أكبر خسارة لأوكرانيا.. "سيفيرودونيتسك" في قبضة روسيا
مع دخول أكبر صراع بري في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية شهره الخامس، لا تزال الحرب الأوكرانية تفتش عن حل داخل جدران القارة العجوز.
إلا أنه رغم دعم الأوروبي والغربي سقطت بلدية سيفيرودونيتسك، اليوم السبت، الواقعة على خط المواجهة بشرق أوكرانيا، في قبضة القوات الروسية، بعد أسابيع من القتال والقصف.
سقوط المدينة في قبضة القوات الروسية أعلنه أولكسندر ستريوك رئيس بلدية سيفيرودونيتسك، اليوم السبت في التلفزيون الوطني، قائلا: "المدينة الآن تحت السيطرة الروسية بالكامل. إنهم قاموا بتعيين قادة بشكل ما".
وقال المسؤول الأوكراني إن الضربات الجوية وهجمات المدفعية الروسية استهدفت مدينتي سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك في منطقة لوجانسك بشرق البلاد أمس الجمعة، وأصابت مصنعا للكيماويات حوصر فيه مئات المدنيين.
وكانت أوكرانيا قالت أمس إن قواتها تلقت أوامر بالانسحاب من سيفيرودونيتسك، حيث لم يتبق شيء يذكر للدفاع عنه بعد أسابيع من القتال العنيف، في أكبر خسارة لأوكرانيا منذ فقد مدينة ماريوبول الساحلية في مايو/أيار الماضي.
أحد أهداف بوتين
وقال ميخايلو بودولياك مستشار الرئيس الأوكراني على "تويتر" "48 صاروخ كروز في الليل. في أنحاء أوكرانيا كلها، لا تزال روسيا تحاول ترهيب أوكرانيا وإثارة الذعر وتخويف الناس"، على حد قوله.
التقدم الروسي الأخير يجعل موسكو على مقربة من السيطرة الكاملة على لوجانسك، وهو أحد أهداف بوتين، ويمهد الطريق لجعل ليسيتشانسك محور الاهتمام الرئيسي التالي.
وقال فيتالي كيسيليف، المسؤول بوزارة الداخلية في جمهورية لوجانسك الشعبية الانفصالية، الموالية لروسيا، لوكالة تاس الروسية للأنباء، إن الأمر سيستغرق نحو عشرة أيام أخرى لتأمين السيطرة الكاملة على ليسيتشانسك.
وقال سيرهي جايداي، حاكم منطقة لوجانسك، إن القوات الروسية هاجمت المنطقة الصناعية في سيفيرودونيتسك، وحاولت أيضا دخول ليسيتشانسك وحصارها يوم السبت.
وقال جايداي على تطبيق تليجرام "كانت هناك ضربة جوية على ليسيتشانسك. تعرضت سيفيرودونيتسك للقصف بالمدفعية"، مضيفا أن مصنع آزوت للكيماويات في سيفيرودونيتسك وقريتي سينيتسكي وبافلوجراد وغيرهما قد تعرضت للقصف.
منشآت عسكرية
ومن جهته قال خاراتين ستارسكي، المسؤول الصحفي في لواء تابع للحرس الوطني الأوكراني، للتلفزيون اليوم السبت إن تدفق المعلومات حول الانسحاب من سيفيرودونيتسك قد تأخر لحماية القوات على الأرض، مضيفًا: "خلال الأيام (العديدة) الماضية، أُجريت عملية لسحب قواتنا".
بدروه، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون السبت إنه يخشى أن تواجه أوكرانيا ضغوطا لقبول اتفاق سلام مع روسيا، مضيفًا أن عواقب نجاح بوتين في فعل ما يريده في أوكرانيا ستكون خطيرة على الأمن الدولي وستكون "كارثة اقتصادية طويلة الأمد".
وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية، إن روسيا أطلقت صواريخ مرة أخرى اليوم السبت على البنية التحتية العسكرية والمدنية في الشمال بالقرب من خاركيف ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا حتى سيفيرودونيتسك في الشرق.
وأفاد عدد من حكام المناطق بتعرض بلدات في أنحاء أوكرانيا للقصف اليوم، فيما تنفي روسيا استهداف المدنيين.
وقال حاكم منطقة لفيف في غرب أوكرانيا، مكسيم كوزيتسكي، في تسجيل مصور نُشر على الإنترنت، إن ستة صواريخ أُطلقت من البحر الأسود على قاعدة يافوريف بالقرب من الحدود مع بولندا، أصابت أربعة منها الهدف بينما دُمر اثنان.
وقال فيتالي بونيتشكو، حاكم منطقة جيتومير في شمال البلاد، إن ضربات على هدف عسكري قتلت جنديا واحدا على الأقل، مضيفًا: "تم إطلاق ما يقرب من 30 صاروخا على منشأة للبنية التحتية العسكرية بالقرب من مدينة جيتومير، تم اعتراض وتدمير ما يقرب من عشرة صواريخ.
وفي الجنوب، قال أولكسندر سينكيفيتش، رئيس بلدية ميكولايف بالقرب من البحر الأسود، إن خمسة صواريخ كروز أصابت المدينة ومناطق مجاورة اليوم السبت. ويجري التحقق من عدد الضحايا.
انسحاب منظم
وضغطت أوكرانيا مرة أخرى أمس الجمعة من أجل الحصول على مزيد من الأسلحة، بعد أن أبلغ رئيس الأركان فاليري زالوجني نظيره الأمريكي في مكالمة هاتفية أن كييف بحاجة إلى تكافؤ في القوة النارية مع موسكو من أجل استقرار الوضع في لوجانسك.
وقال أوليكسي أريستوفيتش، مستشار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الجنود الأوكرانيين انسحبوا أيضا من بلدتي هيرسك وزولوت، إلى الجنوب من سيفيرودونيتسك، في مواجهة هجوم القوات الروسية. وقلل وزير الخارجية الأوكراني من أهمية الخسارة المحتملة لمزيد من الأراضي في دونباس.
وقال الوزير دميترو كوليبا في مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية "أراد بوتين السيطرة على دونباس بحلول التاسع من مايو/أيار الماضي. نحن في 24 يونيو/حزيران وما زلنا نقاتل. الانسحاب من بعض الأراضي لا يعني خسارة الحرب على الإطلاق".
قرار روسي
وذكرت وزارة الدفاع البريطانية اليوم السبت أن روسيا سحبت على الأرجح العديد من الجنرالات من مناصب قيادية رئيسية في الصراع الأوكراني هذا الشهر.
وكان للحرب تأثير هائل على الاقتصاد العالمي والترتيبات الأمنية الأوروبية، إذ أدت إلى ارتفاع أسعار الغاز والنفط والغذاء، مما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقليل اعتماده الشديد على الطاقة الروسية كما دفع فنلندا والسويد إلى السعي للانضام إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي علامة كبيرة على الدعم، وافق قادة الاتحاد الأوروبي هذا الأسبوع على ترشيح أوكرانيا رسميا للانضمام إلى التكتل - وهو قرار قالت روسيا أمس الجمعة إنه يرقى إلى مستوى "استعباد" الاتحاد الأوروبي للدول المجاورة.
aXA6IDE4LjExOC4xNDQuMTA5IA== جزيرة ام اند امز