بوتين يستثمر في بيلوسوف.. إن كانت الحرب ضرورية فلتكن مربحة
يعتقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن العملية العسكرية في أوكرانيا فرضت على بلاده مع ما يرى أنه أطماع الناتو في التمدد لحدود بلاده.
ويبدو أن الرئيس المخضرم بوتين يعتقد الآن أنه إن كانت الحرب ضرورية فلتكن أيضا مربحة.
لذلك يعتقد مراقبون أن اختيار بوتين الاقتصادي المخضرم أندريه بيلوسوف على رأس وزارة الدفاع في تغيير وزاري مقبل في روسيا يتماشى مع هذا التوجه.
لماذا أندريه بيلوسوف؟
تجاوزت روسيا الآثار الاقتصادية الناتجة عن العقوبات الغربية بفضل الإنفاق العسكري خلال العامين الماضيين.
ووفقاً لأحدث التوقعات الاقتصادية العالمية الصادرة عن صندوق النقد الدولي، يتوقع أن ينمو اقتصاد روسيا بنسبة 3.2% في عام 2024، وهو ما يتجاوز معدلات النمو المتوقعة للولايات المتحدة (2.7%) والمملكة المتحدة (0.5%) وألمانيا (0.2%) وفرنسا 0.7%.
وأدى ارتفاع الإنفاق العسكري من 2,6% قبل الحرب إلى أكثر من 6% من الناتج المحلي الإجمالي خلال العام الحالي، إلى تغذية جزء كبير من النمو الاقتصادي لروسيا الأمر الذي ساعدها على التغلب على تأثير العقوبات الغربية.
وحاليا تعمل المصانع التي تنتج القذائف والدبابات في نوبات متعددة وهو الأمر الذي يؤدي إلى تعزيز فرص العمل والأجور، ودفع عجلة التنمية.
وتشير ترقية خبير اقتصادي لقيادة وزارة الدفاع إلى مدى تحول الحرب إلى عنصر مركزي في النموذج الاقتصادي الروسي في الوقت الراهن كما يتصوره بوتين.
وقال محللون إن بيلوسوف من الموالين لبوتين لكنه ليس شخصًا يمكنه أن يطغى على الرئيس والرجل الذي عمل كمستشار اقتصادي لبوتين ونائبا لرئيس الوزراء والمسؤول عن التنمية الاقتصادية معروف بدعوته لزيادة التدخل الحكومي في الاقتصاد.
وعلى الرغم من أن بيلوسوف مدني إلا أن قسطنطين سونين، خبير السياسة الروسية في جامعة شيكاغو، قال في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية "إن ما يهم هو القرب من بوتين، وليس الرتبة الرسمية"، وأشار إلى أن باتروشيف، الذي حل سيرغي شويغو محله "كان مؤثرا للغاية بسبب قربه من بوتين".
ويأتي قرار بوتين في الوقت الذي يواجه فيه شويغو، جرى تعيينه رئيسا لمجلس الأمن القومي بدلا من نيكولاي باتروشيف، تدقيقا متزايدا منذ اندلاع الحرب.
والشهر الماضي أُلقي القبض على نائب شويغو وحليفه القوي تيمور إيفانوف المسؤول عن مشاريع البناء في الوزارة بتهمة تلقي رشاوى أثناء معالجة عقود الدفاع، وفقا لما ذكرته لجنة التحقيق في البلاد.
شويغو الذي يحمل رتبة جنرال في الجيش، لم يكن جنديا محترفا على الإطلاق لكنه شغل منصب وزير الدفاع منذ عام 2012 وواجه مؤخرا انتقادات متزايدة داخل الجيش الروسي بسبب فشله في إعداد القوات الروسية للحرب، فضلا عن فشل استراتيجيته الأولية للإطاحة سريعا بالحكومة الأوكرانية والاستيلاء على كييف بأقل قدر من الخسائر.
والعام الماضي، كان شويغو هو الهدف الرئيسي للانقلاب الفاشل الذي قاده يفغيني بريغوجين زعيم قوات فاغنر الذي طالب بإقالة وزير الدفاع، وبعد شهرين قُتل بريغوجين في حادث تحطم طائرة غامض.
وقال محللون في الكرملين إن نقل شويغو إلى منصب رئيس مجلس الأمن القومي يمكن اعتباره خفضًا لرتبته لكن هذا لا يعني أن الرجل أصبح خارج الصورة تمامًا.
وقال توماس جراهام، الزميل في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية والمستشار السابق لشؤون روسيا في البيت الأبيض في عهد جورج دبليو بوش، إنه مع استمرار الحرب في أوكرانيا "يتعين على وزارة الدفاع أن تكون أكثر كفاءة اقتصاديا مما كانت عليه".
وأضاف "هناك قضية فساد يجب التعامل معها، وربما يكون تعيين شخص من خارج الجيش ولا يرتبط فعلياً به مؤشراً على أن هذا بالضبط ما يريد بوتين القيام به".
يُذكر أن آخر وزير مدني لوزارة الدفاع الروسية كان أناتولي سيرديوكوف، الذي جرى تعيينه في 2007 بهدف جعل المؤسسة العسكرية أكثر كفاءة لكن أُطيح به بعد 5 سنوات بسبب مزاعم الفساد.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTk5IA== جزيرة ام اند امز