أوكرانيا في الجامعة العربية.. رسائل تقارب تنشد الدعم
طالب المبعوث الخاص لأوكرانيا بأن تحظى القضية الأوكرانية بقسط كبير واهتمام خاص ضمن جدول أعمال القمة العربية المرتقبة في الجزائر.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها المبعوث الأوكراني لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا، السفير ماكسيم صبح، اليوم الخميس، عبر الفيديو كونفرانس بجلسة لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين برئاسة لبنان، وبناء على طلب من دولة أوكرانيا.
وقال إن الحكومة الأوكرانية ترغب في عقد مؤتمر القمة الثاني لمنطقة القرم تحت رعاية لرئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي والذي سينعقد افتراضيا في الـ23 من الشهر الجاري، عشية احتفال أوكرانيا بالذكرى الواحدة والثلاثين للاستقلال.
ودعا الرؤساء العرب للمشاركة الافتراضية في تلك القمة من خلال إلقاء كلمة ترحيبية قصيرة أو إرسال تسجيل مصور لزعماء البلدان العربية، مما سيسهم في الإنهاء العاجل للحرب الدائرة في أوكرانيا ووقف إراقة الدماء.
زيادة التعاون العربي الأوكراني
وأعرب السفير عن استعداد بلاده للمساهمة في التغلب على تجاوز المشاكل والقضايا الساخنة في الشرق الأوسط وأفريقيا لا سيما في منطقة الساحل الأفريقي. وتطمح في المقابل في دعم الدول العربية لها من "أجل مواجهة الإجراءات غير القانونية والإجرامية التي تقوم بها روسيا".
وأعرب عن اعتقاده بأن الدعم الفعال لأوكرانيا من طرف الدول الأعضاء في الجامعة العربية في مقاومتها للهجوم الروسي، لن يتعارض مع مبادئ السياسة الخارجية للدول العربية الداعية إلى احترام سيادة الدول واستقلالها وسلامة أراضيها، وحرمة حدودها المعترف بها دوليا، وعدم استخدام القوة لحل النزاعات وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وبين أن "تنصيب الممثل الخاص لأوكرانيا لشؤون الشرق الأوسط وأفريقيا ما هو إلا دليل على الأولوية القصوى التي توليها أوكرانيا وقيادتها لتكثيف حوارها السياسي مع البلدان العربية، وتطوير التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري وتفعيل الاتصالات في مجال الزراعة والأمن الغذائي والطاقة والنقل والطيران وبناء السفن والاستغلال السلمي للفضاء وكذلك التعليم والرعاية الصحية والسياحة وتعميق التعاون والتنسيق في إطار الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية المؤثرة".
وعن قضايا الشرق الأوسط، نوه إلى أن كييف حريصة على الالتزام بمواقفها المتوازنة وغير المنحازة بشأن عملية السلام في الشرق الأوسط رغبة منها في تطوير علاقات مستقرة وبناءة مع جميع الدول العربية وإسرائيل.
وأكد تأييد أوكرانيا لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني في إطار القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة على أساس مبدأ حل الدولتين -إسرائيل وفلسطين- اللتين تعيشان جنبا إلى جنب في سلام وأمان.
وفيما يتعلق بمسألة الوضعية القانونية للقدس الشريف، أشار إلى أنه لا بد من مراعاة القانون الدولي وتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
قضايا الشرق الأوسط واليمن
وحول ليبيا، أعرب عن أمله بأن تنتهي الفترة الانتقالية الراهنة بنجاح عبر إجراء انتخابات نزيهة وشفافة من أجل تمكين الشعب الليبي من التوصل إلى حلول توافقية تنهي الاحتقان السياسي وتجمع بين جميع الفرقاء بغية ضمان ازدهار ليبيا واستقرارها سياسيا وأمنيا واقتصاديا.
أما اليمن، أكد إدانة أوكرانيا لهجمات الحوثيين التي تعرضت لها مرارا كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، وتابع "في هذا الصدد نأمل بأن تفضي الهدنة القائمة في اليمن إلى حل شامل للنزاع الدائر في اليمن يؤدي إلى إحلال سلام عادل ودائم هناك".
كما دعا كل من الجزائر والمغرب إلى تكثيف الجهود الدبلوماسية من أجل إطلاق عملية تفاوضية لتقريب وجهات النظر وتسوية الملفات العالقة بين هذين البدلين الصديقين لأوكرانيا.
ودعا إثيوبيا ومصر والسودان إلى تسوية تفاوضية للأزمة المتعلقة بسد النهضة، مؤكدا إيمان بلاده الراسخ بأن قضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية لدول المنطقة لا ينبغي أن تُحل على حساب أمن وسلامة شعوبها.
كما أكد أن بلاده مضطرة لقطع علاقاتها الدبلوماسية مؤخرا مع سوريا بعد اعترافها مؤخرا بما يسمى "استقلال" الأراضي الأوكرانية مؤقتا في منطقتي دونيتسك ولوهانسك، إذ يعد ذلك "عملاً غير ودي تجاه أوكرانيا".
الحرب مع روسيا
وعن أزمة بلاده والحرب مع روسيا، أكد أن "ما تقوم به روسيا ليس مجرد حرب جديدة، بل محاولة لطمس الهوية الأوكرانية ومحو سيرة الأوكرانيين من كتب التاريخ وحرمانهم من مكانتهم بين أسرة الدول الحرة".
وتابع أن "روسيا تسعى إلى توسيع دائرة نفوذها في كل مكان من العالم، بما في ذلك في العالم العربي، والآن نحن نشهد كيف تحاول روسيا ممارسة التحريض والتدخل في النزاعات الإقليمية من أجل زيادة نفوذها كما هي الحال في بعض البلدان العربية التي لا تزال تشهد حالة من عدم الاستقرار الداخلي والتناحر".
وأكد "القانون والحق إلى جانبنا، وهو الأمر الذي تجلى بوضوح في قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت عنوان "العدوان على أوكرانيا" الذي تم تبنيه في 2 مارس/آذار 2022، والذي يطالب الاتحاد الروسي بالتوقف الفوري عن الاستخدام غير القانوني للقوة ضد أوكرانيا وسحب جميع قواته من الأراضي الأوكرانية".
أزمة الغذاء
ولفت إلى أنه مع كل يوم من استمرار الحرب، تظل الأسواق العالمية، بما فيها أسواق البلدان العربية في أمس الحاجة للإمدادات من أوكرانيا من مختلف أنواع المنتجات كالقمح والزيت والشعير وغيرها من السلع الأوكرانية المشهورة.
وأضاف أنه "نتج عن هذا الوضع المتأزم ضغوطات كبيرة على أسعار المواد الغذائية، ليس فقط في البلدان العربية والأفريقية، وإنما أيضا في جميع أنحاء العالم لا سيما الدول الأشد فقرا".
وتابع السفير "اليوم لدينا في أوكرانيا أكثر من 20 مليون طن من الحبوب يمكن تصديرها بشكل أساسي إلى الدول العربية والأفريقية".
aXA6IDMuMTQ1LjE2OS4xMjIg جزيرة ام اند امز