كييف ترد على "البيدق البيلاروسي" بـ"التفاف القرم" في لعبة البروباغندا
تحاول القيادة الأوكرانيا على ما يبدو احتواء تحريك روسيا بيدقا نوويا في البلد الجار بيلاروسيا، عبر مناورة "التفاف القرم".
فقبل أيام أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نشر أسلحة نووية في بيلاروسيا البلد الحليف، في خطوة بدت أقرب للدعاية الخشنة من أجل توجيه رسائل إلى عدة جهات.
ووصلت الرسالة الأولى لحلف شمال الأطلسي (الناتو) الحليف والداعم الرئيسي لأوكرانيا على أرض المعركة، وفيها من الوعيد بإبقاء الدعم تحت حاجز الخط الأحمر الروسي.
وربط مسؤولون روس بين نقل الأسلحة النووية إلى بيلاروسيا وإعلان بريطانيا مد أوكرانيا بقذائف تحتوي على اليورانيوم المنضب.
وتمتلك هذه النوعية من القذائف قدرة على اختراق الدروع، لكن في الوقت نفسه تشير التقارير إلى مسؤوليتها عن تلوث نووي يؤثر على الصحة العامة للسكان لفترات زمنية ممتدة.
وفي أعقاب الإعلان الروسي تراوحت ردود الفعل الغربية بين التقليل من شأن التصريح، وفي الوقت نفسه إدانة الخطوة وشجب التلويح باستخدام الأسلحة النووية.
لكن مراقبين يرون أن روسيا قد تلجأ بالفعل إلى ترسانتها النووية في حال شعرت بقرب الخسارة والفشل في تحقيق أي من أهدافها في البلد السوفياتي السابق، ويظل السؤال مفتوحا بشأن طبيعة الرد الغربي إذا ما أقدمت روسيا على خطوة من هذا القبيل.
مناورة "التفاف القرم"
لكن كييف أدركت على ما يبدو ضرورة الرد على النقلة الروسية على رقعة الإقليم، واختارت أوكرانيا الرد في شبه جزيرة القرم التي مدت روسيا سيطرتها عليها منذ 2014 وأعلنتها جزءا من أراضيها في خطوة أثارت غضبا دوليلا عارما وفرضت في أعقابها دول غربية عقوبات على موسكو.
واليوم الأحد، قال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن أوكرانيا أعدت خطة تتألف من 12 نقطة لشبه جزيرة القرم بمجرد استعادتها من روسيا.
وقال دانيلوف، عبر "فيسبوك"، إن الخطة تتضمن هدم جسر القرم الذي يوفر خط سكة حديد وطريقا بريا يربط بين شبه الجزيرة والبر الرئيسي الروسي عبر مضيق كيرتش.
وأضاف دانيلوف أن الخطة تشمل كذلك استبعاد كل من خدموا السلطات الروسية منذ الاستيلاء على شبه جزيرة القرم في 2014.
واستشهد دانيلوف باجتثاث النازية في ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية كنموذج.
وأشار إلى أنه من المقرر أن يتم محاكمة المتعاونين مع الروس وخونة الدولة الأوكرانية في المرحلة الثانية من الخطة، حيث يستهدف دانيلوف القضاة والمدعين العامين والعاملين في الأجهزة الأمنية.
ومن المقرر أن يتم طرد الروس الذين استقروا في شبه الجزيرة بعد شباط/فبراير 2014 وسيتم إلغاء مشتريات العقارات.
وقال دانيلوف "سيتم تنفيذ برنامج شامل لإزالة الدعاية الروسية السامة وتحييد آثارها على الوعي العام لجزء من السكان".
وأضاف أنه سيتم إطلاق سراح السجناء السياسيين، بمن فيهم العديد من تتار القرم، على الفور.
وفي الحرب التي لا تزال مستعرة في الأراضي الأوكرانية يرى راقبون أن الخطة بخصوص القرم هي أقرب للدعاية التي تهدف لزعزعة ثقة الروسي بالعملية المتواصلة منذ فبراير/شباط الماضي.
aXA6IDMuMTQ2LjE1Mi4xNDcg جزيرة ام اند امز