روسيا ومصر وسوريا.. خبير تركي يحدد لـ"العين الإخبارية" أوراق أردوغان الانتخابية
أحداث متسارعة تفرض نفسها على تركيا قبل انتخابات حاسمة ومنتظرة تتزامن مع انضمام فنلندا إلى الناتو وزيارة مرتقبة لوزير خارجية روسيا لأنقرة.
تطورات كانت تركيا فيها لاعب رئيسي بعدما أعطت أنقرة ضوءا أخضر لانضمام فنلندا إلى حلف شمال الأطلسي وقيام وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بزيارة إلى أنقرة في هذا السياق.
خبير العلاقات الدولية التركي في جامعة آريل، الدكتور حسن أكغون، أكد لـ"العين الإخبارية"، أن زيارة لافروف إلى أنقرة ترتبط بدعم روسي لإدارة حزب العدالة والتنمية والرئيس رجب طيب أردوغان، لكن موسكو لا تفعل ذلك بشكل علني.
أكغون مضى في حديثه بقوله إن السياسة الخارجية الروسية تقوم على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، مضيفا: "هذا هو أحد المبادئ التي لم تتغير منذ عهد الاتحاد السوفياتي.. موسكو تدعم الدول والحكومات التي تتواصل معها، لكن هذا لا يتم علنا ما لم يكن هناك تدخل أجنبي مباشر".
وعلى الرغم من تأجيل روسيا مدفوعات الغاز الطبيعي المستحقة على تركيا فإنها في الملف السوري لم تكن هناك استجابة على المستوى المتوقع بين موسكو وأنقرة، وفقا للخبير التركي.
مصالح روسية تركية
خبير العلاقات الدولية التركي في جامعة آريل لا يزال يرى أن زيارة وزير الخارجية الروسي "ربما قد لا تنهي المشكلات التي يشهدها اتفاق ممر الحبوب بين موسكو وكييف"، ومع ذلك يتحدث سيرغي لافروف عن دور أنقرة والرئيس رجب طيب أردوغان في إنجاح العملية والاتفاقية.
وعلى الرغم من ذلك فإن عدم التزام الغرب ببنود الاتفاقية يمنع وصول الحبوب إلى الدول الفقيرة وخروج الحبوب الروسية، وفقًا لـ"أكغون".
وأكد أن الغرب لم يتقبل قضية إنشاء مركز توزيع الغاز الطبيعي في تركيا، وفي المقابل فإنه من المنتظر أن يؤكد لافروف على خطوات أنقرة البناءة في هذا الموضوع.
وردا على الأسئلة المتعلقة بافتتاح المرحلة الأولى من محطة أكويو للطاقة النووية، المتوقع له في 27 أبريل/نيسان الجاري، قال أكغون: "لا أتوقع أن يأتي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا لهذا الافتتاح".
وعلق على ذلك بقوله: "قد لا يتخذ بوتين خطوة يمكن تفسيرها على أنها (دعم مفتوح) من روسيا قبل الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمعة في مايو/أيار المقبل"، مضيفًا أن لافروف ربما يكون قد اضطلع بمهمة لوضع الأساس لذلك.
أنقرة والناتو
وفي رده على أن تركيا أدارت وجهتها إلى روسيا بدلاً من حلف شمال الأطلسي، قال الخبير التركي إن هذا الحديث "لا يعكس الحقيقة"، موضحا أن رؤية أنقرة كانت واضحة أيضًا في إداراتها لأزمة عضوية السويد وفنلندا بـ"الناتو".
وقال أكغون: "لقد اتضح مع حرق نسخة من المصحف الشريف أن تركيا ستنظر إلى عضوية السويد وفنلندا في الناتو بشكل منفصل".
وفي إشارة منفصلة إلى عضوية فنلندا للحلف، التي وافقت عليها تركيا، أوضح أنها أكثر أهمية للناتو من حيث محيط روسيا
ويعتقد الخبير التركي أن الناتو قد ترك "مساحة ومجالًا للمناورة" للرئيس رجب طيب أردوغان قبل الانتخابات وكأنه يقول: "السويد لم تستوف الشروط التي قدمناها ولم نوافق عليها".
الحراك المصري التركي
خبير العلاقات الدولية التركي في جامعة آريل، الدكتور حسن أكغون، أكد أنه على غرار سوريا فإن مصر اتخذت أيضًا موقفا مماثلا وحذرا تجاه تركيا, ولكن لم تحدث الاختراقات الكبيرة والمنتظرة بشأن اتفاق لحسم الخلافات قبل الانتخابات مع الرئيسين السوري بشار الأسد والمصري عبدالفتاح السيسي وهو ما كان يأمل أردوغان تحقيقه.
أكغون استند في حديثه إلى أنه بالرغم من اجتماع الوفد الفني التركي السوري في موسكو إلا أن قمة مهمة بين الرئيسين بشار الأسد ورجب طيب أردوغان لم تتم حتى الآن.
وفيما يرتبط برفع مستوى العلاقات المصرية التركية، قال إن القاهرة وأنقرة اكتفتا بلقاء وزيري الخارجية سامح شكري ومولود جاويش أوغلو، لكن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لم يعط أردوغان موعدًا للقمة المنتظرة قبل الانتخابات.