النفط الروسي في قلب "انتخابات فرنسا".. عقاب ماكرون ودعم لوبان
تراجع إنتاج روسيا من النفط ومكثفات الغاز دون 10 ملايين برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى منذ يوليو 2020؛ وفق مصادر مطلعة اليوم الثلاثاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي عرقلت فيه العقوبات والمشاكل اللوجستية تجارة البلاد النفطية.
وإنتاج النفط الروسي واقع تحت ضغط نزولي هائل في ظل العقوبات التي فرضها الغرب بسبب دور موسكو في أوكرانيا.
وحظرت الولايات المتحدة واردات النفط الروسي في الشهر الماضي في حين جعلت العقوبات من الصعب على المؤسسات المالية الروسية تنفيذ مدفوعات النفط.
وقال مصدران إن متوسط إنتاج النفط الروسي انخفض إلى 10.3 مليون برميل يوميا في الفترة من الأول إلى الحادي عشر من أبريل/نيسان من 11.01 مليون برميل في مارس/آذار، وهو انخفاض بنسبة 6%.
دعم
في الوقت نفسه، أعربت مرشحة الرئاسة الفرنسية، مارين لوبان، عن رفضها لفرض عقوبات على روسيا من شأنها رفع تكاليف الطاقة في بلادها.
وفي تصريحات لمحطة "فرانس إنتر"، قالت مرشحة التيار اليميني اليوم الثلاثاء:" لا أريد أن يكون الفرنسيون هم من يعانون بكل قوة من نتائج قرارات تهدف إلى إنهاء واردات النفط أو الغاز".
وأضافت لوبان أنها تعرف ما يعنيه فرض حظر على الغاز أو النفط بالنسبة لتكاليف الطاقة عند الفرنسيين " وأنا هنا من أجل الدفاع عن الفرنسيين".
وأكدت لوبان/53 عاما/ أنها تعارض فقط العقوبات التي تستهدف قطاع الطاقة وأنها تؤيد كل التدابير العقابية الأخرى على روسيا.
وتستورد فرنسا، مثل العديد من الدول الأوروبية الأخرى، الكثير من غازها الطبيعي عبر خطوط الأنابيب من روسيا وتستخدمه في إمدادات الطاقة السكنية والتجارية.
وأبلغت منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) الاتحاد الأوروبي أمس الاثنين بأن العقوبات الحالية والمستقبلية على روسيا يمكن أن تتسبب في إحدى أسوأ الصدمات في الإمدادات النفطية وأن من المستحيل بالنسبة للمنظمة إنتاج الكميات التي تعوض النقص.
وتوقع الأمين العام لـ"أوبك" محمد باركيندو، فقدان أكثر من 7 ملايين برميل يوميا من صادرات روسيا من النفط والوقود، بسبب العقوبات الحالية والمستقبلية أو تحركات طوعية.
وأشار إلى أن التقلبات الحالية في السوق ناتجة عن عوامل غير أساسية خارجة تماما عن سيطرة أوبك، ودعا الاتحاد الأوروبي لتشجيع مقاربة واقعية لانتقال الطاقة.
وقال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي يوم الخميس إن إنتاج النفط الروسي يمكن أن ينخفض بنسبة أربعة أو خمسة في المئة في أبريل نيسان بالقياس إلى مارس آذار بسبب مشاكل في التأمين واستخدام السفن.
وقال المصدران إن الإنتاج انخفض أكثر ليصل إلى 9.76 مليون برميل أمس الإثنين وحده، وهو الأدني وفقا لتقديرات رويترز منذ انخفاضه إلى 9.37 مليون برميل يوميا في المتوسط في يوليو/تموز 2020 عندما تأثر الإنتاج والطلب بشدة بجائحة فيروس كورونا.
صدمة وشيكة
من جانبها، قلصت "أوبك" اليوم الثلاثاء توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2022، بعد تحذير من تأثير نقص إمدادات النفط الروسي على السوق.
وأشارت منظمة "أوبك" إلى تبعات الحرب الأوكرانية وارتفاع التضخم مع ارتفاع أسعار النفط الخام وعودة ظهور سلالة أوميكرون المتحورة من فيروس كورونا في الصين على توازن سوق النفط العالمية.
وقالت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في تقرير شهري إن الطلب العالمي سيرتفع 3.67 مليون برميل يوميا في 2022 بانخفاض 480 ألف برميل يوميا عن توقعاتها السابقة.
وقالت منظمة "أوبك" أمس الإثنين، إنه سيكون من المتعذر استبدال الكميات المفقودة المحتملة من إمدادات النفط الروسي، مع استمرار مناقشة الاتحاد الأوروبي لإمكانية فرض عقوبات ضد الخام الروسي.
وذكرت وكالة "رويترز" أن "أوبك" أبلغت الاتحاد الأوروبي أن العقوبات الحالية والمستقبلية ضد روسيا قد تتسبب في واحدة من أسوأ صدمات المعروض في سوق النفط على الإطلاق.
وأشار التقرير إلى أن الأمين العام لمنظمة أوبك "محمد باركيندو" صرح بتلك التعليقات خلال اجتماع اليوم مع مسؤولين بالاتحاد الأوروبي.
ويشهد الاتحاد الأوروبي خلافًا بين أعضائه حول ما إذا كان يمكن فرض عقوبات ضد روسيا تشمل قطاع النفط والغاز، مع حقيقة أن الكتلة تعتمد بشكل كبير على الطاقة الروسية لسد احتياجاتها.
وفي تصعيد أمريكي جديد، قال مسؤولون أميركيون إن الرئيس جو بايدن قال لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، إن شراء المزيد من النفط الروسي ليس في مصلحة الهند، ويمكن أن يعرقل رد الولايات المتحدة على الحرب في أوكرانيا.
وفي إطار التحرك الأمريكي لفرض عقوبات على روسيا، وقع الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة الماضية على قانون إنهاء استيراد النفط الروسي وقانون تعليق العلاقات التجارية مع روسيا وبيلاروس.
كما أعلن مسؤولون بالبيت الأبيض عن قرار مرتقب للرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن أكبر تحرير لاحتياطيات النفط في التاريخ، من خلال سحب مليون برميل إضافي وضخه في السوق يوميًا في المتوسط - كل يوم - للأشهر الستة المقبلة.
وحجم هذا الإصدار غير مسبوق: "لم يكن للعالم إطلاقًا لاحتياطيات النفط بمعدل مليون واحد يوميًا لهذه المدة الزمنية. سيوفر هذا الإصدار القياسي كمية تاريخية من الإمداد لتكون بمثابة جسر حتى نهاية العام الذي يرتفع فيه الإنتاج المحلي". وسوف يصل حجم التفريغ إلى 180 مليون برميل من النفط.