بين بوتين ورئيس أفريقيا الوسطى.. ابتسامة وأكثر من مصافحة
«صداقة» تجمع رئيس أفريقيا الوسطى بفلاديمير بوتين تفوق تلك الابتسامة المرتسمة خلال المصافحة بين الرجلين لتجسد روابط وثيقة بين البلدين.
اليوم الخميس، رحب رئيس أفريقيا الوسطى فوستين آركانج تواديرا الذي يزور موسكو، بالمساعدة التي قدمها "المحاربون الروس الشجعان" لبلاده مع إرسال روسيا مدربين عسكريين.
وقال تواديرا، على هامش اجتماعه مع "صديقه العزيز" الرئيس فلاديمير بوتين: "اليوم أصبح الجيش الذي دربه خبراء روس قوة جبارة تلاحق الإرهابيين والمجرمين وتقضي عليهم" في البلاد.
وأكد رغبته في مواصلة العمل "بالتعاون مع خبراء روس أثبتوا أنهم محترفون حقا في شؤون الحرب ومحاربون شجعان".
روسيا تُفعّل «القوة الناعمة» في أفريقيا
من جانبه، رحب الرئيس الروسي الذي التقط مع ضيفه صورا وهو يبتسم "بتعاونهما في مجال الأمن".
وفي 2020، أرسلت روسيا مقاتلين من مجموعة فاغنر لدعم نظام الرئيس تواديرا الموجود في السلطة منذ عام 2016، ويواجه مخاطر زعزعة الاستقرار من قبل جماعات متمردة مسلحة.
وأسهم هؤلاء المقاتلون في طرد الجماعات المسلحة من المدن الكبرى، فيما لا يزال الجيش بأفريقيا الوسطى مدعوما من قبل هؤلاء المقاتلين.
«حرب أهلية»
بالمناسبة نفسها، أكد فوستين آركانج تواديرا أن الدعم الروسي "سمح بتجنب حرب أهلية جديدة" في 2020-2021.
وشهدت جمهورية أفريقيا الوسطى سلسلة من الحروب الأهلية والطائفية والانقلابات والأنظمة الاستبدادية منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960، وتعد من أفقر بلدان العالم رغم ثرواتها.
كما أنها واحدة من الدول الأفريقية الناطقة بالفرنسية التي شهدت باريس فيها تنافسا على نفوذها من قبل روسيا في السنوات الأخيرة، بعدما قدمت موسكو عروضا أمنية مقابل الوصول إلى الموارد المحلية.
وقال رئيس أفريقيا الوسطى إن "بلاده غنية بالموارد الاستراتيجية والتعدينية الهائلة التي لم يتم استغلالها بعد"، ووعد "بتنشيط" التعاون مع روسيا في هذه المجالات.
وفي أفريقيا الوسطى تراجعت حدة الصراعات في السنوات الأخيرة، لكن لا تزال هناك جيوب مقاومة مع هجمات تشنها الجماعات المتمردة في المناطق النائية يرد عليها الجيش بدعم من حلفائه من مجموعة فاغنر.
ومنذ شن الجيش الروسي هجومه على أوكرانيا في 2022، سعى بوتين إلى جذب الدول الأفريقية واعدا بتزويدها بالحبوب.