روسيا تقلم أظافر إيران بسوريا.. والفرع "108" كلمة السر
مع تراجع وتيرة الحرب في سوريا، بدأت الخلافات تدب بين روسيا وإيران حول فرض النفوذ والهيمنة.
تعيش سوريا حالة صراع ناعم بين روسيا وإيران بدت واضحة مؤخرا للحفاظ على مصالحهما في البلد الذي يعاني لأكثر من 8 سنوات من احتجاجات فاقمت الأوضاع الإنسانية.
ومنذ بداية الأزمة السورية 2011، تواجد البلدان بقوة لمساعدة حليفهما الأسد، حيث أرسلت طهران مليشيات من الحرس الثوري وحزب الله اللبناني الإرهابي، فيما أعلنت روسيا تدخلها عسكريا رسميا في 2015.
ومع تراجع وتيرة الحرب، واستعادة الأسد الأراضي التي كانت في حوزة المعارضة والجماعات الإرهابية، بدأت الخلافات تدب بين البلدين حول فرض النفوذ والهيمنة على سوريا.
وتجلّى ذلك بوضوح وللمرة الأولى في المواجهات بين الشرطة العسكرية الروسية ومليشيات مدعومة من طهران كانت تتمركز في مطار حلب الدولي نهاية مايو/أيار الماضي.
الفرع الأمني 108
وكشف موقع سوري معارض، يبث من خارج البلاد، أن روسيا أوعزت للأسد بإنشاء فرع أمني جديد تابع للمخابرات يحمل الرقم "108" لتأمين المنشآت الحيوية وحماية النظام من أي انقلابات بمساعدة وتدريب موسكو.
وأوضح موقع "أورينت نيوز" أن روسيا بالتعاون مع الأسد بدآت تقليم أظافر إيران بتسليم الفرع لضباط لايدينون بالولاء لطهران، بالتشارك مع ضباط من المخابرات لكن أكثر ولاء لموسكو.
ونوه بأن ذلك جاء بعد سعي إيران الشديد لقلب الطاولة على روسيا في سوريا والسيطرة على المنشآت الحيوية والاقتصادية.
وشهدت، الأيام الماضية، إجراء الأسد تغييرات طالت قيادات الأجهزة الأمنية في أفرع المخابرات الجوية والأمن السياسي و الجنائي وأمن الدولة بعد انتقادات غربية لأغلبهم، لا سيما لدورهم في إخماد الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد.
ولا تعلن السلطات السورية عن مثل هذه القرارات الأمنية غير أن صفحات وحسابات موالية للنظام تسرب المعلومات.
9 أقسام
ونقل الموقع السوري عن وثائق قال إنها وصلت إليه، أن الفرع الأمني الجديد يحمل رقم "108" ويتكفّل بحماية المنشآت الحيوية في سوريا والتي من شأنها أن تُضعف نظام الأسد بحال تمّت السيطرة عليها من قبل آخرين.
وأوضح أن الفرع الجديد تم إقرار إنشائه منتصف أبريل/نيسان الماضي، ويستهدف وضع جميع المنشآت الحيوية كالسفارات والمطارات والهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون والمصارف تحت وصاية هذا الفرع من أجل تأمين حمايته، ومنع السيطرة عليه من قبل جهات أخرى خوفاً من أي انقلاب على السلطة.
وأشار إلى أن الفرع 108 ينقسم إلى تسعة أقسام؛ أهمها قسم أمن البعثات الدبلوماسية، وأقسام أمن المنشآت العلمية وأمن الإدارات وأمن البنوك والمصارف.
فضّ التنازع
وقال إن هناك هدفا آخر من إنشاء الفرع الجديد وهو فض التنازع بين أجهزة المخابرات بسبب سيطرة كل جهاز منها على جزء من مقدرات البلاد.
وأوضح أنه لهذا السبب عملت روسيا على إنشاء هذا الفرع لفض النزاع بين أجهزة المخابرات السورية كافة فيما يخصّ المنشآت الحيوية، لأن أي نظام يسقط فوراً بحال تمت السيطرة على منشآته أو زاد الخلاف فيما بينها، ولكي تحافظ على بقاء الأمور تحت وصايتها عبر هذا الفرع الذي تُشرف عليها من تحت الطاولة.
وتعيش سوريا أزمة كبيرة منذ 2011 جراء الصراع الدائر هناك منذ 8 سنوات، حيث فر نحو نصف سكان سوريا من منازلهم، ويعيش نحو 6 ملايين سوري خارج البلاد فيما نزح 7 ملايين آخرين داخل سوريا.