كل ما تريد معرفته عن كييف.. "العاصمة الأم"
حين تشبث الرئيس الأوكراني بالبقاء في كييف تحولت العاصمة إلى رمز "للمقاومة والصمود" بوجه القوات الروسية الرابضة على مشارفها.
ومنذ اليوم الأول للحرب الروسية الأوكرانية التي بدأت الخميس 24 فبراير/شباط الماضي، يسعى الرئيس فلاديمير بوتين إلى دخول كييف والإطاحة بنظام زيلنيسكي وتنصيب حكومة موالية لموسكو.
أهمية تاريخية
كييف هي المدينة الرئيسية وعاصمة أوكرانيا، وتتمتع بتاريخ عريق وباعتبارها مركز "كييف روس" أو "روس الكيفية"، أول دولة سلافية منذ أكثر من ألف عام، حصلت على لقب "أم المدن الروسية".
وتقع كييف في شمال وسط أوكرانيا على طول نهر دنيبر، وفي الأول من يناير/كانون الثاني لعام 2021، كان عدد سكانها أكثر من 2.9 مليون نسمة، ما يجعلها سابع أكثر مدينة اكتظاظا بالسكان في أوروبا.
وكثيرًا ما ينظر الروس إلى كييف- التي كانت في أحد الأوقات مركز كييف روس في العصور الوسطى- على أنها مهد أمتهم، لا سيما أن العاصمة الروسية الحالية موسكو تأسست فيما بعد عام 1147.
تاريخ ثقافي
وينحدر منها كتاب مشهورون يتحدثون الروسية، مثل نيقولاي جوجل وميخائيل بولغاكوف، وكذلك الثائر الشيوعي ليون تروتسكي، والزعيم السوفيتي ليونيد بريجنيف، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وتحتل العاصمة الأوكرانية أهمية صناعية وعلمية وتعليمية، كما تمثل مركزًا ثقافيا في أوروبا الشرقية؛ فهي موطن للصناعات ذات التكنولوجيا المتطورة، ومؤسسات التعليم العالي، والمعالم التاريخية. كما لديها نظام شامل للنقل العام وبنية تحتية، بما في ذلك مترو كييف.
لماذا سميت كييف؟
ويقال إن اسم المدينة مشتق من كيي، أحد مؤسسيها الأربعة الأسطوريين.
وعلى مدار تاريخها -حيث تعتبر كييف إحدى أقدم المدن في أوروبا الشرقية- مرت بعدة مراحل من الشهرة والوقوع في غياهب النسيان، وربما كانت المدينة موجودة كمركز تجاري منذ القرن الخامس.
وباعتبارها مستوطنة سلافية على الطريق التجاري العظيم بين الدول الإسكندنافية والقسطنطينية، كانت كييف تابعة للخزر حتى استولى عليها "الفايكينج" في منتصف القرن التاسع، وتحولت تحت حكمهم إلى عاصمة "كييف روس"، أول دولة للسلافية الشرقية.
غزو المغول
وبعد تدميرها تماما خلال غزو المغول عام 1240، خسرت المدينة معظم نفوذها على مدار القرون التالية، وكانت عاصمة إقليمية ذات أهمية هامشية على أطراف الأراضي التي تسيطر عليها دول مجاورة قوية، أولًا ليتوانيا، ثم بولندا، وروسيا في النهاية.
وازدهرت المدينة مجددا خلال الثورة الصناعية للإمبراطورية الروسية نهاية القرن التاسع عشرة.
وفي عام 1918، وبعد إعلان استقلال جمهورية أوكرانيا الشعبية عن روسيا السوفيتية، أصبحت كييف عاصمتها.
ومن عام 1921 وما بعده، كانت كييف مدينة تابعة لأوكرانيا السوفيتية، ودمرت المدينة بالكامل تقريبًا خلال الحرب العالمية الثانية، لكن سرعان ما تعافت خلال السنوات التي تلت الحرب، وظلت ثالث أكبر مدينة بالاتحاد السوفيتي.
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي واستقلال أوكرانيا عام 1991، ظلت كييف عاصمة أوكرانيا وشهدت تدفقا مطردا للمهاجرين من أصل أوكراني من مناطق أخرى من البلاد.
وخلال تحول البلاد إلى اقتصاد السوق وديمقراطية انتخابية، ظلت كييف أكبر وأغنى مدينة في أوكرانيا.
وتراجع إنتاجها الصناعي الذي يعتمد على التسلح بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ما أثر سلبا على العلوم والتكنولوجيا، لكن سهلت القطاعات الجديدة للاقتصاد مثل الخدمات والتمويل نمو كييف في الرواتب والاستثمار، بالإضافة إلى تمويل تنمية الإسكان والبنى التحتية الحضارية.
وتبدلت صورة المدينة من النسق السوفيتي إلى النسق الليبرالي خلال الأعوام التي تلت استقلالها عام 1991 خاصة أن تدفق المهاجرين من أصول أوكرانية وجذبها لمهاجرين من دول في أوروبا الشرقية، حوّلها إلى مدينة متحركة سياسيا.
aXA6IDMuMjEuNDYuMjQg جزيرة ام اند امز