تحذير خطير من روسيا.. "العالم سيدخل في مرحلة الجوع بنهاية 2022"
قال مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للشؤون الاقتصادية، إن العالم سيدخل في مرحلة الجوع بنهاية 2022.
كما اتهمت روسيا واشنطن بأنها تحاول سحب احتياطيات الحبوب من أوكرانيا، ما يهدد بأزمة عالمية.
دعوة الأمين العالم
وتأتي هذه التصريحات بعد يوم من دعوة الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش روسيا للسماح بتصدير الحبوب الأوكرانية المخزّنة في مرافئ هذا البلد، وطالب الغرب بالسماح بوصول الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، في إجراءين أكد أنّهما سيساهمان في حل أزمة الغذاء العالمية المتزايدة.
وقال غوتيريش في اجتماع وزاري في نيويورك نظّمته الولايات المتحدة "يجب على روسيا أن تسمح بالتصدير الآمن والمضمون للحبوب المخزّنة في الموانئ الأوكرانية".
وأضاف أنّه يمكن أيضاً "استكشاف طرق نقل بديلة" عن الممر البحري لتصدير هذه الحبوب، المخزّنة خصوصاً في اهراءات بمدينة أوديسا الساحلية المطلّة على البحر الأسود، "حتى لو علمنا أن هذا لن يكون كافياً لحل المشكلة".
ودقّ الأمين العام ناقوس الخطر، لأنّ "شبح نقص الغذاء العالمي يلوح في الأشهر المقبلة"، مؤكّداً أنّه "إذا لم نطعم الناس، فإنّنا نؤجّج الصراعات".
وقال إنّ الحرب في أوكرانيا ضاعفت العوامل التي ساهمت في أزمة الغذاء العالمية وسرّعت وتيرتها، مشيراً إلى أنّ هذه العوامل هي التغيّر المناخي وجائحة كوفيد-19 واتّساع الهوّة بين الدول الغنية وتلك الفقيرة.
تستمر لسنوات
وحذّر الأمين العام من أنّ الأزمة الراهنة "يمكن أن تستمر سنوات"، وهي "تهدّد بدفع عشرات ملايين الناس إلى انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية والمجاعة".
ولفت إلى أنّه "في غضون عامين فقط، تضاعف عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحادّ، من 135 مليوناً قبل بدء الجائحة إلى 276 مليوناً اليوم".
وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنّ "22 مليون طن" من الحبوب موجودة حالياً في صوامع بأوكرانيا ولا تنتظر سوى السماح بتصديرها.
وأوضح الوزير الأمريكي أنّ بلاده قرّرت تخصيص "215 مليون دولار إضافية" لمكافحة انعدام الأمن الغذائي.
روسيا استعدّت
أكّد الكرملين الخميس أن روسيا كانت مستعدّة منذ نهاية العام 2021 للأزمة الغذائية التي ضربت العالم مع بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في فبراير/شباط 2022.
ولفت مستشار الكرملين ماكسيم أوريشكين خلال مؤتمر للشباب في موسكو إلى أن "السبب الرئيسي للجوع الذي سيصيب العالم هذا العام هو الإجراءات الاقتصادية غير المدروسة للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي"، مشيرًا بذلك إلى العقوبات الغربية التي تستهدف روسيا والتي قوّضت قدرات موسكو على تصدير الأسمدة والقمح.
ونقلت عنه الوكالات الروسية قوله إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حضّر البلاد لتداعيات أزمة غذائية عالمية محتملة منذ نهاية العام 2021 أي قبل بداية الحرب الروسية في أوكرانيا في 24 فبراير/شباط 2022 والذي نفت موسكو أنها كانت تحضّر له قبل ذلك، في وقت كان الخوف من نشوب نزاع تسبب بارتفاع في أسعار المواد الغذائية.
وأضاف أوريكسين "كان فلاديمير فلاديميروفيتش (بوتين) قد فهم أن هذه المسائل (الغذائية) قد تطال روسيا. لذلك، بدأنا منذ نهاية العام الماضي بتحضير روسيا بشكل فعّال لمواجهة الجوع في العالم".
وكانت روسيا في حينها تواجه ارتفاعا في أسعار المواد الغذائية، وفرضت قيودًا وضرائب على صادرات الحبوب والزيوت والأسمدة.
وتابع "هذا يجعلنا قادرين على أن نثق بأنفسنا" اليوم.
وتعتبر موسكو أن العقوبات الغربية المفروضة عليها بسبب الأزمة الأوكرانية هي سبب الأزمة الغذائية، وليس الحرب في ذاتها لأحد أهمّ مصدّري القمح في العالم.
المجاعة المحتملة
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في وقت سابق، إن العقوبات الغربية ضد روسيا أضرت باقتصادات تلك الدول التي فرضتها وأثارت أيضًا أزمة عالمية.
وقال بوتين إن هذه العقوبات تثير أزمة عالمية إلى حد كبير، وإن واضعيها مسترشدون بطموحات سياسية قصيرة النظر ومضخمة، بينما ضرت العقوبات إلى حد كبير بمصالحهم الوطنية، واقتصاداتهم ورفاهية مواطنيهم.
وقال بوتين إن اللوم في العواقب العالمية للعقوبات ضد روسيا، بما في ذلك المجاعة المحتملة في عدد من الدول، يقع على عاتق الدول الغربية المستعدة للتضحية ببقية العالم من أجل هيمنتها.