"عودة الاتحاد السوفياتي وترشح بوتين وأوكرانيا".. روسيا تكشف عن المستقبل

كشفت روسيا، الثلاثاء، عن ملامح سياستها المستقبلية وعلاقاتها مع دول العالم وأزمة أوكرانيا وموقف الرئيس فلاديمير بوتين من الرئاسة 2024.

سياسة موسكو أفصح عنها المتحدث باسم الرئاسة الروسية "الكرملين"، دميتري بيسكوف، خلال مقابلة مع صحيفة "إزفيستيا" الروسية، مؤكدا أن العالم يتجه نحو تعددية قطبية، وأن بلاده تتوافق مع الصين في رؤيتها لتسوية أزمة أوكرانيا، ومنفتحة أمام أي اتصالات لتحقق أهداف روسيا بأي طريقة.

• الكرملين عن العقوبات الأوروبية الجديدة: عبثية ولن تؤثر على روسيا
• رد عنيف من روسيا على عقوبات أوروبا.. حرمان بولندا من النفط

ترشح بوتين للرئاسة

وحول ترشح بوتين للرئاسة في 2024، أكد بيسكوف، أن "الرئيس بوتين لم يدلِ بأي تصريحات حول ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2024، وهناك قضايا أخرى تشغله حاليًا".

وأضاف بيسكوف: "خلال النصف الثاني من هذا العام سندخل موسم الانتخابات بطريقة أو بأخرى، لكن لدى بوتين الكثير مما يشغله، ولم نسمع منه حتى الآن، أي تصريحات حول ترشحه أو عدم ترشحه. فلا يزال الأمر سابقًا لأوانه. ونحتاج فقط إلى الصبر".

محادثات ستارت النووية

وحول معاهدة ستارت، لخفض الأسلحة النووية، قال المتحدث باسم الكرملين، إن "روسيا لن تستأنف المشاركة في معاهدة خفض الأسلحة النووية مع الولايات المتحدة حتى تستمع واشنطن إلى موقف موسكو".

ولفت بيسكوف إلى أن "موقف الغرب الجماعي بقيادة الولايات المتحدة يحتاج إلى التغير تجاه موسكو".

وأوضح بيسكوف "لا يمكن ضمان أمن دولة على حساب أمن دولة أخرى".

وكانت الرئيس فلاديمير بوتين أعلن الأسبوع الماضي تعليق مشاركة روسيا بمعاهدة "نيو ستارت" بعد اتهام الغرب بالتورط المباشر في محاولات ضرب قواعدها الجوية الاستراتيجية.

مقترح الصين

وبشأن المقترح الصيني لتسوية الأزمة في أوكرانيا، أكد بيسكوف، أن "خطة الصين لتسوية الأزمة، تتماشى مع نهج موسكو".

وكانت بكين طرحت تلك الخطة خلال زيارة رئيس لجنة الشؤون الخارجية باللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وانغ يي إلى روسيا الأسبوع الماضي.

وأوضح بيسكوف، أن النقطة التي تتحدث حول أن "أمن أي دولة لا يمكن أن يتحقق على حساب دولة أخرى"، هي "نقطة بالغة الأهمية في الخطة الصينية، وتتماشى بالطبع مع نهجنا".

انفتاح لتحقيق الأهداف

وفي سياق متصل، أكد الناطق باسم الكرملين، أن "الرئيس الروسي، بوتين، كان وما زال منفتحا أمام أي اتصالات، تحقق أهداف روسيا بأية طريقة".

جاء ذلك ردا على سؤال حول ما إذا كانت موسكو مستعدة لإجراء اتصالات مع الغرب بشأن النزاع في أوكرانيا.

وأضاف: "الرئيس بوتين كان وما زال منفتحا أمام أي اتصالات، يمكنها مساعدة روسيا في تحقيق أهدافها، بأي طريقة كانت".

وتابع: "يفضل أن تكون تلك الطرق سلمية، وعلى طاولة المفاوضات، لكن إذا لم يكن ذلك ممكنا، فسيتم استخدام سبل عسكرية، وهو ما نراه الآن".

وبين أن "المستشار الألماني أولاف شولتز والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أكدا أنهما سيتواصلان مع بوتين لإيجاد مخرج للوضع في أوكرانيا، لكنها لم يقوما بأي مبادرات حقيقية".

لا فرصة لبحث التسوية

وبشأن أزمة أوكرانيا، قال بيسكوف إن "الوضع الراهن لا يتيح فرصة لمناقشة التسوية في أوكرانيا، لذا فإن العملية العسكرية الروسية ستستمر حتى تحقيق جميع أهدافها".

وأشار إلى أن "أي محاولة لوضع الأطروحات للتوجه نحو التسوية السلمية للقضية أمر مرحب به، لكن التفاصيل مهمة".

ولفت بيسكوف إلى أن "هناك بعض القوى السياسية في أوكرانيا يمكن بدء المفاوضات معها، ولكن بعد تحقيق أهداف العملية العسكرية فقط".

وبين أن "هناك قوى في أوكرانيا لا يعجبها نظام كييف الحالي، ومن الواضح أن جزءا من تلك القوى، ولو غير كبير، لا يزال موجودا في كييف، والجزء الآخر خارجها".

وأضاف أن المعارضين بأوكرانيا يتعرضون للخطر، لأن "النظام الموجود حاليا في كييف يلائم النازيين ومظاهر النازية في المجتمع الأوكراني".

التعددية القطبية

وفي سياق آخر، أكد المتحدث باسم الكرملين، أن "العالم يتجه نحو التعددية القطبية، حيث لا يوجد تقسيم للدول إلى طبقات متحضرة وفئات أخرى".

وأضاف بيسكوف: "نتجه نحو عالم يتساوى فيه الجميع، ويأخذ فيه الجميع في الاعتبار مخاوف بعضهم البعض، حيث يتفقون أو لا يوافقون، ولكن يكون لهم رأي متساو وينبغي أن يُسمع".

 حيث يكون الاستعمار الجديد غير مقبول. وربما، حيث يتم حل جميع المشاكل على طاولة المفاوضات بشكل فعلي".

وأشار بيسكوف إلى أنه قبل ذلك "لا يزال يتعين علينا الوصول إلى هناك".

ولفت إلى أن "إعادة إنشاء الاتحاد السوفيتي أمر مستحيل ولكن هناك أشكال مختلفة من الاندماج يمكن تطبيقها بين دول المنطقة".

وتابع: "من الواضح أننا الآن في فترة "انتقالية" وسيستغرق الأمر بعض الوقت. الطريق أمامنا سيكون "طويلا ومؤلما"، والآن يشهد العالم "بدايته الأولى".

وأضاف: "ترى العديد من الدول أن روسيا هي البادئ في هذه العملية. ولكن ليس فقط روسيا، هناك عدد من الدول التي تشاركنا هذا النهج. وهنا ننسق في تكاتف على الصعيد الدولي، ومن المهم بالنسبة لروسيا أن تبني مثل هذا النظام من العلاقات".