«كوادريجا» في مواجهة «زاباد».. ردع بالنار بين روسيا والناتو

بقلق واستنفار يترقب "الناتو" مناورات عسكرية روسية مقررة الشهر الجاري، على الرغم من عدم رصد الحلف أي مؤشرات لشن هجوم على دوله.
وقال المفتش العام للجيش الألماني كارستن بروير اليوم الإثنين إن ألمانيا "لا تتوقع هجمات روسية على أراضي حلف شمال الأطلسي تحت غطاء مناورات زاباد العسكرية التي تجريها موسكو"، والتي من المقرر أن تبدأ في غضون أسبوعين.
وأثارت مناورات (زاباد-2025) التي يعني اسمها "الغرب-2025" المقرر إجراؤها في غرب روسيا وروسيا البيضاء مخاوف أمنية في الدول المجاورة الأعضاء في حلف شمال الأطلسي بولندا وليتوانيا ولاتفيا.
وقال بروير للصحفيين في برلين "ليس لدينا أي مؤشر على أن هناك استعدادات لهجوم تحت غطاء المناورات. لكننا سنكون على أهبة الاستعداد، ليس فقط القوات الألمانية، بل حلف شمال الأطلسي بشكل عام".
وحذرت أوكرانيا، التي تسعى للحصول على مزيد من المساعدات العسكرية الغربية لإعانتها في حربها مع روسيا، جارتها روسيا البيضاء بشأن المناورات المشتركة.
وقالت وزارة الخارجية الأوكرانية في أغسطس/آب الماضي "جرى حشد القوات الروسية على حدود أوكرانيا في عامي 2021 و2022 تحت غطاء مناورات زاباد-2021 العسكرية المشتركة بين روسيا وروسيا البيضاء. نحذر مينسك من الاستفزازات المتهورة".
ورفض رئيس روسيا البيضاء ألكسندر لوكاشينكو ما يثار حول أن مينسك ستستغل المناورات لمهاجمة جيرانها ووصف ذلك بأنه "محض هراء".
وقال وزير الدفاع في روسيا البيضاء إن مناورات زاباد-2025 ستشمل التدريب على الاستخدام المحتمل للأسلحة النووية والصاروخ (أوريشنيك) وهو صاروخ فرط صوتي متوسط المدى تصنعه روسيا.
وقال المفتش العام للجيش الألماني كارستن بروير إن مناورات "زاباد" ستتداخل زمنيا بشكل جزئي مع مناورات "كوادريجا" التي تجريها ألمانيا مع 13 دولة غربية أخرى في الوقت الحالي، ويشارك فيها أكثر من ثمانية آلاف جندي و30 طائرة و40 سفينة في بحر البلطيق ونحو 1800 مركبة.
وتهدف مناورات "كوادريجا" إلى التدريب على نشر القوات والأسلحة بحرا وجوا وبرا في ليتوانيا، وهي دولة صغيرة على بحر البلطيق تقع بين روسيا البيضاء وجيب كالينينجراد الروسي على بحر البلطيق.
ولا ترتبط ليتوانيا بالبر الرئيسي لحلف شمال الأطلسي إلا عبر ممر ضيق يُعرف باسم فجوة سوالكي.
وأضاف بروير "نريد الردع، لا نريد التصعيد. مناوراتنا دفاعية بحتة. موسكو تستخدم زاباد لإثارة القلاقل، ضمن أمور أخرى"، في إشارة إلى المناورات التي تجريها روسيا كل أربع سنوات.
وأضاف "نتوقع على الجانب الروسي أن يكون هناك 13 ألف جندي في روسيا البيضاء، بالإضافة إلى 30 ألف جندي آخرين يتدربون في روسيا".
وفي أي صراع مع روسيا، ستكون ألمانيا منطقة انطلاق ومركز إمداد وتموين، وهذا يعني أنها ستستضيف أكثر من 100 ألف جندي من قوات حلف شمال الأطلسي من المتوقع أن يعبروا البلاد في طريقهم إلى الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي، فضلا عن حماية القواعد والموانئ مثل بريمرهافن وروستوك، حسب "رويترز".
ووفقا لمفتش القوات البحرية الألمانية يان كريستيان كاك، ستركز مناورات "كوادريجا" في بحر البلطيق على المنطقة الواقعة بين ميناء روستوك الألماني، الذي يعد أيضا قاعدة قيادة البحرية في البلاد، وميناء كلايبيدا الليتواني.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuNyA= جزيرة ام اند امز