القمة الروسية الأفريقية.. موسكو تقارع واشنطن على "ملعب النفوذ"
لا يزال صراع النفوذ الروسي الأمريكي مستمرا وينتقل من مكان لآخر، وسط مساعٍ منهما لتحقيق وجود استراتيجي يسحب به كل طرف البساط من تحت قدمي الآخر.
وبين الأهداف "النبيلة" المعلنة للتعاون بين البلدين التي تتنوع تارة بين "الاقتصادي" وتارة بين "التجاري" وأخرى نحو "العسكري"، تكمن المنافسة "الناعمة" بين البلدين نحو القارة السمراء، ومنه تسعى روسيا لقمة ثانية مقررة في نهاية يوليو/تموز بسانت بطرسبرغ.
- الحرب الروسية الأوكرانية.. الاتحاد الأفريقي يشكو "العنصرية"
- "زواج مأزوم" ونفوذ على المحك.. ماكرون يتحدى روسيا في أفريقيا
صراع نفوذ، سبقتهما إليه الصين بشراكات اقتصادية واسعة وتعاون تنموي مع تلك الدول التي تعاني اقتصاديا وسياسيا، فيما تعاني فرنسا من تآكل نفوذها على خلفية "ماضيها الاستعماري".
اتهامات روسية
وبين التنافس الخفي والعلني تتهم كل دولة منهما الأخرى بمحاولة بسط النفوذ والسيطرة على الدول الأفريقية.
وآخر تلك الانتقادات والاتهامات ما وجهه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف للولايات المتحدة بـ"محاولة تدمير القمة الروسية المزمعة مع الدول الأفريقية في إطار الجهود الرامية لعزل موسكو".
وخلال تصريحات صحفية، أكد لافروف، الثلاثاء، أن "موسكو تختلف عن الدول الغربية في علاقاتها مع أفريقيا حيث أننا "لا نخبر شركائنا الأجانب أبدا كيف يُفترض أن يعيشوا. ليس لدينا جدول أعمال سري".
وولفت إلى أن "الولايات المتحدة وأتباعها يبذلون قصارى جهدهم لعزل روسيا دوليا... (لكنهم) على وجه الخصوص يحاولون نسف القمة الروسية الأفريقية الثانية المزمع عقدها، لإقناع أصدقائنا الأفارقة بعدم المشاركة".
لم ترد وزارة الخارجية الأمريكية بعد على طلب للتعليق خارج ساعات العمل.
ثقة روسية
وتعبيرا عن ثقته في متانة العلاقات الروسية الأفريقية، أكد لافروف أن "فرص إلحاق الضرر بالقمة تتضاءل على أي حال لأن عدد الدول المستعدة لفعل كل ما تطلبه منها القوى الاستعمارية السابقة يقل يوما بعد يوم".
وتابع: "لذلك ستستمر محاولات التدخل في تعاوننا مع دول جنوب العالم وشرقه، لكن هيهات أن تنجح".
ومنذ اندلاع العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ومحاولات الغرب لنبذ روسيا وعزلها دوليا ركزت موسكو جهودها على دول في آسيا وأفريقيا.
وحرص لافروف للغاية على تعزيز تلك العلاقات، حيث زار القارة مرتين هذا العام بالإضافة إلى جولة في منتصف 2022.
وعلى مدى 10 أيام، أجرت جنوب أفريقيا هذا العام تدريبات عسكرية على مدى عشرة أيام مع الجيشين الروسي والصيني.
القمم السابقة
وتعد تلك القمة التي تستعد موسكو لعقد مع الدول الأفريقية هي الثانية من نوعها، المقررة في نهاية يوليو/تموز في سانت بطرسبرغ، بما في ذلك العمل في مشروعات البنية التحتية والتكنولوجيا والطاقة.
ومن المقرر أن يحضر فعاليات قمة سوتشي زعماء 43 دولة أفريقية، إضافة إلى تمثيل 11 بلدا على مستوى نواب الرؤساء أو وزراء الخارجية أو السفراء، بحسب تأكيدات موسكو.
وحظيت فعاليات القمة السابقة التي عقدت في سوتشي، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2019، على أجندة حافلة تصدرتها ملفات التعاون العسكري والأمني ومكافحة الإرهاب، والجريمة العابرة للحدود وغيرها من التحديات والتهديدات للأمن الإقليمي والعالمي.
ولتدارك الوضع وبعدها، وتحديدا في 2022، استضاف الرئيس الأمريكي جو بايدن قمة زعماء الولايات المتحدة وأفريقيا في 2022 بواشنطن، سعيا منه لتعزيز تحالفات مع دول القارة تواجه النفوذ الروسي والصيني المتزايد، قبل أن تعلن روسيا عن تكرار قمتها السابقة.
aXA6IDE4LjIyNC42My4xMjMg
جزيرة ام اند امز