«صوت نافذ» في الكرملين.. كاترينا ابنة بوتين تزداد قوة
للوهلة الأولى تبدو شخصية بسيطة تماما كما تظهر عبر موقع «يوتيوب»، لكن ذلك الانطباع الأولي قد يتبدد عقب جولة سريعة في تفاصيلها.
إنها كاترينا، الابنة الصغرى للرئيس الروسي فلاديمير بوتين تستقطب الاهتمام بشكل متزايد، وهي التي لطالما طغت صورتها على شقيقتها ماريا فورونتسوفا غير المعروفة كثيرا لدى الرأي العام المحلي.
وخلافا لشقيقتها ماريا، تحظى كاترينا بشهرة واسعة في روسيا ليس باعتبارها ابنة الرئيس فقط، وإنما لأن اسمها بزغ في سماء رقصة "الروك أند رول"، وحازت في 2013 بمشاركة دولية لها على المرتبة الخامسة.
ولم تكتف كاترينا بالرقص فقط، بل يبدو أنها باتت رقما صعبا في السياسة الروسية من خلال دور ما يعتقد مراقبون أنها تلعبه -في الظل- في صنع القرار بدوائر الرئاسة (الكرملين).
قالت عنها وزارة الخزانة الأمريكية ذات مرة إن عملها مسؤولة في قطاع التكنولوجيا مرتبط بشكل كبير بدعم صناعة الدفاع الروسية.
وبغض النظر عن صحة ما يتم تداوله من عدمه، فإن كاترينا باتت اسما لامعا في روسيا لكن بعيدا عن الرقص هذه المرة.
اسم مستعار
لا يعرف كثيرون أن كاترينا تيخونوفا هو اسم مستعار تستخدمه ابنة بوتين منذ دخولها الجامعة، في وسيلة شائعة بين رؤساء العديد من دول العالم ممن يريدون الحفاظ على خصوصية أبنائهم في اختلاطهم بمجتمعاتهم، وعلى أمنهم أيضا.
ولذلك تستخدم ابنة بوتين اسم كاترينا تيخونوفا في المجال العام، أما اسمها الحقيقي فهو كاترينا فلاديميروفنا بوتينا.
وإجمالا، تظل هويتها وعائلتها موضوعا بالغ الحساسية في روسيا، حيث نادرًا ما يتحدث بوتين علنًا عن حياته الشخصية وعائلته.
لكن تقارير كثيرة حاولت سبر أغوار تفاصيله، توصلت إلى أن كاترينا وشقيقتها الكبرى ماريا هما ابنتا بوتين من زوجته السابقة ليودميلا.
وليودميلا هي مضيفة طيران سابقة تزوجها بوتين عام 1983 وظلا معا حتى طلاقهما عام 2014، والتحقت ماريا وكاترينا بالجامعة في روسيا تحت أسماء مستعارة، فتخصصت ماريا في الطب، في حين حصلت كاترينا على الدكتوراه في الفيزياء والرياضيات من جامعة موسكو الحكومية.
نفوذ؟
تُعتبر كاترينا شخصية بارزة في الأوساط الأكاديمية والعلمية في روسيا، وتدير معهد البحوث العلمية "Innopraktika"، الذي يركز على الابتكار والتكنولوجيا.
تعتبر أيضا شخصية مؤثرة من خلال منصبها في إدارة صندوق التنمية الوطنية الروسي، الذي يُعنى بالاستثمارات الاستراتيجية في البنية التحتية والتكنولوجيا.
ومن خلال هذا الصندوق، تؤثر على قرارات استثمارية ضخمة تشمل قطاعات رئيسية في الاقتصاد الروسي.
وعلاوة على ذلك، نجحت كاترينا في نسج علاقات قوية مع النخبة الحاكمة بما في ذلك شخصيات بارزة في الحكومة والأعمال، وهذا ما يعتقد أنه منحها نفوذا واسعا إلى حد ما.
نفوذ يرجح أنه يطال صناعة القرارات السياسية والاقتصادية. كما يُشاع أنها تمتلك تأثيرًا في السياسات التي تتبناها الحكومة الروسية.
خليفة بوتين؟
المساحة الواسعة التي يعتقد مراقبون أن كاترينا باتت تتحرك فيها ضمن مجال صناعة القرار الروسي تغذي شكوكا باحتمال أن تكون قيد الإعداد لتولي دور سياسي أكبر في المستقبل.
وبفضل تعليمها، وخبراتها، وعلاقاتها الواسعة، يُعتبر البعض أنها الشخص الأول لخلافة والدها في الرئاسة، وقد تلعب دورًا حاسمًا في القيادة الروسية بعد انتهاء فترة حكم والدها.
الوجه الآخر
بالإضافة إلى خلفيتها الأكاديمية والإدارية، تُعرف كاترينا بشغفها بالرقص البهلواني على الجليد، وقد شاركت في مسابقات دولية في هذا المجال.
وهذه الهواية تُظهر جانبًا مختلفًا من حياتها الشخصية وتساهم في بناء صورة عامة متعددة الأبعاد لها.
لكن على الرغم من نشاطها العام، تحافظ كاترينا على سرية حياتها الشخصية، وتُعتبر حماية خصوصية عائلتها جزءًا من استراتيجية بوتين للحفاظ على أمنهم وتجنب تعرضهم للتدقيق العام والتهديدات.
غير أن بعض التقارير التي تحاول إشباع فضول الرأي العام، أشارت إلى أنها تزوجت في عام 2013 من كيريل شامالوف، وهو ابن صديق قديم للرئيس بوتين.
لكن في غياب معطيات دقيقة، يظل كل ما ينشر عن حياتها الخاصة مجرد معطيات تنتظر التأكيد كما النفي، فيما يظل الثابت صعودها الصاروخي في عالم السياسة.
aXA6IDMuMTUuMTIuOTUg
جزيرة ام اند امز