الفرار من إسرائيل.. من هو الملياردير الروسي الهارب من "طوفان الأقصى"؟
لم يستطع الملياردير الروسي ميخائيل فريدمان أن يصمد أمام أحداث "طوفان الأقصى" التي فرضت ترتيبات جديدة في فلسطين، لهذا فر هارباً إلى موسكو.
هكذا عاد الملياردير فريدمان إلى روسيا، من حيث جاء، بعدما ترك المملكة المتحدة واتجه إلى إسرائيل قبل أسبوع من إطلاق حركة "حماس" طوفان الأقصى.
اختار فريدمان إسرائيل كملجأ له بسبب العقوبات المفروضة عليه من العديد من الدول من بينها المملكة المتحدة وأمريكا، لكنه مع الوقت ربما شعر بأن إسرائيل ليست سوى دولة محتلة تعيش اضطرابات اقتصادية وسياسية حادة على المستوى الداخلي.
ويبدو أن فريدمان سيعيش حياته مطاردا بين عدة دول، حيث أكد قبل أسابيع أنه لن يستطيع العيش في المملكة المتحدة في ظل العقوبات المفروضة عليه، وذلك في معرض حديثه بشأن قراره الانتقال إلى إسرائيل.
في تصريحاته لبعض وكالات الأنباء، حاول فريدمان حفظ ماء وجهه، زاعما أنه سيعود إلى إسرائيل مجددا، حيث قال "قبل أسبوع انتقلت إلى إسرائيل، أما الآن فقد توجهت إلى موسكو بسبب الوضع الحالي، عندما تستقر الأمور، أخطط للعودة إلى إسرائيل والعيش هناك بشكل دائم".
ولد فريدمان في 21 أبريل 1964 في لڤيڤ، أوكرانيا، وهو رجل أعمال أوكراني - روسي من الأوليگارك (المليارديرات الروس). وتخرج فريدمان من معهد موسكو للصلب والسبائك عام 1986. وفي الثمانينيات، عندما كان طالباً، كان يعمل في بيع تذاكر المسرح.
وفي عام 1988 بدأ فريدمان عمله في التجارة والخدمات المالية، قبل أن يؤسس شركة "كونسورتيوم مجموعة ألفا" عام 1989. وهو الآن رئيس مجلس إدارة هذه المجموعة، والتي تعتبر واحدة من أكبر المجموعات الاستثمارية الخاصة في روسيا.
وفي عام 2011، بلغت ثروته 15.1 مليار دولار، ليصبح سابع أغنى رجل في روسيا، وواحد من أغنى 20 يهوديا في العالم. ويشتهر بميله لتمويل مشاريع داعمة للهوية اليهودية.
ووفقاً للمعلومات المتوافرة حول سيرته الذاتية، فإن فريدمان، الذي يجمع بين الجنسيتين الإسرائيلية والروسية، هو مؤسس ومساهم رئيسي في شركة "ألفا غروب" (Alfa Group)، التي تضم أكبر بنك خاص في روسيا.
وقد انتقل إلى لندن في عام 2013 بعد أن باع هو وشركاؤه حصتهم في شركة "تي إن كيه - بي.بي" (TNK-BP) إلى شركة النفط الروسية العملاقة "روسنفت" المملوكة للدولة، في صفقة حصلوا بموجبها على 14 مليار دولار.
وقد فرض الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة عقوبات على فريدمان وشركائه بعد فترة وجيزة من غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير 2022. كما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه في أغسطس الماضي، بينما كان يعيش في لندن.
وعاد فريدمان إلى روسيا على الرغم من الانتقاد الذي وجهه الكرملين إلى كبار رجال الأعمال الذين اختاروا العيش في الخارج، في الوقت الذي دخل فيه الرئيس فلاديمير بوتين مواجهة مع الولايات المتحدة وحلفائها بسبب الحرب في أوكرانيا.
ففي فبراير الماضي، قال بوتين للمشرعين إن رجال الأعمال الروس الذين نقلوا أصولهم وعائلاتهم إلى الخارج يجب أن يدركوا أنهم سيظلون "غرباء من الدرجة الثانية"، حتى لو كانوا حاصلين على درجات "إيرل" ونبلاء وأعياناً في البلدان التي احتضنتهم.