3 عوامل.. لماذا تأخر النصر الروسي بأوكرانيا؟
كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عما وصفته بـ"إخفاقات" للاستخبارات الروسية قبل الحرب على أوكرانيا.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن التحقيق الذي أجرته على مدار شهور، في هذا الشأن، استند إلى مجموعة من المواد الحساسة التي تتضمن اتصالات تم اعتراضها لعملاء استخبارات روس، بالإضافة إلى مقابلات معمقة مع كبار المسؤولين الأوكرانيين والأمريكيين والأوروبيين.
وأضافت الصحيفة أن فرعا سريا من جهاز الأمن الروسي شارك بشكل متعمق في خطة الحرب الفاشلة للكرملين، حيث أكد للمسؤولين في موسكو أن الحكومة الأوكرانية ستسقط سريعا وإرسال عملاء لتنصيب حكومة صورية.
وأوضحت الصحيفة أن الفرع التابع لجهاز الأمن الفيدرالي الروسي، ويعرف داخليا بإدارة المعلومات التشغيلية، نفذ على مدار سنوات عمليات سرية للتسلل إلى المؤسسات الأوكرانية، ودفع المال لساسة موالين لروسيا، ومنع البلاد من ترك فلك موسكو.
وبالرغم من التركيز الشديد على أوكرانيا، بحسب ما قاله مسؤولو استخبارات بالغرب، فإن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي فشل في فهم مدى القوة التي ستقاوم بها أوكرانيا، أو فهم ذلك بالفعل لكنه لم يستطع نقل مثل هذه المعلومات المزعجة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن ضباط جهاز الأمن الفيدرالي الروسي كانوا واثقين للغاية من أنهم سيسيطرون على مقاليد السلطة في كييف لدرجة أنهم أمضوا الأيام الأخيرة قبل الحرب يرتبون الإقامة في العاصمة.
وتظهر الاتصالات التي اعترضتها أجهزة الأمن الأوكرانية ضباط جهاز الأمن الفيدرالي يطلبون من زملائهم تفاصيل عن الشقق وغيرها من الأماكن التي قد يستخدمونها كمنازل آمنة، أو مساكن، أو قواعد للعمليات.
وقبل أيام من عبور القوات الروسية إلى أوكرانيا، بحسب مسؤولين، طلب من المخبرين بجهاز الأمن الفيدرالي إخلاء المدينة مع ترك مفاتيح المساكن للعملاء الروس الذين سيصلون بعدهم.
كما نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولي أمن أوكرانيين وغربيين أن الإدارة المسؤولة عن شؤون أوكرانيا بجهاز الأمن الفيدرالي الروسي خضعت لعملية توسع كبيرة خلال الفترة التي سبقت الحرب.
وازداد حجم الإدارة من حوالي 30 ضابطا عام 2019 إلى ما يصل إلى 160 عشية الحرب على أوكرانيا، بحسب ما قاله مسؤولون. وجرى تكليف فرق جهاز الأمن الفيدرالي بمناطق في أوكرانيا وشبكات من العملاء النائمين داخل البلاد.
وأشارت الصحيفة الأمريكية أيضًا إلى أن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي عمل أيضًا مع متعاونين بارزين، حيث كان من بين الحلفاء الأساسيين للجهاز الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، الذي فر إلى روسيا عام 2014، وفيكتور ميدفيد شوك، أوليجارشي أصبح زعيما مشاركا للحزب الرئيسي الموالي لروسيا بعد إقامة علاقات وثيقة مع بوتين.
وكان يانوكوفيتش في مركز مجموعة اجتمعت في بيلاروسيا أوائل مارس/آذار، وربما كانت في وضع يمكنها من الانقضاض والسيطرة على السلطة.
واجتمعت مجموعة ثانية من بينها أعضاء سابقون بحزب يانوكوفيتش بالأراضي في جنوب أوكرانيا التي سيطرت عليها القوات الروسية في وقت مبكر من الحرب.
وبالرغم من الإخفاقات المتكررة، ظل قادة جهاز الأمن الفيدرالي في مواقعهم وأعادت الوكالة ترتيب صفوفها، ووضع الضباط في مناوبات تستمر ثلاثة أشهر بالمناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية.
وقال مسؤولون أمريكيون وآخرون إنهم لم يروا أدلة على محاسبة بوتين لكبار المسؤولين على الأخطاء المكلفة. وبدلًا من ذلك، ظل مدير جهاز الأمن الفيدرالي ألكسندر بورتنيكوف، ورئيس الإدارة الأوكرانية بالجهاز سيرجي بيسيدا، في مناصبهما، حيث يشرفان على جهود الحرب.