هجوم سيبراني أم صواريخ أم كتائب.. خيارات بوتين في أوكرانيا
قد يكون هجوما سيبرانيا يستهدف شبكة الطاقة في أوكرانيا، أو تحرك الكتائب الروسية والدبابات على طول الحدود وإلى مرمى النيران، أو ربما حتى هجوم صاروخي بعيد المدى.
إنها جميعا مؤشرات محتملة يراقبها المسؤولون الأمريكيون والأوروبيون عن كثب، ما قد يكشف أن الرئيس فلاديمير بوتين يمضي قدما في غزو أوكرانيا، بحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية.
ومع احتشاد أكثر من 100 ألف جندي روسي على طول الحدود الأوكراني -وهو رقم يواصل الزيادة- يمعن المسؤولون العسكريون والاستخبارات النظر في آخر المناورات التكتيكية لمحاولة توقع متى ستنتقل موسكو من التهديد بغزو إلى شن الغزو.
وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يراقبون عن كثب الاختراقات الإلكترونية، مثل الهجوم الذي استهدف الحكومة الأوكرانية الشهر الماضي، وإنهم يتابعون القوات الروسية التي تحتشد على الحدود، إضافة إلى أماكن تموضعهم، فضلًا عن مراقبة ما تفعله روسيا بمعدات مثل الدبابات التي ستكون أساسية بأي غزو بري.
وفي الوقت نفسه، أوضح مسؤولون حاليون وسابقون لـ"سي إن إن" أنه في النهاية قد لا تكون هناك معلومة واضحة بشأن الهجوم على أوكرانيا، ومثل الهزة الأرضية قد يكون هناك تحذير مسبق بسيط أو بدون تحذيرات بشأن الغزو قبل وقوعه بالفعل، بحسب المسؤولين.
وأضاف مسؤول استخبارات غربي لـ"سي إن إن"، إن جميع الخيارات قابلة للتنفيذ سواء بتحذير أو بدون مع انتشار القوات بالفعل، "أشياء مثل ضربة عقابية أو غارة في الشرق، اختراق من الجنوب، غارة من الشمال، حيث إن جميع القوات متموضعة بالفعل بالعدد والقدرة المناسبة".
وتساعد التقييمات في تفسير السبب وراء تحذير الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين الأمريكيين من أن الغزو الروسي وشيك -وهو تفسير أغضب المسؤولين الأوكرانيين- لأن الكرملين قد يحتاج إلى وقت محدود قبل شن هجوم.
وفي حين قال البيت الأبيض إنه لم يعد يصف الغزو الروسي بـ"الوشيك"، قال مسؤول كبير في الإدارة إن التقييم الذين يفيد بأن الهجوم قد يقع "أي يوم الآن" لا يزال ساريا، حيث أضاف الروس إمدادات لوجيستية ودعما لقواتهم الموجودة على الحدود، بالإضافة إلى مزيد من الأسلحة الهجومية والدفاعية.
ونفى المسؤولون الروس مرارا استعداداهم لغزو أوكرانيا، متهمين الغرب بالمسؤولية عن تصعيد التوترات هناك.
ووافق البيت الأبيض، الأربعاء، على خطة قدمها البنتاجون بشأن 2000 جندي أمريكي في بولندا لمساعدة الأمريكيين الذين قد يحاولون الخروج من أوكرانيا حال وقوع غزو روسي، بحسب مسؤولين أمريكيين اثنين مطلعين على المسألة.
وأكد المسؤولان أن القوات الأمريكية غير مخولة حاليا بدخول أوكرانيا حال اندلاع حرب، ولا خطط لإجراء إجلاء مثل العملية الأمريكية في أفغانستان العام الماضي.
وقال مسؤولون إن هناك فرقا بين السيناريوهات المحتملة المختلفة، سواء هاجمت روسيا أوكرانيا بطريقة محددة الهدف أو ما إذا كان الكرملين يستعد لغزو شامل للبلاد لمحاولة الإطاحة بالحكومة في كييف.
وقال مسؤول بالإدارة الأمريكية أن أحد الأمور الرئيسية التي تراقبها الولايات المتحدة هو مغادرة عدد كبير من القوات الروسية من مناطق التدريب الخاصة بهم قرب الحدود والتحرك ضمن نطاق إطلاق النار الخاصة بأهدافهم، وهي مواقع برية محددة.
