سياسة روسيا الجديدة.. "قسوة" موسكو تكشف وجه "الأعداء"
روسيا قد تصبح "قاسية مع أوروبا المعادية".. كلمات بدأت بها روسيا تطبيقا عمليا لسياستها الخارجية الجديدة.
تلك السياسة التي صنفت الدول بين أعداء وأصدقاء وحلفاء، وأملت فيها بـ"تعددية قطبية"، وبينت فيها "التهديدات الوجودية".
- سياسة روسيا الخارجية الجديدة.. تباينات "شاسعة" بين "الشرق" و"الغرب"
- هجمة مرتدة على "سياسة روسيا".. أمريكا في "الحديقة الخلفية"
سياسة روسيا الجديدة
وبحسب الاستراتيجية الجديدة للسياسة الخارجية الروسية التي تبنتها، الجمعة الماضية، فقد اعتبرت الولايات المتحدة والغرب مصدر "تهديدات وجودية".
وأكدت تلك الاستراتيجية أن "الإجراءات المعادية لروسيا التي تتخذها دول غير ودية ستواجه باستمرار، بقسوة إذا لزم الأمر".
وبحسب الاستراتيجية فإن روسيا أكدت أن "معظم الدول الأوروبية تتبع سياسة عدوانية تجاه روسيا تهدف إلى خلق تهديدات لأمن وسيادة الاتحاد الروسي، واكتساب مزايا اقتصادية أحادية الجانب".
كما أنها –بحسب روسيا- تسعى إلى "تقويض الاستقرار السياسي المحلي، وتقويض القيم الروحية والأخلاقية الروسية التقليدية، وخلق عقبات أمام تعاون روسيا مع الحلفاء وشركاء".
وأعلنت في هذا الصدد، أنها ستدافع باستمرار عن مصالحها الوطنية بـ"إعطاء الأولوية إلى تقليل وتحييد التهديدات للأمن وسلامة الأراضي والسيادة والقيم الروحية والأخلاقية التقليدية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لروسيا وحلفائها وشركائها".
تطبيق عملي للسياسة
وخصصت موسكو وعيدها لـ"أوروبا" بشكل صريح ووصفتها بـ"المعادية"، مؤكدة أنها ستتعامل معها "بطريقة قاسية إذا لزم الأمر".
الوعيد جاء على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي أكد، في مقابلة مع موقع (أرجومنتي آي فاتكي) الروسي، أن "الاتحاد الأوروبي أصبح معاديا وخسر روسيا".
وأضاف لافروف: "لقد خسر الاتحاد الأوروبي روسيا. لكن هذا خطؤه. الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وزعماؤه هم الذين يعلنون صراحة أنه من الضروري إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، مثلما يسمونها".
ولفت إلى أن "روسيا قررت كيفية الرد على تزويد أوروبا كييف التي وصفتها بـ"النظام الإجرامي" بالأسلحة والمدربين.
وتابع: "ردا على الخطوات العدائية، سنتصرف بقسوة إذا لزم الأمر، بناء على مصالح روسيا الوطنية ومبدأ المعاملة بالمثل المقبول في الممارسات الدبلوماسية".
"إسفين بين روسيا والصين"
من ناحية أخرى، اتهم لافروف الغرب بمحاولة "دق إسفين بين روسيا والصين"، بالحديث عن علاقاتهما غير المتكافئة واعتماد موسكو على بكين.
ولفت إلى أن "المحادثات التي استمرت 10 ساعات الشهر الماضي بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الصيني شي جين بينغ دفعت بالشراكة الاستراتيجية بين موسكو وبكين إلى مستويات جديدة".
وأعلن بوتين وشي عن صداقتهما وتعهدا بتعاون أوثق، بما في ذلك في المجال العسكري، خلال قمتهما يومي 20 و21 مارس/آذار، إذ تكافح روسيا لتحقيق مكاسب في ساحة المعركة فيما تسميه "عملية عسكرية خاصة" في أوكرانيا.
وقال لافروف إن "الدول غير الصديقة تبالغ منذ فترة طويلة في الحديث عن علاقة غير متكافئة بين موسكو وبكين، ونعتبر ذلك محاولة لإلقاء ظلال من الشك على نجاحاتنا ودق إسفين في الصداقة بين موسكو وبكين".
ووقعت الصين وروسيا اتفاقية شراكة "بلا حدود" في أوائل 2022، قبل أسابيع فقط من إرسال بوتين عشرات الآلاف من القوات إلى أوكرانيا، فيما امتنعت بكين عن انتقاد قرار بوتين وروجت لخطة سلام لأوكرانيا.
aXA6IDE4LjExOS4xNjcuMTg5IA== جزيرة ام اند امز