"نخب صداقة" بوتين وكيم.. ساعتان من عسل الشرق وعلقم الغرب
المكان أقصى شرق روسيا والزمان مضطرب بتوقيت الغرب القلق هناك حيث اختار الرئيسان الروسي والكوري الشمالي، ارتشاف نخب "الصداقة".
وخلال استقبال نظيره الكوري الشمالي كيم جون أون، أقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مأدبة رسمية، رفع خلالها نخب "تعزيز العلاقات المستقبلية" مع البلد المعزول.
وقال بوتين رافعا كأسه "نخب تعزيز علاقات التعاون والصداقة مستقبلا بين بلدينا" حسبما أظهرت مشاهد بثها التلفزيون الرسمي الروسي.
وأضاف "من أجل رفاه وازدهار بلدينا، في صحة الزعيم وجميع الحاضرين".
وفي المأدبة التي جرت بعد محادثات بين بوتين وكيم في مطار فوستوتشني الفضائي بمقاطعة آمور بشرق روسيا اليوم الأربعاء، أشار بوتين إلى أنه تم وضع أساس للعلاقات بين البلدين أثناء نضال كوريا من أجل الحرية في عام 1945، عندما هزم الجنود السوفيات والكوريون جنبا إلى جنب الغزاة اليابانيين".
وأكد بوتين سعي روسيا وكوريا الشمالية إلى تعزيز أواصر الصداقة الحميمة وحسن الجوار والعمل من أجل السلام والاستقرار والازدهار في المنطقة.
من جانبه، رفع كيم نخب "صحة بوتين وجميع الرفاق الحاضرين والانتصارات الجديدة لروسيا".
وقال: "نحن على ثقة بأن الجيش الروسي والشعب الروسي سيحققان بالتأكيد انتصارا كبيرا في النضال المقدس لمعاقبة تجمع الشر الذي يدعي الهيمنة ويغذي الأوهام التوسعية، و(سينتصر في النضال من أجل) تهيئة بيئة مستقرة للتنمية".
وتابع "إنني على قناعة تامة بأن الجيش والشعب الروسي البطل، الذي ورث ببراعة تقليد النصر، سيظهران فضائل الشرف التي لا تقدر بثمن، على جبهتين: العملية العسكرية الخاصة وبناء دولة قوية".
وأردف الزعيم الكوري الشمالي: "زيارتنا الحالية تأتي في وقت تتكشف فيه مواجهة شرسة على الساحة الدولية بين التقدم والرجعية، بين العدالة والظلم، وتبدأ عملية (بناء) عالم متعدد الأقطاب تتطور بقوة بفضل الإرادة المشتركة والقوة الموحدة للقوى المستقلة".
وذكر كيم أنه وبوتين بحثا خلال محادثاتهما "الوضع العسكري السياسي في شبه الجزيرة الكورية وفي أوروبا بعمق".
"على رأس الأولويات"
بالمناسبة نفسها، تعهد الزعيم الكوري الشمالي بتعزيز العلاقات مع موسكو.
وقال كيم "دائما ما عبرنا عن الدعم الكامل وغير المشروط لكافة الإجراءات التي تتخذها الحكومة الروسية، وأغتنم هذه الفرصة مجددا لأؤكد أننا سنقف دائما إلى جانب روسيا".
أما بوتين، فأكد أن موسكو ستساعد كوريا الشمالية على بناء أقمار اصطناعية، ملمحا إلى أن البلدين قد يناقشان أيضا التعاون العسكري. معربا عن "سعادته" للقاء كيم في روسيا.
واستمرت محادثات الزعيمين الثنائية وتلك التي شاركت فيها الوفود نحو ساعتين قبل أن يجتمعا حول مأدبة عشاء رسمية على شرف كيم، بحسب وكالات أنباء رسمية روسية.
مخاوف
مسؤولون أمريكيون ومراقبون سبق أن أعربوا عن مخاوفهم من أن روسيا مهتمة بشراء ذخائر كورية شمالية لاستخدامها في الحرب ضد أوكرانيا، وفي حال تمت، يمكن أن تنتهك صفقة الأسلحة العقوبات الدولية.
والتقى الزعيمان في قاعدة فوستوتشني الفضائية بأقصى الشرق الروسي. وتصافحا بحماسة لدى وصول كيم، حسبما أظهرت مشاهد مصورة بثها الكرملين.
ثم جال الزعيمان في منشأة جمع مركبات أنغارا الفضائية ومجمع إطلاق سويوز-2 ومجمع إطلاق أنغارا الذي لا يزال قيد البناء.
وبالتزامن مع زيارة كيم لروسيا، أطلقت بيونغ يانغ صاروخين باليستيين، الأربعاء، حسبما أعلن الجيش الكوري الجنوبي، في اختبار جديد ينتهك العقوبات.
ويعتقد مراقبون أن روسيا ستسعى في المحادثات على الأرجح للحصول على قذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات من كوريا الشمالية التي تريد في المقابل تكنولوجيا متطورة للأقمار الاصطناعية والغواصات العاملة بالطاقة النووية.
وقال بوتين لصحفيين "سنناقش كافة المواضيع دون تسرّع. لدينا الوقت لذلك"، وذلك ردا على سؤال بشأن ما إذا كانت المحادثات ستشمل التعاون العسكري.
ورافق كيم الذي توجه عن طريق البر إلى روسيا على متن قطاره المصفّح، وفد يشي بأن القمة ستتركز على مسائل عسكرية.
ويحمل الاجتماع في قاعدة الفضاء بعدًا رمزيًا خاصة أن بيونغ يانغ فشلت مرتين مؤخرا في محاولة وضع قمر اصطناعي للتجسس العسكري في المدار، بحسب مراقبين.
وفيما تسعى روسيا للوصول إلى مخزون كوريا الشمالية من قذائف المدفعية، تبحث بيونغ يانغ عن المساعدة في تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية وتحديث معداتها العسكرية التي تعود للحقبة السوفياتية، حسبما قال لفرانس برس آن تشان إيل، مدير المعهد العالمي لدراسات كوريا الشمالية.