وأضاف مسؤول أمريكي أن المؤشر الآخر الذين يراقبه المسؤولين هو حركة الدبابات الروسية، مشيرًا إلى أن المؤشر على أن الجيش الروسي ربما يستعد لغزو هو تحريك الدبابات على الحدود وتشغيلها أو توقيفها، لأنها إذا توقفت بدون حركة لأيام قليل قد يتجمد الوقود، أما إذا شغلوها وأوقفوها، فهذا يحيل دون ذلك، مما يعني أن الدبابات ستكون مستعدة للانطلاق بسرعة.
لكن حتى الآن، بحسب المسؤول، لا تزال الدبابات هناك، بحسب صور الأقمار الصناعية.
وتحدث مسؤولون أمريكيون وأوكرانيون عن وجود توقعات واسعة النطاق تفيد بأن أي غزو روسي قد يحدث بالتزامن مع عدوان إلكتروني ضد أوكرانيا.
ويراقب المسؤولون الأمريكيون عن كثب أي مؤشر على هجمات سيبرانية على البنى التحتية الحيوية الأوكرانية ويتواصلون مع نظرائهم الأوكرانيين في هذا الشأن، ويتمثل أحد المخاوف في أن تستخدم روسيا قدرتها على القرصنة لمحاولة تقويض ثقة الرأي العام بالحكومة الأوكرانية.
وفي سياق متصل، نشرت شركة "ماكسار" لتكنولوجيا الأقمار الصناعية صورًا جديدة تظهر استمرار التعزيزات العسكرية الروسية في القرم، وغرب روسيا، وبيلاروسيا، مع مواصلة تصاعد الضغط على أوكرانيا من ثلاث جهات، مما يؤكد المخاوف بشأن استعداد الكرملين للتوغل بالأراضي الأوكرانية.
وفي شبه جزيرة القرم، لاحظت "ماكسار" انتشارا كبيرا للقوات والمعدات في الصور التي تم جمعها، الخميس، بحسب ستيفن وورد، مدير كبير في الشركة، وتمت عملية الانتشار بمطار أوكتيبرسكوي الذي كان مهجورا في السابق، شمال عاصمة القرم، سيمفيروبول.
وتقيم "ماكسار" أن أكثر من 550 خيمة للجنود ومئات المركبات وصلت إلى الموقع، كما شهدت مواقع أخرى في القرم تدفقا للقوات والمعدات، بما في ذلك نوفوزيرنوي، حيث كان هناك عمليات انتشار للمدفعيات وتدريبات كثيفة.
ورصدت "ماكسار" عمليات انتشار جديدة لأول مرة قرب بلدة سلافني على الساحل الشمالي الغربي للقرم، بما في ذلك المركبات المدرعة.
ولوحظت عمليات الانتشار الجديدة في القرم في نفس اليوم الذي وصلت فيه عدة سفن حربية إلى سيفاستوبول، الميناء الرئيسي لشبه جزيرة القرم.
وفي بيلاروسيا، لاحظت "ماكسار" ما تسميه "انتشارا جديدا للقوات، والمركبات العسكرية، والمروحيات" بمطار زيابروفكا قرب مدينة غوميل، التي تبعد حوالي 15 ميلا من الحدود مع أوكرانيا.
وتعتبر هذه أول مرة تشاهد فيها مروحيات بالمنطقة، ويبدو أن هناك مستشفى ميدانيا بالموقع.
ولا تزال هناك قوات ومجموعات قتالية متعددة منتشرة قرب مدينة ريشيتسا البيلاروسية، التي تبعد أقل من 30 ميلا عن الحدود مع أوكرانيا.
وكانت صور للأقمار الصناعية قد أظهرت في وقت سابق وضع مخيمات قرب ريشيتسا. وعند دمجها مع مقاطع الفيديو الأخيرة، ترجح تزايد الوجود الروسي بالمنطقة، التي تبعد حوالي 200 ميل شرق المنطقة التي بدأت بها التدريبات الروسية البيلاروسية، الخميس.
وأظهرت مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي تحركات كبيرة للوحدات العسكرية الروسية على مدار الأيام القليلة الماضية إلى شرق أوكرانيا، وحول مدن كورسك، وروستوف نا دون، وبريانسك.
aXA6IDE4LjIyMy4xNTguMTMyIA== جزيرة ام اند امز