كوبيانسك الأوكرانية.. هل تخسر روسيا المدينة الاستراتيجية؟
فيما تكثف فيه الولايات المتحدة جهودها لإنهاء حرب أوكرانيا، تحتدم المعارك على الأرض، خاصة في مدينة كوبيانسك الاستراتيجية.
ويبدو أن القوات الروسية على وشك الانسحاب من مدينة كوبيانسك شمال شرق أوكرانيا، حيث لم يتبق سوى عدد قليل من القوات المعزولة، وذلك وفقا لما ذكرته شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية.
وأفاد مسؤولون عسكريون أوكرانيون، بأن الوحدات الروسية المتبقية داخل كوبيانسك معزولة عن خطوط إمداد موثوقة، وأن أعداد المستسلمين تتزايد في ظل تدهور الأوضاع، على حد ما نقلته فوكس نيوز عن صحيفة "كييف بوست".
وفي مؤتمر صحفي بثته وسائل الإعلام الأوكرانية، قال فيكتور تريوبوف، رئيس قسم الاتصالات في مجموعة القوات المشتركة الأوكرانية، إن عدد القوات الروسية داخل كوبيانسك لا يتجاوز بضع عشرات، بينهم مرتزقة أجانب يقاتلون إلى جانب القوات الروسية.
وأضاف تريوبوف: "إنهم يستسلمون.. بل إن هناك حالات استسلام لمرتزقة أجانب يعملون لصالح الروس".
وفي حين تعتمد الوحدات الروسية المتبقية بشكل كبير على الإمدادات الجوية المحدودة، أكد تريوبوف أن "الإمداد عبر الجسر الجوي وحده لا يكفي لتمكينهم من الصمود لفترة طويلة".
وقال "في هذه المرحلة، ليس لديهم ببساطة أي قدرات إضافية لإعادة الوضع إلى نصابه".
وتواصل القوات الروسية شن هجمات متعددة على طول محور كوبيانسك يوميًا، لكن المسؤولين الأوكرانيين يقولون إن هذه الهجمات تفتقر إلى القوى البشرية والاحتياطيات اللازمة لتغيير موازين القوى على الأرض.
وذكرت صحيفة "كييف بوست"، أن مدونين عسكريين ومراسلين حربيين روس بدأوا يقرون علنًا بأن كوبيانسك لم تعد تحت السيطرة الروسية.
وأشار تريوبوف إلى "ظهور موجة كاملة من الرسائل تفيد بسقوط كوبيانسك"، موضحا أن موسكو لم تسيطر على المدينة بالكامل باستثناء فترة وجيزة في 2022.
وأضاف "إنهم أنفسهم يعترفون الآن بفشل دفاع الوحدات نفسها التي دخلت وحاولت تأمين مواقعها في الأحياء الشمالية عن المدينة".
جاء ذلك في الوقت الذي يستمر فيه القتال خارج المدينة، خاصة من مواقع على الضفة الأخرى لنهر أوسكيل.
وأعلنت هيئة الأركان العامة الأوكرانية، أن القوات الروسية شنت 5 هجمات في قطاع كوبيانسك في 24 ديسمبر/كانون الأول، تم صدها جميعاً بالقرب من بتروبافليفكا، وبيششان، وزهاريزوف، وكوبيانسك.
ولم تعلق روسيا على هذه الأنباء.
ودائما ما كانت كوبيانسك محورًا للمطالبات الإقليمية الروسية، إذ تعد المدينة مركزا رئيسيا للسكك الحديدية والطرق في منطقة خاركيف، ويبلغ عدد سكانها قبل الحرب حوالي 27 ألف نسمة.