الروسي، قرار الولايات المتحدة بزيادة التعريفات الجمركية على الصادرات الصينية قائلاً: "يجب على المجتمع العالمي مقاومة هذه الأنواع من الإجراءات الانفرادية وكسر القواعد".
وأضاف قائلاً: "يجب علينا أن ندفع معاً نحو النمو الاقتصادي العالمي، وأن نتصدى لأولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون فعل أي شيء يحلو لهم".
وحذر وانغ من أنه "إذا كانت الولايات المتحدة تعتقد أن بإمكانها الحصول على مزايا من خلال الحمائية، فإن حساباتها خاطئة".
كما هاجم نظيره الروسى سيرجى لافروف ما وصفه بالنهج الأحادي للبيت الأبيض، مستشهدا بمحاولات واشنطن لإعادة التفاوض حول صفقة نووية مع إيران وقرار الانسحاب من اتفاقية باريس بشأن ظاهرة الاحتباس الحراري.
وقال لافروف، إن الولايات المتحدة تسعى لفرض مصالحها الخاصة، بينما تتجاهل تماما مصالح الآخرين، وهذا الأمر ليست له علاقة بالدبلوماسية.
وذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وعد بزيارة الصين في يونيو/ حزيران المقبل لحضور اجتماع لمنظمة شنغهاي، للتعاون في مدينة تشينغداو بشرق الصين.
ويأتي دعم روسيا المعزز للصين في الوقت الذي طردت فيه الدول الغربية مئات الدبلوماسيين الروس انتقاما من تسميم العقيد السابق في الاستخبارات العسكرية الروسية سيرجي سكريبال، وابنته يوليا في بريطانيا، التي ألقت بريطانيا وحلفاؤها باللوم فيها على روسيا.
كما قد أصبحت علاقات روسيا مع أمريكا في الآونة الأخيرة محفوفة بالمخاطر بشكل متزايد، إثر مزاعم سعي روسيا للتدخل في الانتخابات الأمريكية والتحقيق الذي طال أمده في ادعاءات تواطؤ حملة دونالد ترامب مع روسيا.
وبعد هذه الزيارة، سلط الإعلام الحكومي في كلا البلدين الضوء على تسليم نظام الدفاع الصاروخي الروسي إلى الصين كدليل على توثيق العلاقات بين الجانبين، حيث كانت قد أعلنت وكالة الأنباء الروسية (تاس) هذا الأسبوع أن سفينتين أبحرتا من بحر البلطيق تحملان نظام صواريخ المدفعية البحرية المضادة للطائرات متجهة إلى الصين.
وقال المحلل العسكري في بكين لي جي، إن تجارة الأسلحة هي الطريقة الأكثر مباشرة لتعميق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين بكين وموسكو. وهذا يمكن أن يؤدي أيضًا إلى زيادة معدل التبادل التجاري بين البلدين".
وكان قد حدد البلدان مؤخرا هدفا يتمثل في تعزيز التجارة إلى 200 مليار دولار بحلول عام 2020، وكانت قد بلغت قيمة التبادل بين البلدين 84 مليار دولار العام الماضي، وفقا لوزارة التجارة الصينية.