"نيوستارت" حائرة بين أمن روسيا ومخاوف الغرب
ما زالت معاهدة "نيو ستارت" للحد من انتشار الأسلحة النووية تثير جدلا بين روسيا والغرب رغم تعليق موسكو مشاركتها فيها.
فنائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، قال اليوم الثلاثاء، إن تعليق مشاركة موسكو في معاهدة نيو ستارت مع الولايات المتحدة أتاح لموسكو فرصا جديدة لضمان أمنها.
وكان الرئيس فلاديمير بوتين أعلن في فبراير/شباط الماضي، انسحاب بلاده من المعاهدة، التي تعتبر آخر معاهدة متبقية للحد من انتشار الأسلحة النووية بين القوتين العظميين.
وبرر مسؤولون روس القرار بأنه "من الحماقة مشاركة المعلومات المتعلقة بالقدرات النووية لروسيا مع الولايات المتحدة التي يمكن أن تنقل هذه المعلومات إلى أوكرانيا".
وتشن روسيا عملية عسكرية خاصة واسعة النطاق في أوكرانيا، منذ فبراير/شباط 2022، وهي الحرب التي تعارضها واشنطن والدول الغربية بشدة، وفرضت بسببها عقوبات مشددة على موسكو.
ونقلت وسائل إعلام روسية عن ريابكوف قوله "حصلنا لأنفسنا على فرص إضافية لضمان أمننا".
وقال إن "الولايات المتحدة تستخدم أي قناة وأي نافذة للتعرف على طبيعة وضعنا العسكري، لذا فإن تعليق عمليات التفتيش واتفاقيات مشاركة البيانات من خلال معاهدة نيو ستارت سيعرقل نشاط المخابرات الأمريكية في جمع المعلومات".
وتقول روسيا إنها ستواصل الالتزام بالقيود المفروضة على عدد الرؤوس الحربية النووية التي يمكن نشرها بموجب معاهدة نيو ستارت على الرغم من تعليق مشاركتها.
إلا أن ريابكوف دعا الغرب إلى أن يأخذ في الحسبان قرار روسيا الخاص بنشر أسلحة نووية تكتيكية في روسيا البيضاء.
وقال: "على خصومنا أن يدركوا حقيقة ما يحدث حولهم.. لا تصعدوا، لا تستفزونا".
ما هي نيو ستارت؟
تختص المعاهدة الموقعة عام 2010 بتحديد عدد الرؤوس الحربية النووية الاستراتيجية التي يمكن لكل جانب نشرها.
وأعلن الرئيس الروسي بوتين الشهر الماضي تعليق مشاركة موسكو في المعاهدة، متهما الولايات المتحدة بمحاولة إلحاق "هزيمة استراتيجية" بروسيا في أوكرانيا.
و"نيو ستارت" هي اختصار لـ"معاهدة تخفيض الأسلحة الهجومية الاستراتيجية"، وهي الأحدث ضمن سلسلة معاهدات نووية بين الولايات المتحدة وروسيا (الاتحاد السوفياتي سابقا)، الدولتين اللتين تمتلكان معظم الأسلحة النووية بالعالم.
ووضعت المعاهدة حدا أقصى للأسلحة النووية "الاستراتيجية" بـ700 صاروخ باليستي عابر للقارات وصاروخ باليستي يطلق من الغواصات وقاذفات ثقيلة، و1500 رأس حربي نووي محمل على صواريخ باليستية عابرة للقارات، بالإضافة إلى 800 قاذفة صواريخ باليستية عابرة للقارات منشورة وغير منشورة.
وتسمح المعاهدة لكل دولة بتفتيش المواقع النووية للطرف الآخر 18 مرة في السنة، لضمان الامتثال للاتفاق، وكان مقررا تمديدها حتى فبراير/شباط 2026.
والشهر الماضي، أعلن ريابكوف أن الاتصالات ما زالت مستمرة بين موسكو وواشنطن بشأن معاهدة نيو ستارت.
وقال إن "روسيا والولايات المتحدة لا تزالان على اتصال بشأن معاهدة نيو ستارت للأسلحة النووية، على الرغم من أن موسكو علقت مشاركتها في المعاهدة".
وأضاف أنه ليست لديه توقعات بإحراز تقدم كبير من الاتصال بين موسكو وواشنطن.