في أوكرانيا.. عدو جديد يظهر وروسيا تراهن على «حرب الخنادق»
بينما بدأت إرهاصات فصل الخريف تعلن عن وصولها، كثف الجيش الروسي من هجماته بأوكرانيا؛ آملا أن تقوده تلك الاستراتيجية لتحقيق مزايا تكتيكية قبل أن تعوق التضاريس الموحلة حركة قواته.
ووفقا لمعهد دراسة الحرب، فإن روسيا تنفذ عمليات بوتيرة عالية، خاصة حول خاركوف وبوكروفسكي، بهدف تحقيق تقدم كبير قبل أن تحد أمطار الخريف وثلوج الشتاء من قدرة دباباتها ومدرعاتها على المناورة.
ويقول موقع «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكي، إن روسيا تعتمد على هجمات المشاة الجماعية، مما اضطر بعض الوحدات إلى استخدام وسائل نقل مثل المركبات المدنية وحتى عربات الجولف.
وأشار إلى أن تلك الاستراتيجية تعيد إلى الأذهان حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى، مما سلط الضوء على التحديات في تبني تكتيكات حرب المناورة الحديثة.
عدو روسيا الجديد في أوكرانيا
ويبذل الجيش الروسي جهودا حثيثة لتحقيق نجاحات تكتيكية إضافية قبل أن تحد الظروف الجوية من قدرة المركبات المدرعة والدبابات من القيام بمهامها.
ورغم أن الجيش الروسي ليس مشهوراً بقدراته في مجال حرب المناورة، فإنه يحاول الاستفادة من تفوقه في الآليات والمعدات، في أجزاء من خط التماس لكسب المزيد من الأرض قبل أن تحول الأمطار والثلوج القادمة ساحة المعركة إلى مستنقع.
وتسعى القيادة العسكرية الروسية إلى تحقيق نتائج تكتيكية من خلال الهجمات الآلية قبل أن تجعل الظروف الجوية الأرض صعبة.
وبحسب تقديرات معهد دراسات الحرب الأخيرة، فإنه من المرجح أن تكون القيادة العسكرية الروسية قد أمرت القوات الروسية بتنفيذ وتيرة عالية نسبيًا من الهجمات الآلية في أوكرانيا لتحقيق تقدم تكتيكي كبير قبل أن تقيد ظروف الأرض الموحلة في خريف عام 2024 المناورات الروسية.
ويؤكد مسؤولون دفاعيون أوكرانيون أن القوات الروسية تستخدم وحدات آلية بشكل متزايد في ساحة المعركة، وخاصة في اتجاه خاركوف وبوكروفسك.
وفي كل خريف، تحول الأمطار والطقس السيئ الطرق والحقول الجافة إلى كارثة موحلة، بحسب معهد دراسة الحرب، الذي أضاف: «من المرجح أن تؤدي الظروف الجوية السيئة في خريف عام 2024 وأوائل شتاء 2024 إلى 2025 إلى تعقيد وتقييد المناورة الميكانيكية والمشاة، لكن القوات الروسية قد تسعى إلى الحفاظ على ضغطها الهجومي المستمر في شرق أوكرانيا، رغم هذه الصعوبات».
قدرات أوكرانية
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن الجيش الأوكراني يتمتع بـ«قدرات قوية مضادة للدبابات والدروع، مع وفرة من أنظمة الأسلحة الفردية، مما أفقد روسيا عشرات الآلاف من أنظمة الأسلحة الثقيلة، بما في ذلك الدبابات القتالية الرئيسية ومركبات المشاة القتالية وناقلات الجنود المدرعة».
وأشار إلى أنه في محاولة من روسيا لتقليل خسائرها تلك، لجأت في بعض الحالات، إلى استخدام عربات الجولف للاقتراب من المواقع الدفاعية الأوكرانية.
ويقول معهد دراسة الحرب إن «ظروف الطقس الخريفية من المرجح أيضًا أن تقيد مناورة المشاة الروسية، ومن المرجح أن تأمل القيادة العسكرية الروسية في أن تؤدي التطورات التي يمكن لقواتها تحقيقها الآن إلى الحد من عدد الحقول المفتوحة التي سيتعين على المشاة الروسية عبورها بعد تدهور الظروف الجوية».
وفي محاولة من روسيا للتغلب على تلك المصاعب، كثفت هجماتها مستخدمة مزيجًا من الدبابات القتالية الرئيسية ومركبات المشاة القتالية بدمج أنظمة الأسلحة هذه وقدراتها معا، لتعظيم الفرص في ساحة المعركة وتحقيق نتائج أفضل.