تسمم بريطانيين بغاز الجاسوس الروسي.. القصة الكاملة
لم يوضح نيل باسو المسؤول الكبير بشرطة مكافحة الإرهاب البريطانية كيف وأين تعرض الضحيتان لغاز الأعصاب؟
يرقد بريطانيان، رجل وامرأة، حالياً في حالة غيبوبة داخل مستشفى جنوب غربي إنجلترا، جراء التسمم بغاز الأعصاب المعروف باسم نوفيتشوك، وهو نفسه الذي استخدام خلال الهجوم على الجاسوس الروسي السابق وابنته منذ أربعة أشهر، بحسب ما أعلنت شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية.
وذكرت السلطات أنه تم العثور على البريطانيين: تشارلي رولي (45 عامًا) ودون ستورجيس (44 عامًا)، فاقدي الوعي نهاية الأسبوع بمنزل في أمسبري، على بعد بضعة أميال من المكان الذي شهد خلال مارس/آذار حادث تسميم الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا.
- بريطانيا.. شخصان يتعرضان لمادة مجهولة قرب بلدة سالزبري
- أزمة الجاسوس المزدوج بين روسيا وبريطانيا .. القصة الكاملة
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن علماء بمختبر الأبحاث العسكري البريطاني "بورتون داون" أجروا اختبارات لتحديد نوع المادة المستخدمة.
ماذا حدث؟
ذكرت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أن رولي وستورجيس يعيشان في أمسبري، المدينة التي يقطن بها أقل من 10 آلاف نسمة وتبعد نحو 20 دقيقة بالسيارة من بلدة سالزبري، التي شهدت حادث تسمم الجاسوس الروسي وابنته.
وقال نيل باسو، المسؤول الكبير بشرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، إن المسعفين وصلوا أمسبري بعد تلقيهم اتصالا بانهيار ستورجيس، ثم جاءوا ثانية في نفس اليوم بعد إصابة رولي.
وقال أصدقاء وأسرة الزوجين، إنهما قاما برحلة من أمسبري إلى سالزبري، الجمعة، ووفقا للسلطات، عندما كانا هناك لم يزورا أي موقع ذات الصلة بقضية سكريبال.
في البداية اعتقد الأطباء أنهما تعرضا لمساحيق مثل الهيروين أو الكوكايين، لكن الأعراض التي بدت عليهما أثارت مخاوف الأطباء ليضعوا في اعتبارهم استخدام غاز نوفيتشوك كاحتمال جدي.
وأوضح باسو أن السلطات تلقت نتائج الاختبارات، مساء الأربعاء، بتأكيد تعرض الزوجين للغاز.
ما صلة الحادث بقضية سكريبال؟
بعيدا عن حقيقة أن الأشخاص الأربعة تعرضوا لغاز الأعصاب نفسه، من غير الواضح أي صلة بين القضيتين.
فقد عثر على سيرجي سكريبال وابنته يوليا على مقعد إحدى الحدائق في سالزبوري في مارس/آذار، وتعتقد السلطات أنهما تعرضا لغاز نوفيتشوك داخل منزلهما، وتم توصيف حالتهما بالحرجة، وبقيا في المستشفى لعدة أسابيع قبل مغادرتهما.
وتسبب حادث مارس/آذار في أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وروسيا بعدما ألقى المحققون البريطانيون ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية باللوم على موسكو في الهجوم.
من جانبها، أنكرت روسيا الاتهامات، لكن اتخذت أكثر من 20 دولة قرارها بطرد الدبلوماسيين الروس دعما لبريطانيا.
لا يبدو أن الزوجين، أحدث ضحايا التسمم بغاز الأعصاب، لهما صلة بموسكو، وقالت السلطات إنه لا دليل على استهداف الاثنين على نحو خاص، وتم توصيفهما بأنهما شخصين عاديين ولا صلة لهما بروسيا.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن المسؤول الكبير في شرطة مكافحة الإرهاب، قوله: "لسنا في وضع يسمح لنا بقول ما إن كان غاز الأعصاب هو من نفس الفئة التي تعرضت لها عائلة سكريبال. احتمال أن القضيتين ربما تكونان مرتبطتين هو مسار تحقيق واضح بالنسبة لنا".
ولم يوضح نيل باسو، المسؤول الكبير بشرطة مكافحة الإرهاب البريطانية، كيف وأين تعرض الضحيتان لغاز الأعصاب، لكنه قال إنه حتى هذه المرحلة لم يظهر أي شخص آخر تبدو عليه نفس الأعراض، مشيرا إلى أن أهم شيء في الوقت الحالي بالنسبة لفريق التحقيق هو اكتشاف كيفية تعرض الاثنين لغاز الأعصاب.
وأشار إلى أن التحقيق المعقد في محاولة قتل سيرجي سكريبال وابنته يوليا ما زال جاريا، وأن المحققين ما زالوا يدققون ويقيمون جميع الأدلة المتوفرة ويتتبعون كل دليل ممكن لتحديد من يقف وراء هذا الحادث.
ما هو نوفيتشوك؟
نوفيتشوك عبارة عن غاز أعصاب يتسبب في القتل عبر التأثير على الجهاز العصبي من خلال عدة سبل، فهو يعمل عبر التسبب في إبطاء نبضات القلب، ويعتبر أحد أندر غازات الأعصاب في العالم.
طوره الاتحاد السوفيتي أولا في السر خلال الحرب الباردة في الثمانينيات، كوسيلة للتصدي لدفاعات الأسلحة الكيميائية الأمريكية، لكن كشف عنه العالم الروسي السابق فيل ميرزايانوف.
وقال ميرزايانوف لشبكة "سي إن إن"، إن فاعلية نوفيتشوك أقوى عشرة أضعاف لقوة غاز "في إكس"/"VX"، وهو السلاح الذي استخدم في قتل الأخ نصف الشقيق لزعيم كوريا الشمالية عام 2017.