«مارد سيبيريا» أم «حصان البنتاغون» الطائر.. من يملك السماء؟

في عالم تتقاطع فيه القوة الجوية بالسياسة، تُقاس المروحيات بقدرتها على فرض النفوذ عبر السماء.

بين الشرق والغرب، تتواجه مروحيتان عملاقتان تمثلان ذروة ما توصلت إليه الصناعة العسكرية في القطبين المتنافسين: الروسية "Mi-26" والأمريكية "CH-53E سوبر ستاليون"؛ إحداهما رمز للقوة الخام، والأخرى مثال على المرونة والجاهزية البحرية.

ففي حين تراهن موسكو على الحجم الهائل والطاقة الكاسحة لنقل المعدات الثقيلة إلى أقاصي سيبيريا أو قلب المعارك، تفضل واشنطن التصميم المدمج والتكيف مع بيئات العمليات المشتركة، من حاملات الطائرات إلى جبال أفغانستان. مفاضلة ليست مجرد حسابات تقنية، بل تعكس فلسفتين عسكريتين مختلفتين.

فمن الرابح في هذا السباق المعقد؟

هناك طرق عديدة للإجابة على سؤال ما هي أفضل مروحية هجومية في العالم؟ إلا أنه من الصعب الحصول على إجابة واضحة ترضي الجميع.

فعند طرح سؤال ما هي أفضل مروحة هجومية ف العالم على تطبيق الذكاء الاصطناعي "تشات جي بي تي" ستكون الإجابة هي أن مروحية " AH-64 أباتشي" هي أفضل مروحية هجومية في العالم، وأن أفضل مروحية متعددة المهام هي" Sikorsky UH-60M Black Hawk".

هذه الإجابة تعد فوزا لأمريكا، ومع ذلك يرى التطبيق أن أعظم مروحية رفع ثقيل في العالم هي" Mil Mi-26 " روسية الصنع وهو ادعاءٌ مثيرٌ للاهتمام، ويتناقض مع جيل من محللي الدفاع الأمريكيين الذين اعتبروا مروحية "Sikorsky CH-53E Super Stallion " -التي سيتم قريبًا استخدام "King Stallion " بدلا منها- أعظم مروحية رفع ثقيل في الخدمة في العالم اليوم.

ومع ذلك، اتضح أن خوارزميات "تشات جي بي تي" صحيحة من الناحية الفنية، وفقا لما ذكره موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي الذي قال إن الروس يمتلكون مروحية رفع ثقيل يمكنها أداء مهمتها بشكل أفضل بكثير من نظيرتها الأمريكية الرئيسية الأمر الذي يحتاج إلى مقارنة مباشرة وأكثر تفصيلاً.

تعود مروحيات " CH-53E Super Stallion " و"Mi-26 " إلى نفس الفترة الزمنية تقريبًا، فقد ظهرت مروحيات " Super Stallion " عام 1981، بينما نشر الاتحاد السوفياتي" Mi-26 " لأول مرة عام 1983.

Mi-26

• يتم تشغيل " Mi-26 " بمحركين توربينيين من طراز "Lotarev D-136" يُنتج كل منهما 11,400 حصان للعمود

• أقصى وزن للإقلاع يبلغ 123,458 رطلاً (56,000 كيلوغرام)

• وزن فارغ يبلغ 62,170 رطلاً (أو 28,200 كيلوغرام)

• تستطيع الطائرة حمل ما يصل إلى 82 جندياً أو 44,092 رطلاً في عنبر الشحن.

• أكبر حجمًا وأثقل وزنًا بشكل ملحوظ

• تمتلك سعة حمولة أكبر بنسبة 50% تقريبًا من طائرة"CH-53E Super Stallion ".

"CH-53E Super Stallion "

• تعد أصغر حجماً من طائرة " Mi-26 "

• مُشغّلة بثلاثة محركات توربينية من طراز " T64-GE-416/416A " من شركة جنرال إلكتريك

• يُولّد كل منها 4,380 حصاناً

• أقصى وزن للإقلاع يبلغ 73,414 رطلاً (33,300 كيلوغرام)

• وزن فارغ يبلغ 33,226 رطلاً (15,071 كيلوغراماً).

• لكن مخزن الشحن الخاص بها لا يتسع إلا لـ 55 جنديًا

• يمكنها حمل حوالي 29,982 رطلاً (13.6 طنًا متريًا) في مخزن الشحن الخاص بها.

• يجب أن تخدم أيضًا على حاملات الطائرات الأمريكية - مما يعني أنها يجب أن تكون أصغر قليلاً من نظيراتها السوفياتية، والآن الروسية، التي لا تخضع لهذا الشرط.

• علاوة على ذلك، يوفر تصميم الطائرة الروسية ثنائي المحرك طاقة خام أكبر للروس لكن محركات الطائرة الأمريكية الثلاثة توفر تكرارًا أكبر وأداءً أفضل بشكل عام في الظروف الحارة والمرتفعة.

ويتيح دوار" Mi-26 " الأكبر رفعًا فائقًا، بينما يناسب تصميم " CH-53E Super Stallion " المدمج العمليات البحرية بشكل أفضل.

أما بالنسبة للسرعة، فتبلغ السرعة القصوى للطائرة الروسية نحو 183 ميلاً في الساعة، ويبلغ مداها حوالي 497 ميلاً مع الوقود القياسي ويمكن زيادة هذا المدى بإضافة خزانات إضافية في حين يبلغ ارتفاع خدمتها 15,092 قدماً.

وتشير جميع المصادر إلى أن قيادة الطائرة الأمريكية على أقصى ارتفاع لها ليس بالأمر المفضل نظراً لحجمها.

من ناحية أخرى، تتميز طائرة " Mi-26 " بتفوقها في نقل البضائع الضخمة إلى مواقع نائية، بتصميم مُحسّن للعمليات في المناخات القاسية خاصة درجات الحرارة المتجمدة في القطب الشمالي، الذي تعتبره روسيا منطقة حصرية لها.

تبلغ السرعة القصوى للطائرة الأمريكية نحو 196 ميلاً في الساعة، ويبلغ مداها 621 ميلاً، مما يمنحها ميزة طفيفة على منافستها الروسية من حيث السرعة والمدى في حين يبلغ ارتفاع خدمتها 18,504 أقدام.

وبفضل تصميمها ثلاثي المحركات، تتفوق الطائرة الأمريكية على نظيرتها الروسية في عمليات الارتفاعات العالية، وهذا أحد أسباب أدائها المتميز خلال الحرب الأمريكية التي استمرت 20 عامًا في أفغانستان.

هيمنة روسية

ومع ذلك، لا تزال المروحية الروسية مهيمنة في قوة الرفع الخام وحجم الشحن، مما يعني أنها مروحية مثالية للعمليات اللوجستية الثقيلة في المناطق النائية من العالم كما أن أداءها أفضل بشكل عام في البيئات الأكثر قسوة.

وفي حين أن" Super Stallion " لها مزاياها بالتأكيد، إلا أنها متفوقة في مجال الطيران الثقيل المهم للغاية، وتحديدًا من حيث سعة الحمولة وتعدد الاستخدامات.

في المقابل فإن " Mi-26 " تم تصديرها إلى أكثر من 20 دولة، بما في ذلك الهند والصين وحتى المكسيك، مما يعني أنها مروحية روسية شائعة جدًا على مستوى العالم.