"تليجراف": كولونيل بالجيش الروسي بين المتورطين في تسميم سكريبال
تحقيق صحفي يكشف هوية أحد المتورطين في محاولة قتل الجاسوس الروسي في بريطانيا، ويدعي كذب الرواية الروسية بأن المتهمين "مدنيين" أبرياء.
كشف تحقيق صحفي بريطاني عن أن أحد القتلة المطلوبين في بريطانيا بتهمة محاولة اغتيال الجاسوس الروسي سيرجي سكريبال وابنته يوليا هو الكولونيل الروسي أناتولي فلاديميروفتش تشيبيجا الحاصل على وسام "بطل روسيا الاتحادية".
وخلص التحقيق الذي أجرته منظمة "بيلينج كات" البريطانية للتحقيقات الصحفية إلى تشيبيجا انتحل شخصية "روسلان بوشيروف"، وزار مدينة ساليزبري حيث يعيش سكريبال تحت ادعاء زيارته لمعالم المدينة برفقة "ألكساندر بيتروف" غير المعروف هويته بعد، بل وأصر كلاهما على عدم وجود أي صلة لهما بهجوم غاز الأعصاب "نوفيتشوك".
وأشار التحقيق، الذي أجرته المنظمة بالتعاون مع صحيفة "تليجراف"، إلى أن تشيبيجا (39 عاما) هو قائد في مخابرات الجيش الروسي وحائز على أعلى وسام وطني في البلاد وتسلمه في 2014 خلال احتفالية اتسمت بالسرية شخصيا من الرئيس فلاديمير بوتين، ما يكذب ادعاء الرئيس الروسي بأن المتهمين في قضية سكريبال ليسوا إلا "مدنيين" أبرياء.
ودرس تشيبيجا في أكاديمية قيادة الجيش الروسي في الشرق الأقصى، حسب موقع الأكاديمية الذي يصنف تشيبيجا كأحد خريجيه الحاصلين على وسام "بطل روسيا الاتحادية"، كما قاتل في صفوف قوات النخبة الخاصة الروسية "سبيتسناز" تحت قيادة وحدة "جي آر يو" لمدة 17 عاما وعمل كجاسوس لمدة 9 أعوام على الأقل، ما يؤكد اتهام رئيسة الوزراء البريطانية تريزا ماي للرجلين الروسيين بأنهما تابعان لوحدة "جي آر يو"، إحدى وحدات استخبارات الجيش الروسي.
وحصل تشيبيجا على أكثر من 20 جائزة ووسام "بطل روسيا الاتحادية"، إلا أنه على عكس معظم الحائزين على الوسام، لم تتوافر معلومات عنه على موقع الأكاديمية، رغم أن أن الميدالية الرفيعة يتلقاها أشخاص قليلون كل عام من الرئيس الروسي شخصيا.
ورغم وجود نصوص تفصيلية عن إنجازات الحاصلين على الوسام الرفيع من خريجي أكاديمية قيادة الجيش الروسي في الشرق الأقصى على موقعها الإلكتروني، وبينهم تشيبيجا، إلا أن الموقع لم يضع أي تفاصيل حول المشتبه به، قائلا فقط: "أناتولي فلاديميروفتش تشيبيجا حصل على اللقب الشرفي بطل روسيا الاتحادية بأمر من رئيس روسيا الاتحادية".
وتشير سرية تقليد تشيبيجا بالوسام الوطني وتوقيت حصوله عليه في 2014، إلى أنه كان لمكافأته على أعماله ومشاركته في أوكرانيا؛ خاصة وأن روسيا آنذاك لم تكن منخرطة في القتال بالشيشان أو سوريا.
وقال ضابط سابق في الجيش الروسي، لم يذكر اسمه، للصحيفة البريطانية، أن الرتبة الرفيعة والخبرة التي يتحلى بها الكولونيل الروسي تشيبيجا، تشيران بشدة إلى أن العملية جاءت من أعلى مستوى في موسكو، مضيفا أن محاولات الاغتيال الأقل أهمية يتم تنفيذها على يد ضباط أقل رتبة.
aXA6IDMuMTMzLjE0NS4xNyA= جزيرة ام اند امز