صحيفة: روسيا تجري أكبر مناورة عسكرية منذ الحرب الباردة
خبراء عسكريون رجحوا أن تلك المناورات الروسية في البحر المتوسط لترويع وتخويف تركيا لعدم معارضة سياستها، كما أنها رسالة ضمنية لأوكرانيا.
ذكرت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، الثلاثاء، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يستعرض قوته العسكرية بمناورات فوق البحر المتوسط، تعد الأكبر منذ الحرب الباردة، فيما رجح خبراء عسكريون أن تلك المناورات لتهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لتدخله فى سوريا، كما تعد رسالة ضمنية إلى أوكرانيا التي تتصاعد التوترات معها في بحر آزوف.
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أن "المناورات العسكرية واسعة النطاق التي قامت بها روسيا في منطقة البحر المتوسط وسيبيريا، تعد مؤشراً لعودة التهديدات التي كان يبثها الاتحاد السوفيتي تجاه أوروبا قبل سقوطه".
- روسيا: لن نسمح باستمرار الوجود التركي في شمال سوريا
- الجيش الروسي يسقط طائرة بدون طيار قرب"حميميم" السورية
وتابعت أن "موسكو تنوي أن تظهر للعالم بأسره القوة العسكرية التي تمتلكها، أكثر مع جيرانها".
ولفتت الصحيفة الفرنسية إلى أنها:" للمرة الأولى منذ عقود التي تحشد فيها روسيا العديد من السفن والطائرات الحربية في منطقة البحر المتوسط، قبالة الساحل من الجانب السوري وجميع أنحاء قبرص".
وأجريت المناورات، منذ السبت الماضي وتستمر حتى السبت المقبل، وضمت أساطيل سفن في شمال بحر البلطيق، والبحر الأسود، وبحر قزوين، بما في ذلك 11 سلاحاً من جميع الصواريخ الجديدة من طراز "الكروز" التي يتم إطلاقها من الطائرات العسكرية.
ونقلت "لوباريزيان"عن خبراء عسكريين قولهم إن "وسائل الإعلام الروسية تحاول الترويج لتلك المناورات بهدف ترويع وتخويف تركيا إذا ما حاولت معارضة السياسة الروسية، ولتقويض التدخل التركي في سوريا، كما أنها رسالة ضمنية إلى أوكرانيا، في ظل تصاعد التوترات في بحر آزوف.
وأشارت إلى أن "هناك مناورات ستجرى ما بين 11 إلى 15 سبتمبر/أيلول، وستحشد نحو 300 ألف عسكري روسي، أي أكثر مرة ونصف من حجم القوات النظامية للجيش الفرنسي، وتحمل تلك المناورات اسم "فوستوك-2018" بالروسية وتعني (غرب-2018)، وستجرى المناورات في سيبيريا والشرق الأقصى، مع مشاركة متواضعة للجيش الصيني والمنغولي".
وأوضحت الصحيفة الفرنسية أنه "لم تجر مناورات بهذا الحجم منذ 37 عاماً منذ مناورات "زاباد 1981" خلال الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي والغرب".
ولفتت إلى أن روسيا لديها نفوذ ضعيفة خلف جبال الأورال، وتلك المناورات ستسمح لها بإعادة نشر قواتها على نطاق واسع، لا سيما بمساعدة طائراتها العسكرية الضخمة.
وفي عام 1981، حشدت روسيا نحو 150 ألف عسكري على حدود بولندا، ما تسبب في توتر العلاقات داخل حلف شمال الأطلسي.
وفي هذا الصدد، قال وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، إن تلك المناورات تشبه أجواء مناورات "زاباد-81" ولكنها أكثر تطوراً".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يضاعف من ميزانيته العسكرية منذ 2012، حتى بلغت 5% من إجمالي الدخل القومي، مقابل 2% هي حجم الميزانية العسكرية في فرنسا، مشيرة إلى أن تلك المؤشرات تعد رمزاً لعودة القوة العسكرية الروسية.