موسكو تناور بـ"العقوبات".. الحرب الأوكرانية تدهس نصف مليون شخص
عام ونصف العام من قتال عنيف يقسم العالم إلى معسكرين يتبادلان الاتهامات والعقوبات، فيما ينزف الجنود والمدنيون في الجبهات والمدن المختلفة.
ودارت عجلة العقوبات على خلفية الأزمة الأوكرانية مرة جديدة، اليوم الجمعة، إذ أعلنت روسيا فرض عقوبات على مدعي المحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي أصدر منتصف مارس/آذار مذكرة توقيف بحق الرئيس فلاديمير بوتين، وكذلك على وزراء وصحفيين بريطانيين آخرين.
وعزت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، هذه العقوبات الجديدة إلى "الدعم العسكري الراسخ (الذي توفره) لندن" لأوكرانيا، و"التنفيذ العدواني (...) لسياسة عدائية مناهضة لروسيا"، بعد عام ونصف العام من النزاع بين موسكو وكييف.
في المجموع، أضيف 54 شخصا إلى قائمة العقوبات الروسية التي تستهدف البريطانيين، بحسب المصدر نفسه.
وتستهدف موسكو كريم خان منذ أصدر منتصف مارس/آذار مذكرة توقيف بحق بوتين، متهما الرئيس الروسي بارتكاب جريمة حرب "للترحيل غير القانوني" لآلاف الأطفال الأوكرانيين في سياق النزاع بين موسكو وكييف، الأمر الذي نفته روسيا بشدة.
ومنتصف مايو/أيار، أدرجت وزارة الداخلية الروسية خان على قائمة الأشخاص الملاحقين في روسيا.
وبين الأفراد الآخرين الذين شملتهم هذه العقوبات "وزيرة الدولة البريطانية للثقافة ووسائل الإعلام والرياضة لوسي فرايزر التي تمارس ضغطا شديدا لعزل روسيا على الساحة الرياضية الدولية، ونائبة وزير الدفاع البريطاني أنابيل غولدي المسؤولة عن تسليم الأسلحة لأوكرانيا"، بحسب البيان الروسي.
الأكثر من ذلك، استهدفت العقوبات أيضا صحفيين بريطانيين يعملون في شبكة "بي بي سي" وصحيفتي "الغارديان" و"ديلي تليغراف"، تتهمهم موسكو بـ"الضلوع في نشر معلومات خاطئة" عن روسيا و"دعم أنشطة الإعلام والدعاية" لكييف.
نصف مليون.. الحصيلة الصادمة
في غضون ذلك نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم الجمعة، عن مسؤولين أمريكيين -لم تكشف عن هوياتهم- القول إن عدد القتلى والجرحى من القوات الأوكرانية والروسية منذ بدء الحرب في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022، يقترب من 500 ألف.
وقالت الصحيفة إن المسؤولين حذروا من أنه ما زال من الصعب تقدير عدد الضحايا، لأن موسكو دأبت غالبا على تقليص عدد القتلى والجرحى في الحرب، ولم تكشف كييف عن الأرقام الرسمية.
وقالت الصحيفة إن الخسائر في صفوف الجيش الروسي تقترب من 300 ألف، بينهم نحو 120 ألف قتيل وما بين 170 ألفا و180 ألف مصاب.
وأضافت أن عدد القتلى في الجانب الأوكراني يقترب من 70 ألفا، أما عدد المصابين فيتراوح ما بين 100 ألف و120 ألفا.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن المسؤولين الأمريكيين، قولهم إن عدد الضحايا ارتفع بعد أن شنت أوكرانيا هجوما مضادا في وقت سابق من هذا العام.
وأعلن الجيش الأوكراني أمس الخميس، تحقيق مكاسب في هجومه المضاد ضد القوات الروسية على الجبهة الجنوبية الشرقية.
وقالت كييف إن قواتها حررت قرية، في أول نجاح من نوعه منذ 27 يوليو/تموز، ما يشير إلى التحدي الذي تواجهه القوات في التقدم عبر خطوط دفاعية روسية كثيفة الألغام دون دعم جوي قوي.
في المقابل، تقول روسيا إن الهجوم الأوكراني المضاد لا يحقق نتائج تُذكر على الأرض، وإن عدد ضحايا الجيش الروسي أقل بكثير من ضحايا نظيره الأوكراني.
aXA6IDMuMTQ5LjIxNC4yMjMg جزيرة ام اند امز