"لاجئون أيديولوجيون".. قرية روسية للفارين من "راديكالية" أمريكا
الساخطون على القيم الأيديولوجية في أمريكا الشمالية لن يتكبدوا بعد اليوم عناء العثور على ملاذ، فقط سيكون عليهم التنقل لمسافة.
فروسيا تخطط لبناء قرية لمئات العائلات الأمريكية والكندية المحافظة الراغبة في الرحيل عن المناخ الثقافي في أمريكا الشمالية.
وذكر موقع "بيزنس إنسايدر" أن القرية التي يفترض أن يبدأ بناؤها هذا العام المقبل في ضواحي موسكو، ستستقبل العائلات الراغبة في الهجرة لأسباب أيديولوجية.
وقال تيمور بيسلانغوروف، وهو شريك لدى شركة "فيستا" للهجرة التي تساعد المستثمرين الأجانب في الحصول على إقامة وجنسية في روسيا: "هناك نحو 200 عائلة ترغب في الهجرة إلى روسيا لأسباب أيديولوجية وعقائدية".
"قيم راديكالية"
ووفق بيسلانغوروف، فإن العديد من هذه العائلات ليس لها جذور روسية ولكنها سئمت من "القيم الراديكالية" في الولايات المتحدة وكندا.
وأوضح بيسلانغوروف أن معظم المغتربين الذين يريدون الانتقال إلى القرية هم من الكاثوليك و"يؤمنون بشدة بأن روسيا ستظل الدولة المسيحية الوحيدة في العالم".
وأضاف بيسلانغوروف، وفقا لوسائل إعلام حكومية، أن مشروع القرية حظي بموافقة من السلطات، وسيدفع المستوطنون الجدد تكاليف البناء.
ووقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما في سبتمبر/ أيلول الماضي يحذر من "معركة التفوق الثقافي" على الساحة العالمية، ومن "فرض عدواني لوجهات النظر النيوليبرالية من قبل عدد من الدول".
تأييد
ورغم خلاف روسيا مع الحكومة الأمريكية، وخاصة فيما يتعلق بالحرب في أوكرانيا، تبنى بوتين قضايا تحظى بتأييد عدد لافت من المحافظين الغربيين، حيث وقع على تشريعات تُقيد حقوق المثليين وارتبط بعلاقة وثيقة مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منها مع خلفه الديمقراطي جو بايدن.
وتعرض وسائل الإعلام الروسية التي تديرها الدولة تغطية إيجابية لترامب وغالبًا ما تعرض مقاطع من المعلقين اليمينيين الذين ينتقدون الحرب في أوكرانيا، بما في ذلك المذيع الأمريكي الشهير "تاكر كارلسون"، الذي تخلت عنه شبكة "فوكس نيوز".
ولفتت إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ليس لديهم صلات بروسيا يرغبون في الانتقال إليها.
في المقابل، تهكم الخبير السياسي الأمريكي، جورج عجان، على خبر القرية، قائلاً في تصريحه لنيوزويك: "هناك الكثير من الأمريكيين الذين اختاروا العيش في الخارج، سواء كان ذلك بدافع البراغماتية أو لأسباب أيديولوجية".
وأضاف: "من بين 330 مليونًا، يمكنك على الأرجح أن تملأ مجمعًا صغيرًا في ضواحي موسكو بأمريكيين مهووسين بقصص التحرش والتضحية والإيذاء السخيف".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNTYg جزيرة ام اند امز