أسئلة بوتين قبل 15 عاما.. إجابات غائبة على محك "خطوط حمراء"
15 عاما مرت على كلمة للرئيس الروسي انتقد فيها خطط توسع حلف شمال الأطلسي ونشر منشآت الدفاع الصاروخي الأمريكية بأوروبا الشرقية.
حدث ذلك في 10 فبراير/شباط 2007، حين ألقى فلاديمير بوتين كلمته الشهيرة أمام مؤتمر ميونيخ للأمن، هاجم خلالها بشدة السياسة الخارجية الأمريكية وفكرة النظام العالمي أحادي القطب، وانتقد خطط توسع "الناتو" ونشر منشآت الدفاع الصاروخي الأمريكية في أوروبا الشرقية.
خطاب مطوّل ضمنه بوتين حينها أسئلة وجهها للغرب دون أن يحصل حتى الآن على إجابات بشأنها، في تسلسل راكم الزمن والأحداث وقاد على ما يبدو إلى أحد أبرز الإشكالات العالقة اليوم بين الجانبين والمتعلقة بملف الضمانات الأمنية.
وقال بوتين آنذاك: "أعتقد بأنه لا علاقة بتاتا لمسار توسيع الناتو بتحديث هذا الحلف أو بضمان أمن أوروبا. وعلى العكس من ذلك، إنه يخفض مستوى الثقة المتبادلة. ولدينا حق مشروع بالتساؤل صراحة: ضد من هذا التوسيع؟".
وأضاف متسائلا: "ماذا جرى للتأكيدات التي أعطاها شركاؤنا الأوروبيون لنا بعد حل حلف وارسو؟ أين هذه التصريحات؟ لا أحد يتذكرها حتى. غير أني أسمح لنفسي بتذكير الحاضرين بما قيل، وأريد إيراد اقتباس من خطاب الأمين العام (الأسبق) للناتو (مانفريد) فيرنير ببروكسل في 11 (مايو) أيار 1999 حين قال إن 'واقعة أننا مستعدون لعدم نشر قوات الناتو خارج أراضي جمهورية ألمانيا الاتحادية يمنح الاتحاد السوفيتي ضمانة أمن راسخة'. أين هي هذه الضمانة؟.
خطوط حمراء
المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، قال إن الرئيس فلاديمير بوتين أثار في ميونيخ موضوع اقتراب الناتو من حدود روسيا، وهو سؤال لم يجر الرد عليه حتى الآن.وفي بيان صدر اليوم السبت، أشار بيسكوف إلى أن موسكو باتت الآن تقف مباشرة عند "الخطوط الحمراء" لمصالحها القومية والأمنية.
وأضاف: "تساءل بوتين عن سبب اقتراب الناتو من حدودنا ببنيته التحتية العسكرية. كما ترون، هذا السؤال لا يزال على رأس جدول أعمال السياسة الخارجية اليوم. وحتى الآن لم يجب أحد على هذا السؤال".
وذكر بيسكوف أن بوتين شدد في ذلك الحين على قول أمين عام الناتو في عام 1991 إن عدم توسيع البنية التحتية العسكرية للحلف في ألمانيا، هو أفضل ضمان لأمن روسيا الجديدة.
وتابع: "لم يستمعوا حينها لذلك، وتراكم تأثير هذا التوسع ونضج وأدى كما يقول رئيسنا الآن، إلى أن روسيا باتت تقف مباشرة عند "الخطوط الحمراء لمصالحها الوطنية والأمنية".
مباحثات جديدة
مباحثات هاتفية جديدة يجريها، اليوم، بوتين مع نظيريه الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، في وقت ترى فيه واشنطن أن حربا في أوكرانيا قد تندلع "في أي وقت".
تكهنات تدعمها التعزيزات الروسية على حدود أوكرانيا، فيما تنفي موسكو أي نية لها لاجتياح الدولة السوفيتية السابقة، في تطمينات لم تفلح في تهدئة القلق الأوروبي على ما يبدو، حيث تتكثف الاتصالات الهاتفية بين جانبي الأطلسي في محاولة لإحياء الحوار.
وفي هذا الإطار، يجري بايدن الذي يمضي عطلة نهاية الأسبوع في مقر كامب ديفيد الرئاسي، مباحثات هاتفية مع بوتين بعد اتصال جرى الجمعة بين قائدي أركان البلدين، ومن المقرر أن يجري اتصال أيضا بين بوتين وماكرون.
وبعد اجتماع عن بعد لقادة الدول الغربية الرئيسية، حذر مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جايك ساليفان بالقول: "لا نزال نرى مؤشرات تصعيد روسي، ويشمل ذلك وصول قوات جديدة إلى الحدود الأوكرانية"، مضيفا أن "الغزو يمكن أن يحصل في أيّ وقت"، حتى قبل موعد انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية ببكين في 20 فبراير/ شباط الجاري.
وشدد ساليفان على أن إمكان حصول "هجوم فعلي واردة جدا جدا"، مستدركا أن واشنطن لا تعرف بعد إن كان بوتين "اتخذ قرارا نهائيا من عدمه".
في الأثناء، يحبس العالم أنفاسه بانتظار تطورات قد تدحض تكهنات الغرب، وقد تؤكدها.