"سارمات" الروسي.. تعرف على "الشيطان" العابر للقارات
يمتلك القدرة على إيصال رؤوس حربية نووية متعددة إلى حدود الولايات المتحدة الأمريكية، ويعتبره الرئيس الروسي "فريدا من نوعه".
صاروخ باليستي عابر للقارات اسمه "سارمات" ويلقب بـ"الشيطان 2"، اختبرته روسيا للمرة الأولى الأربعاء، في خطوة علق عليها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالقول إنها "ستدفع أولئك الذين يحاولون تهديد روسيا إلى التفكير مرتين".
كما وصفه بـ"السلاح الفريد حقا" وهو "قادر على التغلب على جميع الوسائل الحديثة للدفاع المضاد للصواريخ"، فيما اعتبرت الولايات المتحدة أن التجربة الصاروخية "روتينية".
واليوم السبت، ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء نقلا عن دميتري روجوزين رئيس وكالة الفضاء الروسية روسكوزموس أن موسكو تعتزم نشر أول وحدة عسكرية مسلحة بصواريخ سارمات ذات القدرات النووية بحلول الخريف المقبل.
عابرة للقارات
الصواريخ الباليستية العابرة للقارات هي صواريخ أرضية قادرة على إطلاق رؤوس حربية نووية لضرب أهداف على بعد آلاف الكيلومترات في قارات أخرى، بحسب صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية الصادرة باللغة الإنجليزية.
وتطلق مثل الصواريخ التقليدية، وتدخل حافة الفضاء، ويمكن لصاروخ باليستي عابر للقارات واحد أن يحمل عشرات الرؤوس الحربية النووية، بالإضافة إلى وسائل التمويه وأدوات أخرى لمساعدة الصواريخ على التهرب من الأنظمة الدفاعية.
وبوجوده في المدار، يمكن لصاروخ باليستي عابر للقارات واحد استهداف عدة مواقع على مساحة جغرافية كبيرة، وإطلاق الرؤوس النووية أثناء مرورها فوق أهدافها، وتسقط تلك الرؤوس على الأرض بسرعة كبيرة تناهز حوالي سبعة كيلومترات في الثانية.
وطور الاتحاد السوفيتي أول صاروخ باليستي عابر للقارات في الخمسينيات، ثم تلته الولايات المتحدة، بينما أنتجت الصين أول صواريخها الباليستية العابرة للقارات في السبعينيات.
وكانت الإصدارات القديمة أبطأ وتحمل حمولات أخف من الإصدارات الحديثة.
وكان معروفا على نطاق واسع أن روسيا تطور صاروخا باليستيا عابر للقارات ليحل محل الصواريخ القديمة، وهو ما أعلنه بوتين في عام 2018 خلال خطابه السنوي، بحسب صحيفة "إنديان إكسبريس".
"سارمات"
"سارمات" هو صاروخ ثقيل جرى تطويره منذ ما يقرب من عقد من الزمان ليستبدل "فويفودا" السوفيتي الصنع، ويطلق عليه الغرب اسم "الشيطان 2"، ويشكل جوهر الردع النووي الروسي.
صممه وبناه مكتب تصميم الصواريخ التابع لمركز ماكييف، وسمي على اسم شعب سارماتيا في القرنين الرابع والخامس قبل الميلاد، ويشار إليه في الغرب باسم "الشيطان 2".
ويُعتقد أن الصاروخ الباليستي العابر للقارات الفائق الثقل والمسلح نوويا وحراريا هو أقوى صاروخ باليستي عابر للقارات لدى روسيا.
ويبلغ مداه حوالي 18 ألف كيلومترا، ويمكنه أن ينطلق بسرعة قصوى تبلغ 25.500 كيلومتر في الساعة، ويقال إن الصاروخ آر إس-28 سارمات قادر على حمل حمولة نووية كبيرة بما يكفي لتمحي منطقة بحجم تكساس.
وفي حين يمكن إطلاق "آر إس-28 سارما" مثل الصاروخ الباليستي العابر للقارات العادي، وإرسال الحمولة إلى طبقة الستراتوسفير قبل سقوط الرأس الحربي على الأرض، يعتقد أنه قادر أيضًا على ما يسمى بـ"القصف المداري الجزئي".
ويعني القصف المداري الجزئي إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات بمدار منخفض من الأرض – أدنى بكثير عن الإطلاق التقليدي – ربما في الاتجاه المعاكس للهدف.
ويمنحه المدار المنخفض نطاقًا غير محدود تقريبًا ويجعل من الصعب تحديد الهدف المحدد أثناء توجهه في الاتجاه المعاكس حول الأرض، ونظريا، يعني ذلك أنه يمكنه تفادي أنظمة الكشف عن الصواريخ.
وعلى سبيل المثال، تركز معظم منظومات الدفاع الصاروخي الأمريكية التي تستهدف إحباط هجوم روسي على رصد الصواريخ التي تحلق فوق الدائرة القطبية الشمالية، في حين يمكن إطلاق آر إس-28 سارمات، نظريا، فوق القطب الجنوبي وضرب هدف أمريكي حيث لا توجد أنظمة دفاعية.