"سو 25" الروسية.. الصاروخ لا يسقط "الدبابة الطائرة"
أثبتت الطائرة الروسية "سوخوي 25" جدارتها بلقب الدبابة الطائرة، بعد عودتها إلى قاعدتها رغم إصابتها بصاروخ دفاع جوي في أوكرانيا.
وتظهر اللقطات التي نشرتها وزارة الدفاع الروسية في 14 مارس/آذار 2022، مرة أخرى مدى متانة الطائرة "سو 25" المعروفة لدى حلف شمال الأطلسي (الناتو) بلقب (فروج فوت)K رغم الأضرار الجسيمة التي لحقت بها في مهمة بأوكرانيا.
وقيل إن الأضرار التي لحقت بالمقاتلة سببها نظام الدفاع الجوي المحمول على الكتف، الذي أصاب الجانب الأيمن الخلفي من جسمها، وفقا لموقع أفيشن المتخصص في مجال الطيران.
وعادةً ما تضرب صواريخ التتبع الحراري منطقة المحرك في الجزء الخلفي من جسم الطائرة، حيث تكون درجة حرارة العادم أعلى.
و"سو 25" ليست جديدة على مثل هذه الأحداث، فهناك الكثير من الصور والقصص التي يمكن العثور عليها عبر الإنترنت لمقاتلات من نفس النوع، نجت من ضربات مباشرة بصواريخ كيه 35 إيغلا الروسية الصنع وصواريخ ستينجر الأمريكية وغيرها من أنظمة الدفاع الجوي المحمولة الأخرى أثناء النزاعات في جميع أنحاء العالم.
وتعد الطائرة "سوخوي 25" والقاذفة المقاتلة سوخوي 34 الروسية الصنع أيضاً، الطائرتان المدرعتان الوحيدتان ذواتا الأجنحة الثابتة التي لا يزال يتم إنتاجهما حتى الآن.
الطائرة "سوخوي 25"، هي طائرة هجومية نفاثة ذات محركين، وبمقعد واحد تم تطويرها في الاتحاد السوفيتي لتقديم الدعم الجوي القريب للقوات البرية السوفيتية.
وجرى إطلاق النموذج الأولي من "سوخوي 25" من قبل الاتحاد السوفيتي لأول مرة في فبراير/شباط 1975، ودخلت الخدمة عام 1981، واستخدمت بكثافة في مسارح العمليات في أفغانستان وأوسيتيا في الصراع الروسي الجورجي في عام 2008 وكذلك في سوريا حيث تم نشرها لأول مرة في عام 2015.
كما استخدمها سلاح الجو العراقي ضد إيران خلال الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، واستخدمت من قبل العديد من الدول الأفريقية، بما في ذلك ساحل العاج وتشاد والسودان في محاربة حركات مكافحة التمرد المحلية وفي الحروب الأهلية.
وشهدت الطائرة في الآونة الخيرة تطويرات عدة. وتم تزويدها بالأجهزة الإلكترونية الحديثة والصواريخ الموجهة والقنابل الموجهة من طراز "كاب - 250" و"كاب -500". وتشارك طائرات منها الآن في العمليات ضد الإرهابيين في سوريا.
وبغض النظر عن عمر هذه الطائرات الذي يبلغ نحو 25 عاما، فإن بوسعها البقاء في الخدمة 40 عاما آخر، بفضل متانتها". وتتميز المقاتلة "سو- 25" بدروع لا مثيل لها في مقصورة الطيار، لذلك أطلقت عليها تسمية "الدبابة الطائرة".
ويعتبر التصميم السوفيتي مكافئًا للطائرة الأمريكية إيه-10 ثاندربولت، وهو أصغر حجمًا ولكنه مدرع بشكل أكبر من نظيره الأمريكي، مع ما يصل إلى 1100 كجم من درع التيتانيوم مقارنة بـ 540 كجم في الطائرة إيه-10.
ومع ذلك، في كلا النوعين، يجلس الطيارون في درع من التيتانيوم، يشار إليه باسم "حوض الاستحمام"، والذي يحمي قمرة القيادة من الطلقات التي يتم إطلاقها من الأسفل.
وجرى تصميم كلا الطائرتين مع مراعاة قابلية البقاء على قيد الحياة: حيث يتشابه كلا التصميمن في كل شيء تقريبا، وذلك لجعلها متينة قدر الإمكان.
ويوجد في الطائرة الأمريكية ذيلان ونظامان هيدروليكيان ومحركان وضعا على الجانب الخارجي من جسم الطائرة لتقليل مخاطر نشوب حريق في حالة إصابة أحد المحركين.
وأظهرت الطائرة الأمريكية أيضًا قدرتها الخاصة على إعادة الطيار إلى القاعدة على الرغم من الأضرار الجسيمة الناجمة عن النيران الأرضية.
أما "سوخوي 25"، فجرى تزويدها بمدفع مزدوج الماسورة عيار 30 ملم، ولديها 11 نقطة صلبة لتعليق الأسلحة بحمولة إجمالية تبلغ حوالي 4 أطنان، بينما الوزن الإجمالي للأسلحة لمنافستها الأمريكية يبلغ 7.2 طن، وهي ميزة كبيرة لها على Su-25.
وعلى الرغم من أن هاتين "الدباباتين الطائرتين" متشابهتان نسبياً، إلا أنه لا يزال بإمكان المرء رؤية الاختلافات في نقاط القوة لكل منهما، فمن حيث التصميم، فإن سوخوي 25 أصغر حجماً وأقل وزناً.
وتتمتع طائرة إيه-10 بميزة نيران المدافع الأوتوماتيكية القوية جداً والصواريخ ذاتية التوجيه وصواريخ "أطلق وانسَ"، إذ تم تصميم الطائرة إيه-10 تحديداً لتكون قاتلة للدبابات بشكل خاص عبر استخدامها لمدفع جاتلينج الفتاك والفريد ذي عيار 30 ملم الذي يوجد في بطن الطائرة ويدور بسرعة مطلقاً أعداداً هائلة من الطلقات الضخمة التي تخترق الدبابات من أعلى؛ أي من نقطة ضعفها.
بينما أدوار "سوخوي 25" أكثر عمومية، وقادرة على القضاء على مجموعة متنوعة من الأهداف بسهولة.
كما أن سوخوي 25 قوية في القصف الدقيق والصواريخ الموجهة بالليزر، وتتميز بالسرعة والقدرة على المناورة، بينما تتفوق إيه-10 في حمولة الأسلحة.