كل ما تحتاج معرفته عن أزمة الجاسوس الروسي
الولايات المتحدة و14 دولة أوروبية أعلنت طرد دبلوماسيين روسيين على خلفية قضية الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال.. القصة من بدايتها.
قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طرد العشرات من ضباط الاستخبارات الروس، في إطار حادث تسمم العميل المزدوج السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا في بريطانيا.
وأمر ترامب بإغلاق القنصلية الروسية في سياتل، وقال البيت الأبيض في بيان إن ذلك بسبب قربها من قواعد الغواصات الأمريكية ومواقع شركة "بوينج".
وذكرت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية، أن القضية البريطانية دفعت لإجراء مقارنة بحادث التسمم الذي وقع عام 2006 في لندن وأسفر عن مقتل العميل الروسي السابق ألكسندر ليتفينينكو، لكن ما المعروف عن الأزمة حتى الآن؟
ما التداعيات حتى الآن؟
قال رئيس المجلس الأوروبي دونالد تاسك، الإثنين، إن 14 دولة من الأعضاء سيطردون دبلوماسيون روسيين في إطار حادث تسمم سكريبال، ومن بين تلك الدول: بولندا وألمانيا وفرنسا وليتوانيا.
وأوضحت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أن روسيا قادرة على محاولة قتل سكريبال.
وطردت رئيسة الوزراء البريطانية سابقًا 23 دبلوماسيًا روسيًا وعلقت اتصالات عالية المستوى مع موسكو واتخذت إجراءات جديدة ضد نشاط دولة معادية.
وردًا على الخطوة البريطانية، أعلنت روسيا طرد 23 دبلوماسيا بريطانيا وإغلاق القنصلية البريطانية في سانت بطرسبورغ وإغلاق المعهد الثقافي البريطاني.
كما أفادت وكالات الأنباء الروسية بأن موسكو ستطرد 60 دبلوماسيا أمريكيا ردًا على خطوة ترامب.
ما الذي كشفه التحقيق؟
يحاول عناصر مكافحة الإرهاب اكتشاف مصدر غاز الأعصاب المستخدم، الذي تم تحديده بأنه "نوفيشوك"، وهو غاز أعصاب طوره الاتحاد السوفييتي خلال الحرب الباردة.
وقالت رئيسة وزراء بريطانيا إنه من المرجح للغاية أنه من روسيا، وهو ما تنفيه موسكو بشدة مطالبة بفحص الأدلة البريطانية.
وأشارت "يو إس إيه توداي" إلى أن "نوفيشوك" ليس نفس غاز الأعصاب الذي استخدم في قتل الأخ غير الشقيق لزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون في ماليزيا العام الماضي، لكنه كان "في إكس".
من هو سيرجي سكريبال؟
عميل مزدوج روسي سابق متهم بتمرير هويات عملاء روس يعملون متخفين في أوروبا إلى جهاز الاستخبارات البريطاني.
سجنت روسيا سكريبال بتهمة الخيانة عام 2006 بعد اعترافه بالعمل لصالح الاستخبارات البريطانية وتقديم معلومات عن العملاء الروس، واعترف سكريبال ببيع الأسماء والعناوين والأسماء الحركية لعشرات العملاء الروس للاستخبارات البريطانية على مدار 10 أعوام.
وأطلقت روسيا سراحه عام 2010 كجزء من عملية أمريكية روسية لتبادل الجواسيس، ثم نقل إلى بريطانيا.
وأفادت وسائل الإعلام البريطانية بأن يوليا سكريبال، التي تعيش في روسيا، كانت تزور والدها وربما كانت ببساطة في المكان الخطأ عندما تعرض للهجوم.
ومن غير الواضح لماذا يكون هدفًا، أو من يريد قتله هو أو ابنته.
هل روسيا متورطة؟
تعرض عدد من نقاد بوتين للقتل أو ماتوا في ظروف غامضة، من ضمنهم صحفيون وسياسيون معارضون ورجال أعمال منفيون.
لكن لا يبدو أن سكريبال يتماشى مع أي من تلك المواصفات.
فمثلًا ليتفينينكو، كان من نقاد بوتين وسعى للحصول على لجوء في بريطانيا بعد مساعدته للاستخبارات البريطانية ومحققي الفساد الإسبانيين.
وربط المحققون حادث التسمم بروسيين اثنين، متهمين إياهما بوضع مادة مشعة في مشروب الشاي الخاص به في فندق بحي "مي فير" غرب لندن، لكن نفى الكرملين تورطهم في الأمر.
وقال رجل الأعمال الأمريكي الأصل بيل براودر، أحد أبرز أعداء بوتين، لصحيفة "يو إس إيه توداي"، إنه يعتقد أن حادث سكريبال جاء بأمر من روسيا لإرسال رسالة مفادها أنه حال عدم الولاء وخيانة البلاد "فلا يهم متى فعلتها أو إلى أين هربت، فنحن سنصل إليك ونقتلك أنت وعائلتك أيضًا".